كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن وكالة الأمن القومي الأمريكية خالفت قواعد السرية أو تجاوزت سلطاتها القانونية آلاف المرات كل عام منذ2008. وذلك في الوقت الذي أكد فيه مسئولون أمريكيون أن المستشار الهارب إدوارد سنودين بدأ تحميل وثائق تكشف برامج التجسس الالكتروني الأمريكية عندما كان يعمل في شركة ديل الشهيرة في أبريل2012 أو قبل عام تقريبا من الموعد الذي ذكرته تقارير سابقة. ونقلت الصحيفة عن وثائق سرية سربها سنودين أن معظم المخالفات انطوت علي عمليات مراقبة لمواطنين أمريكيين وأهداف مخابراتية أجنبية في الولاياتالمتحدة دون إذن وهو ما يحظره القانون. وتراوحت المخالفات من انتهاكات صارخة للقانون الي أخطاء تسببت في تتبع رسائل بريد الكتروني ومكالمات هاتفية أمريكية دون قصد. وذكرت الصحيفة أن الوثائق شملت تفصيلات وتحليلات لا تتوفر للكونجرس أو المحكمة الخاصة التي تشرف علي المراقبة. وتتضمن إحدي الوثائق تعليمات لموظفي وكالة الأمن القومي بحذف التفاصيل واستبدالها بلغة عامة أكثر في التقارير المرفوعة لوزارة العدل ومكتب مدير جهاز المخابرات الوطنية. وفي احدي الوقائع قررت وكالة الأمن القومي أنها ليست مضطرة إلي الإبلاغ عن عمليات مراقبة حدثت لمواطنين أمريكيين دون قصد. ومن أبرز امثلة هذا تتبع عدد كبير من المكالمات الهاتفية في واشنطن عام2008 حين حدث خطأ في البرمجة أدي الي الخلط بين شفرة الاتصال بمنطقة أمريكية وهو202 بمفتاح الاتصال الدولي بمصر وهو(02) وأضافت أن عمليات التدقيق في الحسابات الذي يعود إلي مايو2012 احصي2776 حادثا في الأشهر ال12 التي سبقت ذلك لعمليات جمع غير مرخص لها وتخزين أو توزيع اتصالات محمية قانونيا. يأتي ذلك في الوقت الذي ذكر فيه مسئولون أمريكيون أن سنودين قام بتنزيل معلومات عن برامج التجسس التي تديرها وكالة الأمن القومي الأمريكي ومقر الاتصالات الحكومية البريطاني بينما كان موظفا في ديل وأنه ترك بصمة الكترونية تشير إلي موعد اطلاعه علي الوثائق. ورفض المتحدث باسم ديل في الولاياتالمتحدة التعقيب علي أي من جوانب وظيفة سنودين في الشركة قائلا إن عميلا للشركة طلب منها عدم التحدث لوسائل الاعلام عن سنودن. من جانبه, نفي مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج المعلومات التي أشارت إلي أن السلطات الروسية استجوبت سنودين. وقال لوسائل الاعلام الاسترالية إنهم تصرفوا بشكل جيد. وقال أسانج الذي يعتزم خوض الانتخابات المرتقبة في استراليا, إن موظفين من ويكيليكس يرافقون سنودين منذ مغادرته هونج كونج ووصوله إلي مطار موسكو في23 يونيو ولم يشهدوا استجوابا له. وكانت معلومات قد أشارت إلي أن جهاز الاستخبارات الروسي تعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي لحل المأزق الذي وصلت إليه قضية سنودين قبل منحه اللجوء الموقت, وهناك تكهنات بأنه قد يكون تم استجوابه. وكانت روسيا قد منحت سنودين الملاحق في الولاياتالمتحدة بتهم التجسس بسبب كشفه معلومات عن تفاصيل برامج التنصت الأمريكية, اللجوء المؤقت في الأول من أغسطس بعدما بقي حوالي5 أسابيع عالقا في مطار موسكو.