تواصل أمس خلال اجتماعات قمة العشرين الفشل الدولي في التوصل لقرار موحد بشأن الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة للنظام السوري بسبب الانقسام الحاد الذي قادته المعارضة الروسية لأي ضربة عسكرية لسوريا, في الوقت الذي كثفت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية جهودها الماراثونية لحشد الدعم الدولي للضربة خارج إطار مجلس الأمن, حيث بدأ وزير الخارجية الامريكي جون كيري أمس جولة في أوروبا لحشد اكبر دعم ممكن من نظرائه الأوروبيين لمشروع الضربات علي سوريا. وخلال عشاء رسمي تم تخصيصه للأوضاع في سوريا علي هامش قمة العشرين بسان بطرسبرج في روسيا أمس الأول, عرض كل من المشاركين وجهة نظره حول الاتهامات باستخدام أسلحة كيميائية والجدوي من ضرب نظام دمشق كما يريد الرئيس الأمريكي باراك اوباما. وقال ديمتري بيسكوف الناطق باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان القوي منقسمة حول هذا الأمر بشكل متساو تقريبا. وكشف مصدر روسي رفيع المستوي ان المناقشات لم تسمح بتحقيق تقدم لكنه أكد ان بوتين حرص علي عدم زيادة التوتر. وتقدم روسيا دعما ثابتا للرئيس السوري بشار الاسد وتعارض اي تدخل عسكري اميركي. وقد وعدت باستخدام حق النقض( الفيتو) في مجلس الامن الدولي وتلوح بمخاطر تصعيد عسكري في المنطقة. ودفع هذا الموقف سفيرة الولاياتالمتحدة في المنظمة الدولية الي اتهام موسكو بتحويل مجلس الامن الي رهينة. وقالت بحدة: ليست هناك إمكانية لتحقيق تقدم في مجلس الأمن هذا. ومن جانبه, قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن مجموعة العشرين لكبري الاقتصادات المتقدمة والصاعدة في العالم, لن تتوصل إلي اتفاق بشأن سوريا, لان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبعد أميالا عن الحقيقة بشأن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. وعقب محادثات أجراها مع بوتين, قال كاميرون: يقول لي( بوتين) انه يود رؤية المزيد من الأدلة حول تورط النظام وسنواصل تقديم أدلة علي تورط النظام, كما سيفعل الأمريكيون وآخرون, ولكنني اعتقد ان الأمر سيستغرق كثيرا حتي يغير تفكيره. وأضاف كاميرون: لن تتوصل مجموعة العشرين المنعقدة حاليا إلي نتائج بشأن سورية.. الانقسامات كبيرة للغاية. وعلي الصعيد الأوروبي, اتفق وزراء الدفاع الأوروبيون في فيلنوس علي انه تم استخدام اسلحة كيميائية في21 اغسطس في سوريا وعلي وجود مؤشرات كثيرة الي مسئولية النظام في الهجوم, علي ما اعلن وزير الدفاع الليتواني. وقال يوزاس اوليكاس الذي تتولي بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي ان جميع الوزراء نددوا باستخدام اسلحة كيميائية واتفقوا علي وجوب ان يتحمل الذين استخدموها المسئولية مؤكدا وجود مؤشرات كثيرة تسمح لنا بالاستخلاص بأن الاسلحة الكيميائية استخدمها النظام. ويأتي ذلك في الوقت الذي بدأ فيه وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة جولة في اوروبا لحشد اكبر دعم ممكن من نظرائه الاوروبيين لمشروع الضربات علي سوريا, تشمل فيلنيوس( ليتوانيا)و باريس ولندن, علي ان يعود الي الولاياتالمتحدة بعد غد. وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي الي ان كيري سيلتقي, اضافة الي اجتماعاته مع المسئولين الليتوانيين اليوم, وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي( ال28) في جلسة غير رسمية, اذ ان ليتوانيا تترأس حاليا الاتحاد. وفي غضون ذلك, ذكر تقرير اخباري لشبكة ايه بي سي ان الضربة الجوية الامريكية المحتملة لسوريا ستكون أكبر مما يتوقع. وأضاف أن الضربة الامريكية المحتملة ستستمر يومين بمشاركة قاذفات شبح بعيدة المدي طراز بي-2 وبي-52 تنطلق من قواعد في الولاياتالمتحدة. وأوضح أن الضربة ستشمل ايضا استخدام صواريخ موجهة طراز توما هوك من المدمرات الامريكية المنتشرة في شرق البحر المتوسط. وقالت الشبكة انه سيتم استخدام القاذفات الثقيلة في الهجوم حال دعت الحاجة لذلك, وسيكون احد اهدافها المحتملة الصواريخ التي تستخدم في الهجمات بالأسلحة الكيميائية, اضافة الي الصواريخ التي تستطيع الوصول الي اسرائيل. ونقلت الشبكة عن مسؤول امريكي القول ان الضربة ستلحق ضررا بالقوات السورية اكبر مما تسببت فيه قوات المعارضة السورية. وفي سوريا, انسحب مقاتلو المعارضة السورية من اطراف بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية الواقعة شمال دمشق التي كانوا اقتحموها قبل يومين, بحسب ما أعلن ائتلاف المعارضة, مشيرا الي حرص الجيش السوري الحر علي معالم البلدة الأرية والدينية. وقال الائتلاف الوطني لقوي الثورة والمعارضة السورية إن كتائب الجيش السوري الحر قامت بتدمير حاجزي معلولا وجبعدين التابعين لقوات النظام والواقعين علي طريق دمشق- حمص الدولي قرب المدخل الرئيسي لمدينة معلولا, بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد وميليشيا اللجان الشعبية المتمركزة في الحاجزين. واضاف البيان ان الجيش الحر تمركز لساعات قليلة علي أطراف المدينة لم يقم خلالها بأي اعتداء علي كنائس أو أديرة, قبل الانسحاب حفاظا علي أرواح المدنيين وصيانة للإرث الحضاري العريق فيها. وشدد الائتلاف وهيئة اركان الجيش الحر علي التزامهما الكامل بحماية جميع السوريين دون أي تمييز مبني علي أسس دينية أو طائفية أو عرقية أو اثنية أو سياسية, وحرصهما التام علي صيانة الإرث الحضاري والإنساني والديني في سورية بكل الوسائل الممكنة.