غاب عن عالمنا منذ أيام الفنان التشكيلي الكبير عبدالهادي الوشاحي عن عمر يناهز76 عاما بعد صراع طويل مع المرض, لتفقد علي اثره الساحة الفنية واحدا من أبرز نحاتي مصر, كان دوما يري في فن النحت الحياة يتخذه وسيله للحفاظ علي انسانيته. يذكر أن الراحل هو أول فنان مصري قدم فن البرفورمانس فن التشكيل بالجسد, وقد جاء ذلك حينما شارك في بينالي فينسيا عام1980. عبد الهادي الوشاحي من مواليد9 نوفمبر عام1936, حصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة بالقاهرة, قسم النحت عام1963 وقد عين معيدا بكلية الفنون الجميلة بالاسكندرية في نفس العام, كما حصل علي درجة الاستاذية من أكاديمية سان فرنادو للفنون الجميلة بمدريد عام1978 ليعين مدرسا للنحت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة في العام ذاته. وقد تم تسجيل اسمه في موسوعة كامبريدج البريطانية كأحسن نحات دولي لعام2001, كما حصل علي جائزة الدولة التقديرية في الفنون العام الماضي. و ينعي قطاع الفنون التشكيلية رحيل النحات المصري القدير د. عبدالهادي الوشاحي في تصريح الفنان الدكتور صلاح المليجي رئيس القطاع: أن الحركة التشكيلية المصرية والعربية والعالمية فقدت واحدا من ألمع وأهم رجالها الأفذاذ المبدعين في مجال النحت, مؤكدا أن إسهامات الوشاحي ستظل دوما علامات مضيئة وبارزة في تاريخ ومسيرة فن النحت المصري. أما الفنان الدكتور منصور المنسي عميد كلية التربية النوعية بجامعة اسيوط فقد سطر في رحيله كلمات قال فيها: أستاذي ومعلمي ستظل رائدا ومعلما ورمزا للموهبة والابداع في مجال النحت وان رحل جسدك فلن ترحل انسانيتك ولن ترحل مبادئك.. تركتنا لنتصفح البوم أعمالك العظيمة وسنظل- نحن تلاميذك- نتذكر تشجيعك لنا وقد تعلمنا علي يديك أشياء كثيرة كما كنت لنا مثلا في قوتك الرهيبة علي التحدي.. ستظل في قلوبنا وسنذكر اسمك وفنك في كل مكان.. لن نقول لك وداعا لأنك ستظل في أغلي صفحات التاريخ, وأضاف د. المنسي أن الجامعة بصدد اقامة تأبين يليق بمكانة الفنان. وخلال مشواره الفني قدم العديد من الابداعات النحتية من أبرزها تمثال أكبر من الحجم الطبيعي للدكتور طه حسين نفذه بخامة البروز ليبلغ طوله ثلاثه أمتار دون القاعده وذلك بتكليف من وزارة الثقافة, وكثيرا ما كان يأمل الراحل في أقامة ذلك التمثال بأحد الميادين المصرية, حيث كان يؤمن دائما بأن المكان الطبيعي للنحت هو في الهواء الطلق.. والان وبعد رحيله.. فهل من مجيب لمطلبة؟