وسط متابعة دولية لعملية فض قوات الأمن المصرية اعتصامي انصار الرئيس المعزول محمد مرسي بمنطقتي رابعة والنهضة, أكد الاتحاد الأوروبي أن ما تردد من أنباء عن مقتل محتجين بمصر يثير قلقا بالغا حيث دعا السلطات المصرية لضبط النفس. وقال مايكل مان المتحدث باسم مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أنباء سقوط قتلي ومصابين تثير قلقا بالغا ونحن نكرر أن العنف لن يؤدي إلي أي حل ونحث السلطات المصرية علي التحلي بأقصي درجات ضبط النفس. وفي السياق ذاته, دعا وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيليه جميع القوي السياسية في مصر الي تجنب تصاعد العنف. وقال فسترفيليه خلال مؤتمر صحافي في برلين ادعو كافة القوي السياسية الي استئناف فورا الحوار والمفاوضات والي منع تصاعد العنف, مشيرا الي أنه يجب منع اراقة جديدة للدم في مصر. وتابع وزير الخارجية الألماني نتوقع من الحكومة الانتقالية والسلطات المصرية السماح بالتظاهرات السلمية, موضحا أن بالطريقة نفسها نتوقع من كل القوي السياسية الاخري ان تنأي بنفسها عن العنف والا تلجأ اليه وفي باريس, إستنكرت الخارجية الفرنسية العنف في مصر ودعت الي تهدئة الأوضاع في البلاد. كما أدانت الخارجية البريطانية الإستعمال المفرط للقوة لإجلاء معتصمي النهضة ورابعة. وقال وليام هيج وزير خارجية بريطانية إدين إستخدام القوة لتفريق المتظاهرين وأدعو القوات المصرية لضبط النفس. ومن جانبه, أدان الرئيس التركي عبد الله جول عملية الشرطة المصرية لفض اعتصام انصار مرسي مؤكدا انها غير مقبولة, وعبر عن خشيته من تحول الوضع في مصر الي نزاع مماثل لما يحدث في سوريا. وقال جول للصحافيين في انقرة إن ما حدث في مصر, هذا التدخل المسلح ضد مدنيين يتظاهرون لا يمكن ان يقبل اطلاقا, داعيا كل الاطراف الي الهدوء. ودعت الحكومة التركية الاسرة الدولية الي وقف نزيف الدماء في مصر فورا. وقال مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان ان الاسرة الدولية وعلي رأسها مجلس الامن الدولي والجامعة العربية, يجب ان توقف ما اسمته بالمجزرة فورا. وفي طهران, أدانت وزرارة الخارجية الإيرانية ما اسمته بالمجزرة التي وقعت في البلاد بعد فض قوات الأمن العتصمين بالقوة وتتحدث عن زيادة احتمالات الحرب الأهلية وتحث الاطراف علي الحوار. وفي هذه الأثناء, أعلن مصدر مسئول في وزارة الخارجية القطر بأن بلاده تستنكر بشدة الطريقة التي تم التعامل بها مع المعتصمين السلميين في ميداني رابعة العدوية والنهضة والتي أودت بحياة عدد من الأبرياء العزل منهم. ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء القطرية( قنا) فقد أعرب المصدر عن تمني دولة قطر علي من بيده السلطة والقوة أن يمتنع عن الخيار الأمني في مواجهة اعتصامات وتظاهرات سلمية وأن يحافظ علي أرواح المصريين المعتصمين في مواقع التظاهر. وأضاف:لقد ضربت ثورة25 يناير أروع الأمثلة في الاعتصام السلمي, وكذلك فعل معتصمو ميداني رابعة والنهضة, ومن الضروري المحافظة علي هذه السلمية وعدم الدفع باتجاه شق صف الشعب المصري الشقيق, إذ من الصعب حساب نتائج المواجهات وإسقاطاتها مستقبلا. وقال:تري دولة قطر أن الطريق الأضمن والأسلم إلي حل الأزمة هو الطريق السلمي ومبدأه الحوار بين أطراف.. وإن دعوات الحوار التي صدرت كان يمكن لها أن تثمر لو أنها أتبعت بمؤشرات لإظهار الجدية من قبيل الإفراج عن المعتقلين السياسيين ووقف الملاحقات. وفي غضون ذلك, بدأ مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي اجتماعا بأديس أبابا لاستعراض التطورات في عدد من دول القارة بما فيها استعراض تقرير مبدئي حول التطورات في مصر. ويشارك في الاجتماع ممثلو الدول الأعضاء بالمجلس وعدد من كبار المسئولين بالاتحاد الافريقي, ومن المقرر ان يستمع المجلس الي ايجاز من لجنة الاتحاد الافريقي العالية المستوي حول نتائج زيارتها لمصر التي اختتمت يوم4 أغسطس الحالي. ويعتبر الاستماع الي هذا التقرير المبدئي اجراء تمهيديا من المجلس لاجتماع سيعقد في موعد لاحق لبحث تقرير تقييمي عن نتائج زيارة اللجنة الي مصر. وعلي الصعيد ذاته ندد أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون أمس باستخدام قوات الأمن المصرية للعنف في فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول مرسي بميداني' رابعة'' والنهضة', حيث ذكر بيان أصدره المتحدث باسم الأمين العام أن الأممالمتحدة ما زالت تجمع المعلومات لكن يبدو أن مئات الأشخاص سقطوا بين قتيل وجريح في الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين, وذلك علي حد تعبير البيان. وفي الوقت ذاته, شجبت الخارجية البلجيكية أعمال العنف التي أندلعت صباح أمس, حيث أعرب ديدييه ريندرز, نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية عن أسفه إزاء أعمال العنف التي أسفرت عن سقوط قتلي وجرحي خلال إخلاء مخيمات أنصار مرسي, داعيا جميع الأطراف إلي الهدوء وضبط النفس, وذلك للحيلولة دون وقوع مزيد من الضحايا ودون وإراقة مزيد من الدماء, وذلك علي حد تعبيره. كما أعربت وزيرة الخارجية الإيطالية' إيما بونينو'في بيان أمس عن بالغ الحزن لما تشهده مصر من أحداث تفضي لإزهاق أرواح, موضحة بأنها كانت تأمل بأن تتم عملية فض الاعتصامات عبر الحوار والوفاق بين الأطراف, وليس عبر التدخل الأمني, الذي لايدعم تسوية للأزمة السياسية, وذلك علي حد قولها.وأضافت بونينو أنه أمام هذه التطورات الدرماتيكية, أجدد النداء, لنهاية عاجلة لدوامة العنف, واستئناف مسيرة للحوار الوطني.