وسط ترقب عالمي لضربة عسكرية أمريكية وشيكة ضد سوريا, أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها بالتعاون مع الولاياتالمتحدة, أطلقت وأكملت بنجاح عملية إطلاق وتعقب لصاروخ من طراز أنكور, في وقت ساد فيه الغموض بشأن ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية بشأن رصد أجهزة الإنذار المبكر إطلاق صاروخين باليستيين الساعة السادسة وستة عشر دقيقة صباحا بتوقيت جرينتش من وسط البحر المتوسط باتجاه الساحل الشرقي للمتوسط, بينما قالت مصادر رسمية أمريكية إن الولاياتالمتحدة لم تطلق أي صواريخ من سفن أو طائرات في منطقة البحر المتوسط, في حين نقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية عن مصدر دبلوماسي في العاصمة دمشق أن الصاروخين سقطا في البحر, غير أن السفارة الروسية في دمشق أكدت أنها لم تردها أي معلومات بهذا الخصوص. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن منظومة الإنذار المبكر الروسية سجلت إطلاق صاروخين باليستيين في منطقة البحر المتوسط, مشيرة الي أن مسار الصاروخين يمر من وسط البحر المتوسط صوب القسم الشرقي لساحل البحر المتوسط. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن وزير الدفاع سيرجي شويجو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين بصفته القائد الأعلي للقوات المسلحة الروسية برصد إطلاق صاروخيين باليستيين في منطقة المتوسط. يذكر أن قيادة أركان الجيش الروسي قد ذكرت الاسبوع الماضي ان مجموعة من السفن متمركزة أصلا في المتوسط تقوم بأنشطة المراقبة والتحليل بصورة مستمرة للأنشطة العسكرية حول سوريا, وذكر مصدر عسكري دبلوماسي روسي أمس الأول أن روسيا أرسلت سفينة للاستطلاع والمراقبة الإلكترونية باتجاه الساحل السوري في شرق المتوسط. وكانت السفارة الروسية في دمشق قد قالت إنه لا معلومات لديها عن إطلاق صواريخ باليستية في منطقة المتوسط, مضيفة أنه لم تسمع صفارات إنذار أو دوي انفجارات في دمشق أمس. وقبل اعتراف إسرائيل بإطلاق الصواريخ بوقت قليل, أعلن فيه الجيش الإسرائيلي أنه ليس علي علم بحادثة إطلاق الصاروخين, أعلنت مصادر إعلامية إسرائيلية أن اطلاق الصواريخ في المتوسط جاء في اطار تدريبات عسكرية إسرائيلية أمريكية, وأوضحت وسائل الإعلام أنه تم إطلاق الصواريخ من طراز انكور الموجهة عبر الرادار من المتوسط ومن قاعدة عسكرية بوسط إسرائيل. وقد أكدت هيئة التنسيق الوطنية لقوي التغيير الديمقراطي المعارضة في سورية رفضها لأي عملية عسكرية تقوم بها الولاياتالمتحدة وحلفاؤها ضد النظام السوري ووصفتها بأنها اعتداء عسكري, وقال بيان صادر عن الهيئة إنها ترفض أي اعتداء عسكري تقوم به الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفاؤها الغربيون ومن دول إقليمية وعربية. وأضاف البيان أن موقف الهيئة ينطلق من دوافع وطنية أولا حيث إن هذا العدوان كما عبر عنه الرئيس الأمريكي( باراك أوباما) صراحة يتأسس علي مصالح الولاياتالأمريكيةالمتحدة وأمن الكيان الصهيوني( إسرائيل), وليس علي مصالح الشعب السوري. ومن جانبه, انتقد الائتلاف الوطني السوري المعارض,أكبر تجمعات المعارضة السورية,تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التي قال فيها إن النظام السوري استجاب لدعوة بلاده لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وقال بيان صادر عن الائتلاف إن كلام لافروف غريب وينطوي علي تناقض واضح, مضيفا أن نظام الأسد واحد من5 دول لم توقع حتي اللحظة علي معاهدة منع تطوير وإنتاج واختزان واستعمال الأسلحة الكيميائية وتدميرها. وفي غضون ذلك, قال مسئولون أمريكيون أن الرئيس باراك أوباما كشف أن جهودا سريا تقوم به الولاياتالمتحدة لتسليح وتدريب المقاتلين السوريين بدأ تؤتي ثمارها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن المسئولين قولهم أن أوباما قال خلال اجتماع دام ساعة في البيت الأبيض أمس الأول مع عضوي مجلس الشيوخ الجمهوريين جون ماكين وليندسي جراهام إن أول خلية من50 مقاتلا, تلقوا تدريبات من الاستخبارات الأمريكية, بدأوا التسلل إلي سوريا. في هذه الأثناء, أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أنها تامل في التوصل خلال قمة مجموعة العشرين التي تبدأ غدت في سان بطرسبورج, إلي توافق دولي بشأن الرد علي الهجوم المفترض باسلحة كيميائية في سوريا. ودعت ميركل, التي استبعدت مرارا أي مشاركة المانية في أي ضربة تقودها الولاياتالمتحدة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد, إلي القيام بمحاولة جديدة لاقناع القمة التي تستضيفها روسيا لدعم الرد غير المقرر بعد علي سوريا. وفي باريس, أكدت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن رفضها للتدخل العسكري المرتقب لفرنسا في سوريا, مشيرة الي عدم تأييدها للرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند بتوجيه ضربة عسكرية الي نظام بشار الاسد بعيدا عن المظلة الدولية. وقالت زعيمة جبهة اليمين المعارض: لو كان نظام الأسد المسئول عن استخدام السلاح الكيماوي تجاه الشعب السوري والذي أودي بحياة مئات السوريين.. فعلي فرنسا ان تنتظر تقرير اللجنة المكلفة من قبل مجلس الأمن الدولي والامتثال لقرارته. وفي المقابل اشارت لوبن إلي رفضها القاطع بتسليح المعارضة السورية من منطلق ان بعض المعارضين ينتمون للقاعدة, وأشارت زعيمة المعارضة الفرنسية إلي أن80 % من الضربات المسلحة التي يقوم بها الثوار في سوريا تجاه نظام بشار الأسد يقوم بها تنظيم القاعدة. وفي أنقرة, التقي رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بمقر رئاسة الوزراء, رئيس الأركان العامة للجيش الجنرال نجدت أوزال وعددا من كبار قادة القوات المسلحة لبحث استعداد الجيش لصد أي اعتداء خارجي محتمل وخاصة عقب اتخاذ الولاياتالمتحدةالأمريكية قرارا بشن ضربات عسكرية ضد أهداف استراتيجية تابعة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بسبب مزاعم عن استخدامه للسلاح الكيماوي. وذكرت الصحف التركية أن أردوغان التقي أوزال وقائد القوات البرية الجنرال خلوصي آكار وقائد القوات البحرية الأدميرال بولنت بستان أوغلو وقائد القوات الجوية الجنرال أكين أوز تورك بالإضافة إلي قائد قوات الدرك الجنرال ثروت يوروك. من ناحية أخري, استهدف مقاتلون معارضون فجر أمس خطا لنقل الغاز في شرق سوريا, ما ادي الي تفجيره واندلاع النيران فيه, وقالت وكالة الأنباء الرسمية السورية( سانا) إن العمل التخريبي أدي إلي توقف معمل غاز الجبسة الذي ينتج يوميا نحو5 ,1 مليون متر مكعب من الغاز النظيف.