في خطوة مهمة لمواجهة التداعيات الراهنة قرر الدكتور محمد أبو شادي, وزير التموين والتجارة الداخلية, مد فترة الأوكازيون الصيفي والذي يستمر لمدة شهر ويبدأ يوم12 أغسطس, وذلك لفترة إضافية حتي عيد الأضحي, بالإضافة إلي قصر ساعات العمل نظرا لظروف فرض حالة الطوارئ والتيسير علي المواطنين وتصريف الراكد بالنسبة للتجار ودورات رأس المال واستعداد أصحاب المصانع للموسم الجديد. وأشار أبو شادي إلي أن الاوكازيون هذا العام جاء في وقت غير ملائم نظرا للظروف السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد, ولذلك يجب علي المواطن أن يتلائم مع هذه الظروف خاصة أن أوقات حظر التجوال هي ساعات الليل فقط وفترات النهار متاحة للمواطنين لقضاء مستلزماتهم الحياتية. وأضاف أن الوزارة تقوم بتكثيف الحملات الرقابية علي الأسواق بهدف التأكد من مطابقة السلع المعروضة للمواصفات ومعلومية المصدر, بالإضافة التأكد من جريمة التخفيضات خاصة أن المجالات تعلن عن سعرين قبل وبعد الاوكازيون. وأوضح الوزير أن السلع المعيبة يجب علي المستهلك أن يقوم بتغييرها خلال14 يوما طبقا لقانون حماية المستهلك, وقد قامت الوزارة بتوفير خط ساخن لتلقي الشكاوي من المواطنين علي أرقام19588 19468 وذلك علي مدار الساعة. وأكد لويس عطية, رئيس شعبة الملابس بغرفة الإسكندرية, أن الأوكازيون الصيفي هذا العام هو الأسوأ منذ ما يقرب من عشر سنوات خاصة أنه يجيء هذا العام في ظل الظروف السياسية الصعبة مما أدي إلي تراجع المبيعات, بالإضافة إلي قلق المواطنين من النزول إلي الشارع للشراء علاوة علي الأوضاع الاقتصادية المتدهورة ونقص السيولة التي أثرت بشكل مباشر علي حجم المبيعات. وأوضح أن تراجع المبيعات خلال موسم العيد وشهر رمضان المبارك يعد تحولا خطيرا لأحد أهم المواسم لمتاجر الملابس الجاهزة حيث كانت تقوم بتحقيق مبيعات وأرباح تغطي مصروفاتها, وهذا لم يحدث مما أدي إلي استمرار التدهور الحالي في المبيعات الأمر الذي يهدد تشغيل تلك المحال وإمكان استمرارها. ورحب يحيي زنانيري, نائب رئيس الشعبة العامة للملابس الجاهزة بالاتحاد العام والغرف التجارية, بقرار وزير التجارة الداخلية بمد الأوكازيون إلي عيد الأضحي من أجل تنشيط السوق التجاري. وأشار إلي أن مصر تصنف ضمن الدول الحارة, بالإضافة إلي أن المستهلكين ينزلون ليلا, واعتقد أنه طبقا للمتغيرات الجديدة فإن المستهلك مجبر علي الشراء أثناء الفترات المسموح بها للشراء لتلبية احتياجات الأولاد من شراء ملابس المدارس والجامعات. وطالب زنانيري, محافظ البنك المركزي ووزير المالية والبنوك المصرية بعمل جدولة لديون الورش والمصانع وتجار الملابس الجاهزة والناتجة عن تدهور الاقتصاد خلال الفترة الماضية, منذ قيام الثورة وحتي الآن, مما أدي إلي تراكم الديون للبنوك وإغلاق كثير من الورش والمصانع. يري أحمد البنا الخبير الاقتصادي أن الأوكازيون في ظل الكساد والركود وعدم الاستقرار السياسي والأمني الذي يعاني منه الشارع المصري قد يكون سبيلها للخروج من هذه الأزمة إذا كانت القوة الشرائية المستهلك تسمح بذلك, ولكن في ظل الارتفاع الرهيب في أسعار السلع والخدمات التي انهكت ميزانية الأسرة. وأشار البنا إلي أن التاجر نفسه يعاني من ارتفاع الأسعار حيث ينخفض الطلب علي السلعة وهذا ما يعرف بالانكماش التضخمي حيث ترتفع الأسعار في الوقت الذي يتراجع فيه الطلب حتي عن السلع الضرورية وليس الاستهلاكية فقط, وبالتالي يعاني التجار من عدم القدرة علي سداد الشيكات وتحصيل المديونيات, وقد انتهي الأمر ببعضهم إلي الإفلاس وتشريد كثير من العمال. قال أحمد عباس, وكيل رئيس قطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين والتجارة الداخلية, إنه تم رصد13 مخالفة وذلك بعد مرور يومين علي بدء الأوكازيون الفعلي بالأسواق, مشيرا إلي أنهم قاموا بعمل تخفيضات دون أخذ موافقة رسمية من وزارة التموين أو الحصول علي تصريح يذكر أنه لابد من قيام المحال التجارية من تقديم طلبات رسمية لوزارة التموين للأشتراك في الأوكازيون مقابل رسوم500 جنيه ولا يجوز عمل تخفيضات علي البضائع إلا بعد أخذ الموافقة من الوزارة عليها. وأشار إلي أن عدد المتقدمين بطلبات وصل إلي346 محلا تجاريا, موضحا أن هذا العدد ضئيل جدا, ولكن لم يمر سوي يومين علي بدء الأوكازيون, متوقعا زيادة أعداد المتقدمين خلال الفترة القادمة, خاصة أن هناك عدد لا بأس به تقدم بطلبات لعمل تخفيضات قبل بدء الأوكازيون الفعلي. أكد محمود الداعور, رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة القاهرة, أن تبكير الأوكازيون عن موعده الرئيسي جاء لتحريك الموسم ومحاولة انعاش حركة البيع والشراء, مضيفا: خاصة أن موسم الأوكازيون العامين السابقين مات قبل أن يولد, موضحا أن موسم الصيف يعاني من بعض المشكلات التي جعلت الاقبال علي الشراء ضيف جدا مقارنة بالأعوام ما قبل الثورة رغم العروض والتخفيضات الكبري. وفي ذات السياق أشار شريف يحيي رئيس شعبة صناعة وتجارة الأحذية بالغرفة التجارية للقاهرة, بأن شباب الجامعة هم الفئة التي من الممكن أن تحرك عجلة الأسواق خلال الفترة القادمة وتنشط موسم الأوكازيون هو فرصة للتخلص من البضائع الراكدة بالمحلات بدلا من تراكمها بالمخازن, مشيرا إلي أن أصحاب المحلات بالاتفاق الداخلي فيما بينهم قاموا بعمل تخفيضات كبيرة جدا, قبل بدء الأوكازيون بشهور خاصة هذا العام قام العديد من المحلات بعمل تخفيضات منذ شهر مايو الماضي بالتزامن مع بداية حدة الركود بالأسواق وتطور الأحداث السياسية بحسب قوله.