المواقف والشدائد تظهر معادن الرجال.. هكذا كان الحال بأستاد الجونة قبل لحظات من مباراة فريق الأهلي مع ليوبارد الكونغولي بعد نشوب إشتباكات عنيفة بين رابطتي التراس أهلاوي وريد ديفلز والشياطين الحمر كادت أن تؤدي لمجزرة جديدة وتلغي مباراة الفريق أختفي كل المسئولين من المقصورة الرئيسية في ظل الصدام العنيف وقنابل الغاز المسيلة للدموع لم يظهر سوي حسن حمدي رئيس مجلس الإدارة الذي تحمل مع محمد مرجان نائب مدير النادي إدارة الأزمة والوصول بها لبر الأمان, مجزرة جديدة تم تدبيرها لكن إرادة الخالق وأمور أخري كثيرة حالت دون ذلك وردت كيد الحاقدين والمدبرين.. ما حدث بأستاد الجونة من مشاجرة بين روابط الالتراس لم يكن مفاجئا بل كانت له مقدمات والبعض كان يعلم أن هناك مندسين وسط الجماهير تريد إثارة وبث الفوضي قبل المباراة كما لعب اللواء حمدي الجزار مساعد وزير الداخلية لمديرية البحر الأحمر دورا كبيرا داخل المستطيل الأخضر كانت هناك معلومات واضحة أن هناك مخططا لإثارة الفوضي بمباراة ليوبار وهو ما دعا عددا من الشخصيات الرياضية لعقد إجتماع مع قادة الالتراس قبل تلك المواجهة ب72 ساعة فقط لتحذيرهم مما يتردد, ولكنهم لم يستجيبوا وأصروا علي الذهاب لمتابعة المباراة من الملعب. لم تكن البداية سيئة فهتفت الجماهير كثيرا لصانع الألعاب محمد أبوتريكة دون غيره بمجرد نزول الفريق لإجراء عمليات الإحماء تحفيزا ودعما له بعد أزمته الأخيرة مما دعا الأخير ليتوجه إليهم لرد التحية عبر حركات ممثلي المسرح, مشهد دعم أبوتريكة كان هو السبب الرئيسي للأزمة بين التراس ريد ديفلز وأهلاوي مما دعا الإشتباكات تندلع بين الطرفين بالشماريخ والطوب بعد خروج فريقي الأهلي وليوبار من الملعب وإنتهاء عمليات الأحماء, تصاعدت حدة الإشتباكات وبدأت المطاردات بالمدرجات بين الطرفين وتبادل لإلقاء الشماريخ وبدت كارثة بورسعيد تطل علينا بعد قفز عدد من الجماهير من مدرجات استاد الجونة للخارج, رغم كل الأحداث الساخنة لم يتحرك أحد سوي حسن حمدي رئيس الأهلي الذي تشاور مع مدير أمن البحر الأحمر اللواء حمدي الجزار ومحمد مرجان مدير فرع الجزيرة فيما بدا جميع الحضور بما فيهم أعضاء من مجلس الإهلي سابقين وحاليين قابعين في أماكنهم لم يتحرك لهم جفن يتابعون مثل غيرهم قدرات الرجال عندما تأتي الشدائد. نزل اللواء حمي الجزار من الملعب بعد إجتماع مصغر مع حمدي وأعطي تعليماته بحماية باقي الجماهير وغرف الملابس فيما تعاملت قوات الأمن خارج الملعب بالقنابل المسيلة للدموع مع الإشتباكات التي تطورت بين طرفي الالتراس لتصل لخارج إستاد الجونة, أجري رئيس الأهلي إتصالا هاتفيا كان واضحا أن له مفعول السحر حيث تحرك الأمن بكثافة لإنهاء الأزمة بعدها, أستطاع الجزار ومعاونوه وقيادات الأمن بالبحر الأحمر من أخماد مخطط مذبحة ومجزرة جديدة وعاد الألتراس من جديد للملعب وبدأ في تشجيع النادي ورفضا مغادرة المكان بعد صدور تعليمات واضحة بإخلاء الأستاد لكن كان ذلك يتطلب مواجهة مع الشرطة وتأخير في وقت إنطلاق المباراة مما كان سيكون له أثره بالغائها حيث أن أستاد الجونة ليس به أضواء كاشفة. وبعد هدوء الأوضاع نسبيا في الملعب, رفض الفريق الضيف الدخول لخوض المباراة بسبب الأحداث التي دارت بين روابط الالتراس والقنابل المسيلة للدموع التي وصل أثرها لغرف الملابس, وتمكن مراقب المباراة المغربي ومندوب الكاف حماده شادي وسيد عبدالحفيظ مدير الكرة من إقناع مسئولي ليوبارد بأن ما يحدث لم يتخطئ مشاجرة بين الجماهير بعيدة تماما عن الملعب, وأستجاب بطل الكونغو لضغوط مراقب المباراة الذي هدد بأعتبارهم منسحبين إذ لم ينزلوا لأرض الملعب. وفي الشوط الثاني عاد الالتراس للشغب مرة أخري عبر إشعال العديد من الشماريخ التي دعت الحكم لإيقاف المباراة والتهديد بإلغائها وتكفل أبوتريكة بتهدئتهم فيما قام محمد القزاز مراقب المباراة بتصوير كل ما يحدث بكامبرا هاتفه المحمول لتكون ضمن التقرير الذي سيقدمه للكاف حول المباراة.