تماضر بنت عمرو بن الحرث بن الشريد السلمية المعروفة باسم الخنساء بنت عمرو, أشعر النساء في الجاهلية والإسلام. من بني الشريد وهو عمرو بن رياح بن يقظة بن عصية بن خفاف بن امرئ القيس. وكان بنو الشريد هؤلاء زعماء قبائل بني سليم في الجاهلية ومن كبار العرب. تزوجت من رواحة بن عبد العزيز السلمي, وسماه الأغاني والعقد الفريد عبد العزي وكان ذلك قبل إسلامه, ولدت له عبد الله, ثم تزوجت من مرداس بن أبي عامر السلمي فولدت له يزيد ومعاوية وعمرا وعمرة. لقبت بالخنساء بسبب ارتفاع أرنبتي أنفها مع انخفاض قصبته, وقيل أيضا نسبة إلي البقرة الوحشية, في جمال عيونها التي كانت أجمل العيون في ناظر العرب. قامت بكتابة الشعر بعد رحيل أخويها صخر ومعاوية. وطغي علي شعرها الحزن والأسي. كانت شاعرة متمكنة ولها قصائد كثيرة إلا أن شهرة الخنساء قد ذاعت وانتشر صيتها في كل مكان من خلال مراثيها لأخيها صخر. لما قتلت بنو مرة بن سعد بن ذبيان أخاها معاوية بن عمرو, قامت الخنساء بتحريض أخيها صخر علي طلب دم معاوية.قالت: لاتقتلن بني فزارة إنما قتلي فزارة والكلاب سواء ودع الثعالب غثها وسمينها ما في الثعالب من أخيك وفاء وعليك مرة إن قتلت وإنما قتلاك مرة إن قتلت شفاء وقالت أيضا في رثاء معاوية: فدا للفارس الجشمي نفسي وأفديه بمن لي من حميم أفديه بجل بني سليم بظاعنهم وبالإنس المقيم كما من هاشم أقررت عيني وكانت لا تنام لدي المنيم فكانت الخنساء من شواعر العرب المعترف لهن بالتقدم, وقد أجمع الشعراء ورواة الشعر القدماء علي أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها في الرثاء. وقال فيها بشار: لم تقل امرأة قط شعرا إلا تبين الضعف فيه. فقيل له: أو كذلك الخنساء ؟ قال: تلك فوق الرجال. وكانت تقول الشعر في أول أمرها ولا تكثر, حتي قتل أخواها معاوية ثم صخر فحزنت عليهما حزنا شديدا, وخصوصا صخرا وغالت في وصف حزنها ومناقب أخيها صخر فقالت فيه: وإنصخرالوالينا وسيدنا وإنصخراإذانشتولنحار وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا وإنصخراإذاجاعوالعقار وإنصخرالتأتمالهداة به كأنهعلمفيرأسهنار جلد جميل المحيا كامل ورع وللحروب غداة الروع مسعار حمال ألوية هباط أودية شهاد أندية للجيش جرار نحار راغية ملجاء طاغية فكاك عانية للعظم جبار ولما ظهر الإسلام وعلمت ببعثة النبي محمد صلي الله عليه وسلم, هاجرت إلي المدينةالمنورة مع قومها بني سليم وبايعت النبي صلي الله عليه وسلم, ولما قدم عليها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في موسم من مواسم الحج وقد نهاها عن كثرة رثائها فقال لها ما اتعب عينيك هكذا ؟ قالت بكائي علي رجالات مضر في الجاهلية. فقال إنهم في النار, فقالت: أبكيهم أكثر بعد الإسلام لما ماتوا عليه من الضلال, قال: صدقت يا بنت عمرو.