في الوقت الذي احتفلت فيه مصر أمس بأول أيام عيد الفطر المبارك, وخرج الملايين في العاصمة والمحافظات إلي المتنزهات والحدائق والمناطق الأثرية, سيطر القلق والترقب علي أماكن الاعتصامات, خاصة ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر. انتظارا لما ستسفر عنه الأيام القليلة المقبلة, بعد فشل الجهود الدبلوماسية في حل الأزمة الحالية, وتأكيد الحكومة إصرارها علي فض الاعتصامات وقد أدي الرئيس عدلي منصور, والدكتور محمد البرادعي نائب رئيس الجمهورية, والدكتور حازم الببلاوي رئيس مجلس الوزراء, والفريق أول عبدالفتاح السيسي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي, واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية, ومفتي الجمهورية, صلاة عيد الفطر المبارك بمسجد القوات الجوية بمصر الجديدة. واستمرت حالة الانقسام في الشارع السياسي أمس, وألقت بظلالها علي صلاة العيد, حيث أدت القوي الثورية والشبابية والحزبية المؤيدة لثورة30 يونيو الصلاة بميدان التحرير, ومحيط قصر الاتحادية, وعدد من الميادين الكبري في المحافظات, ونظموا عددا من المسيرات المؤيدة للثورة والمطالبة بمحاكمة قيادات جماعة الإخوان بتهم العنف والتحريض علي القتل. وفي المقابل, أدي أنصار جماعة الإخوان صلاة العيد بميداني رابعة العدوية والنهضة, وعدد من ميادين المحافظات, كما نظموا مسيرات للمطالبة بعودة الرئيس المعزول, والدستور, ومجلس الشوري. ومن ناحية أخري, أكد الدكتور الببلاوي أن الحكومة لا تدخر وسعا في تقديم جميع أوجه الدعم لوزارة الداخلية, تقديرا لرسالة الأمن, وللجهود الوطنية التي قدمها رجال الشرطة طوال الفترات الماضية, بالرغم مما تشهده البلاد من تفاعلات سياسية. جاء ذلك خلال زيارته أمس رئاسة قوات الأمن المركزي, يرافقه اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية, وقدم الببلاوي التهنئة بالعيد لرجال الشرطة, مثمنا الدور الوطني الذي يقومون به, إيمانا برسالتهم, وتحقيقا لأمن المواطن. وقد جدد وزير الداخلية العهد لجموع الشعب, بأن رجال الشرطة لديهم العزم والإصرار علي تقديم كل ما يملكون لأجل أمن الشعب, واستقرار البلاد, وشدد علي أن أحدا لن يستطيع أن يهدم تلك الجسور العملاقة من التلاحم التي تحققت بين الشرطة والشعب في30 يونيو. وعلي جانب آخر, عقد وزير الداخلية اجتماعا موسعا مع كبار مساعديه, لوضع خطة أمنية محكمة, لتأمين الشارع المصري خلال أيام العيد, وأكد الوزير ضرورة تكثيف الوجود الأمني الفعال القادر علي مكافحة الجريمة بمختلف صورها, في إطار الالتزام بمبدأ الشرعية وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان, باعتبار ذلك أحد ثوابت الاستراتيجية الأمنية لوزارة الداخلية. وأوضح الوزير, أهمية تشديد الإجراءات الأمنية بمحيط ميدان التحرير بوسط القاهرة, وقصر الاتحادية بمصر الجديدة, لتأمين المتظاهرين, بالإضافة إلي تكثيف الخدمات الأمنية حول المساجد والبنوك وشركات الصرافة, والمتنزهات والحدائق والميادين العامة, ودور السينما والمناطق التجارية التي تشهد تجمعات جماهيرية خلال فترة العيد, وذلك لتحقيق الأمن بها ومنع المعاكسات, وضبط المتحرشين والمتسولين, لبث الشعور بالأمن والطمأنينة في نفوس المواطنين. وفي واشنطن, أكدت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية, أن الوقت مازال متاحا للحوار في مصر, مشيرة إلي أن حل الأزمة السياسية يتطلب التوصل إلي تسوية.