لن تحتفظ الأجيال المقبلة من الأجهزة الطبية بأشكالها من المعدن أو السيليكون بما فيها من زوايا قائمة وخطوط مستقيمة ومسطحة. فكما كشفت مجلة ديسكفر العلمية أصبح من الممكن تحويل أشباه الموصلات إلي ترانزستور أو سلك كهربائي أو مادة داعمة لكافة الأجهزة الكهربائية, ولكن بشكل وخصائص جديدة أكثر ليونة تسمح لها بالانزلاق والتحرك بسهولة بجسم الإنسان لتقدم صورة واضحة عما يجري داخله وتساعد في رصد الأمراض المعدية. وفي الواقع لا يتجاوز حجم عدد من هذه الشرائح شعرة الإنسان. هذه التقنية تحققت علي يد جون روجرز عالم أشباه الموصلات, بعد أكثر من15 سنة قضاها روجز بمختبره في جامعة إلينوي بالولايات المتحدة لتطوير الأجهزة الإلكترونية حتي أصبحت مرنة يمكن طيها دون كسر. وهو ما يعني إمكانية زرعها بالجسم عن طريق الغرز الجراحية لتنفذ عددا من المهام الطبية. وعلي سبيل المثال تصنيع أجهزة ضوئية وإلكترونية لاستشعار ورصد العلامات البيولوجية وفحص الدم والتصوير الداخلي. كما يمكنها رصد درجة حرارة الجلد أو زرعها داخل الدماغ أو القلب لمراقبة العلامات المبكرة لنوبات الصرع أو حالات عدم انتظام ضربات القلب. وأهم ما يميزها هي قابليتها للتحلل البيولوجي بعد انتهاء مهامها دون أن تسبب أي آثار جانبية علي صحة المريض, وذلك علي خلاف العديد من المواد الشائعة في الإلكترونيات والتي تتسبب في حدوث تفاعلات مناعية لدي زرعها في جسم المريض بشكل يحد من استخدامها بشكل موسع. وهو ماجعل عدد من المراكز والجامعات الدولية مثل كامبريدج ونورث كارولينا ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا تمنح روجز دعما لنقل وتحويل هذه الابتكارات الحديثة إلي منتجات من المتوقع أن تطرح بالأسواق خلال السنوات القليلة القادمة.