اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري انه سيلتقي نظيره الروسي سيرجي لافروف مجددا في نيويورك علي هامش الجمعية العامة للامم المتحدة في الثامن والعشرين من الشهر الحالي سعيا لتحديد موعد لمؤتمر سلام حول سوريا. وشارك في المؤتمر الصحافي لافروف والمبعوث العربي الدولي المشترك الي سوريا الاخضر الابراهيمي. وذكر الوزيران في مدينة جنيف أن حكومتي واشنطن وموسكو ستواصلان بالتوازي التفاوض حول ترتيبات محددة لنزع الأسلحة الكيميائية السورية. وكانت مصادر دبلوماسية في جنيف قد ذكرت في وقت سابق أمس أن واشنطن وموسكو لم تتوصلا حتي الآن إلي اتفاق بشأن الأسلحة الكيميائية السورية, وذلك في الجولة الأولي من المحادثات بين وزيري خارجية البلدين, أمس الأول. وذكرت المصادر أن الوزيرين يواصلان مساعيهما للتوصل لاتفاق علي جدول زمني لتدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية وإصدار قرار بهذا الشأن من مجلس الأمن. وكان كيري ذكر مساء أمس الأول في مستهل المحادثات أنه يتعين علي سورية تسليم أسلحتها الكيميائية سريعا, مضيفا أنه لا يمكن منح دمشق مهلة الشهر الاعتيادية للكشف عن ترسانتها عقب الانضمام إلي معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية. وتريد الولاياتالمتحدة تهديد سورية بإجراءات جبرية عبر قرار من مجلس الأمن حال عرقلتها لتدمير الأسلحة الكيميائية أو عدم الكشف عن كامل مخزونها من هذه الأسلحة, بينما ترفض روسيا ذلك. وبحسب مصادر من الوفد الأمريكي في جنيف, أوضح كيري خلال محادثات مع الأخضر الإبراهيمي أن الولاياتالمتحدة تصر علي التلويح بإجراءات جبرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وكانت سوريا أعلنت مؤخرا عبر خطاب من الرئيس السوري بشار الأسد للأمم المتحدة في نيويورك أنها تعتزم الانضمام للمعاهدة التي تحظر أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو إنتاجها أو تخزينها أو نقلها. وذكرت مصادر من الوفد الأمريكي أن كيري ولافروف حاولا تحقيق تقارب في المواقف عبر اجتماع مصغر مع نائبيهما خلال مأدبة عشاء في أحد الفنادق بجنيف, وأضافت أن هذا يسري بالتوازي مع محادثات خبراء الأسلحة الكيميائية من البلدين حول تفاصيل خطط تدمير مخزون الأسلحة الكيميائية في سورية. وفي هذه الأثناء, ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية أمس نقلا عن مسئولين أمريكيين وشرق أوسطيين ان الرئيس السوري بشار الاسد قام بتوزيع اسلحته الكيماوية علي عشرات المواقع. وقال المسئولون ان وحدة عسكرية سرية سورية منوطة ببرنامج الاسد الخاص بالاسلحة الكيماوية تقوم بنقل مخزونات من الغازات السامة والذخيرة إلي50 موقعا حتي تجعل من الصعب علي الولاياتالمتحدة تتبعها. ونقلت الصحيفة عن المسئولين قولهم إن قيام الوحدة450 السورية الخاصة بنقل الاسلحة الكيماوية يمكن ان يجعل شن حملة قصف امريكية في سورية امرا معقدا علي خلفية مايتردد بشأن وجود أسلحة كيمائية. وأضافوا أن نقل الاسلحة الكيماوية يثير ايضا تساؤلات حول تطبيق المقترح الروسي الذي يدعو النظام السوري الي وضع مخزونه من هذه الاسلحة تحت إشراف دولي. وقال مسئولون أمريكيون أن وكالات الاستخبارات الامريكية والاسرائيلية مازالت تعتقد أنها تعرف معظم الاماكن التي يتم فيها تخزين الاسلحة الكيماوية السورية, ولكن بثقة أقل عما كانت قبل ستة أشهر. وفي المقابل, ذكرت تقارير صحفية تركية أن الجماعات الاسلامية المسلحة في سوريا حاولت الحصول علي مواد كمياوية في تركيا يمكنها بها انتاج غاز الاعصاب السام, السارين. وانتهي مدع في مدينة اضنة التركية من إعداد لائحة اتهام ضد مواطن سوري(35 عاما) ألقي القبض عليه في شهر مايو الماضي وترددت تقارير بأنه حاول الحصول علي مواد كيماوية لصالح جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة وكتائب أحرار الشام.وتستند لائحة الاتهام علي اتصالات هاتفية مسجلة, وفقا لما ذكرته صحيفتا ميليت وراديكال التركيتان. ومن ناحية أخري, قالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان ان القوات النظامية السورية اعدمت ميدانيا248 شخصا علي الاقل في بلدتي البيضا وبانياس في غرب البلاد يومي2 و3 مايو الماضي, في واحدة من عمليات الاعدام الجماعي الميداني الاكثر دموية منذ بداية النزاع في سوريا, مطالبة بمحاسبة المسئولين عن هذه الجرائم. وتقطن البلدتان غالبية سنية, وتقعان في محافظة طرطوس الساحلية ذات الغالبية العلوية, وهي الاقلية الدينية التي ينتمي اليها الرئيس الاسد.واعتبرت المعارضة السورية في حينه ان ما جري في بانياس والبيضا مجزرة طائفية. وفي غضون ذلك, عبرت مدمرة روسية قادمة من البحر الاسود صباح أمس مضيق البوسفور التركي متجهة الي البحر الابيض المتوسط, بحسب ما افادت وكالة دوغان للانباء.