كتبت : هالة أبوزيد أكدت دراسة مصرية حديثة أجريت بالمركز القومي للبحوث أن أوراق شجرة التين لها دور فعال في خفض نسبة دهون الدم, وأن تأثيرها, يماثل الأدوية الفعالة والشائعة الإستخدام لهذا الغرض, كما أنها تعد بديلا آمنا يمكن من خلاله تلافي المشاكل الصحية التي قد تنجم في حال استخدام الأدوية لفترات طويلة. ويؤكد الباحثون أن نسبة كبيرة من المصريين تعاني من ارتفاع الكوليسترول وزيادة نسبة الدهون بالدم,ويرجع ذلك إلي العادات الغذائية الخاطئة والتي تعتمد علي الإكثار من الدهون المشبعة, والتي توجد بكثرة في الأطعمة ذات المنشأ الحيواني, ومن الثابت علميا أن ارتفاع الكوليسترول يؤدي للإصابة بمضاعفات خطيرة من أهمها تصلب الشرايين وتدهن الكبد قد يؤدي أحيانا إلي تليف كبدي. وفي محاولة لتلافي مضاعفات ارتفاع الكوليسترول, قامت الدكتورة منال عبدالعزيز الأستاذ المساعد بقسم الكيمياء العلاجية بالمركز القومي للبحوث بتقييم التأثير العلاجي لأوراق نبات شجرة التين كعامل مخفض للدهون ومضاد للأكسدة, وتم من خلال الدراسة حقن فئران التجارب بجرعة تساوي30 ملليجرامات من الكوليسترول لمدة5 أيام أسبوعيا لمدة9 أسابيع وتم العلاج في نفس الوقت بالمستخلص النباتي لأوراق شجرة التين بمعدل500 ملليجرام لكل كيلو جرام من وزن الجسم, وتم مقارنة تأثير العلاج بمستخلص أوراق شجرة التين بتأثير أحد الأدوية الشائعة لخفض الدهون, وذلك من خلال قياس نسبة الكوليسترول, والكوليسترول المتحد مع البروتين الدهني عالي الكثافة بالإضافة إلي قياس معدل الكوليسترول المتحد مع البروتين الدهني المنخفض الكثافة, وكذلك الدهون الثلاثية والدهون الفوسفاتية والدهون الكلية, كما تم أيضا تقدير مضادات الأكسدة المختلفة مثل الجليوتاثيون. وأظهرت نتائج الدراسة تحسنا ملحوظا في جميع نسب الدهون بالدم, وكذلك مستوي مضادات الأكسدة, كما تبين انخفاض في مستوي إنزيمات الكبد, وتجري حاليا مزيد من الدراسات لتحديد المواد الفعالة بأوراق شجرة التين والمسئولة عن النشاط المخفض للدهون, كما يتم دراسة إمكانية استخدام مستخلص النبات مستحضر صيدلي من منشأ طبيعي, وبذلك يمكن الحد من التأثيرات الجانبية للمستحضرات الكيميائية المخفضة للدهون والذي قد يتطلب الأمر استخدامها لفترات طويلة.