أكد علماء الأزهر وأعضاء هيئة كبار العلماء, أن دعوة الدكتور يوسف القرضاوي, للقتال وحمل السلاح وقطع الطرق, وإعلان الجهاد ضد الجيش والشرطة في سبيل ما سماها بعودة الشرعية, هي دعوة باطلة, خلط فيها بين انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين ومصلحة الوطن العليا. ووصف علماء الأزهر, فتوي الدكتور يوسف القرضاوي, بأنها فتوي للقتل حول الحكم والسياسة وإمعان في الفتنة. وقال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر الشريف إن الشيخ القرضاوي لم يلتزم بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم:رحم الله امرئ قال خيرا فغنم أو سكت عن شر فسلم, ولم يسع للإصلاح بين بني وطنه بدلا من التحريض والتهييج وإلحاق الضرر والأذي بوطن ولد وعاش فيه, لمؤازرة نظام سياسي أجمع أغلب الشعب علي خلعه, وأجمع أهل الحل والعقد علي إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. وان القرضاوي لم يوجه النصح للخوارج والإرهابيين الذين استحلوا الدماء والأموال والأعراض, هل وعظهم بأن يتأسوا بالإمام الحسن رضي الله عنه لما تنازل لمعاوية لحقن دماء المسلمين. وقال الدكتور أحمد كريمة إن العالم الحق والفقيه الصدق هو الذي يحجز الناس عن الشر ويبعدهم عن الضرر والخطر, لأن العالم الرباني وارث لعلم النبي صلي الله عليه وسلم, والعلماء ورثة الأنبياء, وهذا الرجل مع فقهه وطول عمره كان الواجب عليه أن يكون غصن زيتون للسلام وحمامة سلام للوئام وأن ينتهج نهج القرآن قل هذه سبيلي أدعو الله علي بصيرة أنا ومن اتبعني وأن يكون علي أخلاقيات الدعوة الإسلامية الحقيقية ادعو الي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسني وقوله تعالي أيضا وقولوا للناس حسني, وقول الرسول صلي الله عليه وسلم: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ويجب أن يكون علي بصر وبصيرة بما آلت إليه الأفعال فهذه دعوة إلي تأجيج الصراعات السياسية وليست الدينية فكيف يقحم فيها الإسلام من قريب أو من بعيد, فالتظاهرات بما يصاحبها من عنف فكري ومسلح مردودها إراقة دماء وإهدار أموال وانتهاك أعراض مناقضة ومناهضة لقول النبي صلي الله:( إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام), والخروج علي القواعد الفقهية الأصيلة التي منها دفع المفاسد مغلب علي جلب المصالح, ولا ضرر ولا ضرار, ومما نبه إليه أئمة العلم أن يحجر علي المفتي الماجن, فقالوا في توضيح ذلك الذي يفتي بالغرائب والشاذ وبما هو خارج عن الرواية المقبولة والدراية المعقولة,فهل يقبل الشيخ القرضاوي أن يكون منذر فتنة وأن يحجر عليه علميا لإساءته إلي جوهر الشريعة ومقاصدها؟ فدعوات الشيخ القرضاوي تؤدي الي تأجيج الصراعات وتفريق أبناء الوطن وبعث الفتن( الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها). وقال الدكتور كريمة إنه ليس من المقبول أن ينتسب شخص إلي الأزهر الشريف ويخرج عن مقتضيات الواجب الوظيفي المناهض للثقافة الأزهرية التي درسناها والدرجة العلمية التي يحملها والوظيفة التي يشغلها ثم تصدر عنه تصريحات أو أقوال وما يسمي بالفتاوي التي تتناقض مع رسالة ومقاصد الثقافة الأزهرية وان الأوان لقيادات الأزهر الشريف المحاسبة بحزم وحسم للخارجين عن الثقافة الإسلامية المناهضين لها والذين يلوثون سمعة الدين بمستنقع السياسة دعوة شيطانية من جانبه أكد الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه بجامعة الأزهر الشريف أن الجهاد الأكبر هو جهاد النفس كما ورد في الحديث, فعلي كل إنسان أن يواجه نفسه ويقاوم نفسه والشر الذي في نفسه, فرسالة المسلم رسالة سلام ومحبة, وكل دعوة الي القتل أو السب أو الإيذاء هي دعوة شيطانية يجب علي كل إنسان أن يحذر منها, يقول الرسول صلي الله عليه وسلم:( المسلم من سلم الناس من لسانه ويده), وقد قال الرسول الناس وليس المسلمون فقط, فيجب أن نظهر للعالم أن المسلم إنسان سلام وأن نبين أيضا أننا لا نسير قطيعا نحو فتوي هوائية, فقد اجمع الفقهاء علي أن الفتوي لا تلزم إلا صاحبها, يقول تعالي: كل إنسان الزمناه طائره في عنقه, ووجه نداء لكل مسلم بعدم الانسياق وراء أي فتوي. وأضاف الدكتور سعد الدين الهلالي قائلا أن الدعوة التي توجه ضد الإنسانية والرحمة وضد الأعمار الذي أمرنا به دعوة لن تفلح ولن تنجح لأنها من مكائد الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا وسينتصر الحق بتراحم الناس وتعاونهم في سبيل إحياء الأنفس وإعمار الأرض والإصلاح بين الناس, فهذه دعوة الإسلام وحزب الله الذي قال عنه الله تعالي: هم الغالبون, ويجب أن تكون دعوة المشايخ دعوة للإصلاح بين الناس والتعارف مهما اختلفت أديانهم أو مللهم أو مذاهبهم أو فرقهم. خروج علي تعاليم الإسلام من جانبه قال الدكتور نصر فريد واصل, مفتي الجمهورية الأسبق, إن حمل السلاح الآن في البلاد وسط هذا الجو المشحون بين أنصار ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي ووسط المظاهرات في الميادين أمر محرم ويضع صاحبه في إثم كبير, لأنه حمل السلاح بغرض القتل وإراقة الدماء, مؤكدا أن اعتداء البعض علي أفراد القوات المسلحة في الشوارع محاربة لله ورسوله. وأضاف واصل, إن قتل النفس البشرية أمر ترفضه الشريعة الإسلامية, فهو مفسدة وجلب للضرر, والإسلام صان هذا الأمر وأعطي حرمة شديدة لإراقة الدماء والقتال, بل أعطي نفس الحرمة لمجرد الشروع في القتل هذا من جانب, وهناك جانب آخر بأن الله تعالي جعل حرمة دم المسلم عنده أشد من حرمة هدم البيت الحرام. واكد أن الفتاوي التي صدرت وأفتت بوجوب الدفاع عن شرعية الرئيس المعزول, هي فتاوي باطلة وأن الدفاع عن الشرعية بين مسلم ومسلم, أمر غير مقبول, فالدفاع بالنفس يكون في الحروب مع الأعداء فقط وليس بين المسلمين. وأوضح الدكتور واصل أن الإسلام يحرم رفع السلاح في وجه المسلمين والمواطنين الآمنين, كما يحرم علي المسلم رفع السلاح في وجه أخيه المسلم, معتبرا أن القتال الدائر الآن في مصر قتال غير محمود في الإسلام, لأنه قتال بين مسلمين ومسلمين, وللأسف هو قتال علي السلطة وهي بحد ذاتها فتنة, والإسلام بشريعته يرفض هذا التقاتل والاقتتال علي أمر يعد من عرض الدنيا الزائل أو من أجل طلب منصب في الدنيا أو سلطة, والقرآن الكريم جاء واضحا في تعامله مع هذا الأمر, بأن جعلها أكبر وأشد من القتل, كما أن الفتنة يترتب عليها كوارث لا حصر لها, فالفتنة تخلق بيئة مثالية للقتل والتخريب. ووصف الصراع الحالي الدائر, بأنه صراع دنيوي ولا علاقة له بالخلافة أو الدين, داعيا الجميع بمصالحة وطنية تجمع جميع القوي والتيارات والأحزاب.