هل عبرت دراما رمضان هذا العام عن المرأة المصرية بشكل يليق بها أم كانت سكينا باردا تذبحها يوميا علي الشاشة ؟!.. وهل اصبحت الأم المصرية مادة سائغة للسخرية والشتائم من ابطال الدراما يتبارون بالتلفظ به يوميا طوال الشهر الكريم ؟!.. نتعرف علي الاجابة من رموز نسائية يمثلن بنات جنسهن في مواقعهن المختلفة واثر ذلك من الناحية الاجتماعية بشكل عام في المجتمع المصري: بداية تقر جمالات رافع- عضو مجلس الشعب سابقا عن محافظة القليوبية ونائب رئيس النقابة العامة للصناعات الغذائية- ان دراما رمضان هذا العام اتسمت بظهورالمرأة بشكل خليع يثير الاشمئزازويصدر للخارج هذه الصورة السلبية وغير الحقيقية وغير المشرفة ايضا للمرأة المصرية والتي تبعد كل البعد عن ثقافتنا المصرية وديننا الحنيف.. وتتساءل رافع: كيف ستحترم المرأة من الاخرين وهي تهان يوميا علي الشاشة بألفاظ نابية ومصطلحات دخيلة علي المجتمع المصري ومن الممكن ان ترسخ في ذهن ابنائنا الصغار وينشأوا عليها تنشئة اجتماعية من الصعب إصلاحها فيما بعد.. وتختتم رافع رؤيتها بمناشدة كتاب الدراما بالرجوع الي دراما الزمن الجميل والتي كانت تتسم باللغة الراقية وابراز القيم الجميلة في المجتمع المصري.. وتطالب بعمل جهة رقابية تمرر عليها الاعمال الدرامية قبل عرضها وبالذات اذا كانت ستعرض في شهر رمضان والذي اصبح مرتعا للاعمال الدرامية ذات المشاهد الصادمة والتي تتنافي تماما مع الشهر الكريم. وتري امل سليمان- اول مأذونة في مصروالمقيمة بمدينة النقايات بمحافظة الشرقية- انه مثلما نجد الناس في شهر رمضان لديهم نهم في الاكل والشرب نجد ايضا صناع الدراما لديهم نهم كبير وشرس في الاعمال الدرامية لعرضها في رمضان وتقول ولكن من المؤسف ان هذه الدراما التي يتسابقون علي عرضها ليس لها علاقة بالشهر الكريم بالمرة وخاصة ذلك المظهر الغير لائق تماما بالنسبة للمرأة المصرية في الدراما وكأن ذلك متعمدا ولكن ليس مفهوما ما الهدف منه.. حتي ولو كان الفن مرآة للواقع فمن المفترض ان يقدموا هذا الواقع بشكل يرتقي بهذا الواقع المؤلم بعض الشيء ولكن ليس بهذه الفجاجة التي تطالعنا يوميا علي الشاشة.. واني لأتسائل اين نصيب المرأة المصرية المكافحة والملتزمة في نفس الوقت سواء كانت اما او اختا او ابنة من دراما هذا العام والتي نلمحها في قشور لا تذكر والتركيز كله علي الخلاعة والتسيب والانحلال والذي من الممكن ان يكون لدي البعض والذي يجب ان نتجاهله في الاعمال الدرامية حتي لانصدر هذه الثقافة الغريبة علينا الي الخارج في وطننا العربي ويصل لديهم هذا المفهوم الثقافي الخاطيء عن المرأة المصرية من خلال مشاهدتهم لتلك الاعمال والتي تتسم بالاسفاف وعدم مراعاة الضمير.. وليت صناع الدراما يضعون في اعتبارهم ان هذا الفن ليس هدفه الربح فقط بل هو رسالة ايضا يجب ان يعبر عن الواقع المستنير لدينا وليس عن الواقع المظلم الدي يعتم الشاشة عند رويته. وتلقي هيام عامر عضو مجلس الشعب سابقا عن بلقاس دقهلية مسئولية إهانة المرأة بهذا الشكل الصارخ في المسلسلات علي ماحدث من تهميش للمرأة في الفترة السابقة وضياع ما اكتسبته من حقوق من تللك الادعاءات الكاذبة التي كانت تنادي برجوع المرأة للبيت وان صوتها عورة ويجب تزويج القاصرات في سن صغيرة واشياء من هذا القبيل والذي انعكس كله علي الفن بشكل عام ودراما رمضان بشكل خاص فظهرت المرأة علي الشاشة كنوع من السلع المعروضة بشكل مقزز لا يليق بمكانة المرأة وكفاحها ونضالها سواء من اجل الاسرة او المجتمع في اي ظروف تعيش فيها.. وتقول عامر لكتاب الدراما والمخرجين والقائمين بشكل عام علي صناعة الدراما المصرية:اتقوا الله في المرأة المصرية واظهروا الجانب الايجابي وابتعدوا عن الجانب السيء وارحموا الام المصرية من الفاظ الشتائم هذه المتكررة والموجهة اليها في اغلب المشاهد فنساء مصر لايستحقن منكم ذلك. وتستنكربدهشة د. دكتورة آمنة نصيراستاذ الفلسفة الاسلامية بجامعة الازهر وعضو المجلس القومي للمرأة هذا التدني الملحوظ في الالفاظ وذاك السباب المتكرر للام في دراما رمضان هذا العام وتقول: اذا كان نبينا محمد صلي الله عليه وسلم جاء ليتمم مكارم الاخلاق كما هو معروف فمن الاولي بنا كمسلمين ان نتبع ذلك من خلال الكلمة الجيدة والتي يهتم بها الاسلام ويعطيها ابعادا شديدة الاهمية وعلينا ان نبتعد عن هذه المبالغات التي تنال من قيمنا وقيمتنا الاسلامية مما تركه لنا سيد الخلق عليه الصلاة والسلام.. والقرآن الكريم منحنا لغة راقية جدا والتي هي اعظم تعبير عن وجدان الانسان والمفروض من كتاب السيناريو ان يستعينوا بهذه القيم الغالية ولاينجرفوا الي ذلك الاسفاف المسيطر علي معظم كتاباتهم.. وتؤكداستاذة الفلسفة الاسلامية ان الاعمال الدرامية بشكل عام يلتف حولها شريحة كبيرة من المجتمع المصري من مختلفالاعمارومن الجنسين ومايتفوه به ابطال المسلسلات يردده صغارنا في البيوت واحيانا ايضا الكبار ولذا يجب علي المؤلفين وكتاب السيناريو بوصفهم المسئولين عن الارتقاء باللغة العامية المستخدمة في حياتنا اليومية في اطار اخلاقي وقيمي ويأخذون في اعتبارهم ان هذه ليست مسألة محلية بل العالم العربي كله عرف لغتنا المصرية عن طريق المسلسلات المصرية ودخلنا بيوت المجتمع العربي في مشرقه ومغربه من خلالها ولذا عليهم ان يدركوا اهمية هذه العولمة في عالمنا العريي من خلال المسلسلات والبعد عن الاسفاف. ويعبر عن رؤيته بمنظور اجتماعي د. رشاد عبد اللطيف استاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان قائلا: اذا كان الفن اداة للتعبير واداة للتربية واداة لتعديل السلوك ففي مسلسلات رمضان هذا العام وجدناه اداة لتجريف اللغة واداة لانحراف السلوك واداة لتدمير عملية التنشئة الاجتماعية والدليل علي هذا ما نلمسه من اهانة للام والتي كرمها الله سبحانه وتعالي وكرس لها كل الاحترام, والدراما الهندية بالذات تكرم الام في كل الاعمال, والدراما المصرية في الماضي كانت تمجد الام وتحافظ علي مكانتها اما الدراما المصرية الحالية والتي عرضت مؤخرا في رمضان قسمت الام الي نوعين: الام الانتهازية التي تنكرالابناء وتكذب وهذا ضد الشرائع السماوية كلها, والام المتبرجة جدا التي تلبس ملابس خليعة وتعرض جسمها بشكل رخيص وهذا فيه اهانة لاهم الشعب الدينية وهي شعبة الحياء وخاصة في شهر رمضان.. وامام المتغيرين هذين الاولاد الصغار فقدوا نموذج الام التي نشأنا عليه جميعا والتي تكرس مقولة الام مدرسة ان اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق.. وامام هذا التيرج الملحوظ للام فقدت الام قيمتها كأم وكمدرسة اخلاقية.. ومن هنا اقول لكتاب الدراما ليتكم ترجعوا بالدراما لقيمها الاولي وستلقي مشاهدين كثر لان الناس بطبيعتها تحب الخيروان يبتعدوا عن كل ماهو يسيء للمرأة وخاصة اذا كانت ام في المسلسلات لأن ذلك يؤثر علي عملية التنشئة الاجتماعية للاطفال والذين يقلدوا كل شيء امامهم ويحاولوا ان يرفعوا من شأن المرأة في العمل الدرامي ويبعدوا تماما عن تلك النماذج التي تقدم المرأة علي انها خلقت للجنس فقط. ويأسف استاذ تنظيم المجتمع لما ساد هذه المسلسلات من سطحية واسفاف قائلا: رغم ان معظمها موجه ناحية الثورة ولكن مابداخلها خارج عن النص تماما وليست معبرة بالمرة عن مرحلة الثورة التي نعيشها حاليا ولا معبرة ايضا عن الشهر الكريم فالالفاظ نابية والملابس غير محتشمة والتبرج صارخ حتي الترابط الاسري مفكك في اغلبها وذلك كله كما يقول استاذ تنظيم المجتمع لانه ليس هناك خطة معينة ومدروسة او هدف سامي لتلك الاعمال.. والمفروض ان نخرج من المسلسل بقيمة عليا يتحلي بها ابنائنا منذ الصغر.. وعندما سألته وهل تمنع الاسرة ابناءها الصغار من مشاهدة تلك الاعمال الدرامية.. قال: لا بالعكس تطلق لهم الحرية في مشاهدة ما يريدون مشاهدته لاننا نعيش في عالم مفتوح ولكن المهم ان بينهم وبين ابنائهم يحاولوا ان يكونوا قدوة لهم في السلوكيات الحميدة في كل مجالات الحياة ولا يأخذوا كل ما يظهر علي الشاشة مأخذ الجد.