قنا أبو العباس محمد: قبل أسبوع وفي مؤتمر انتخابي حاشد بمدينة أبو تشت وقف المرشح علي رأس قائمة حزب السلام الديمقراطي يخطب في أنصاره ومؤيديه يستنفر قواهم ويستنهض هممهم . قائلا: لا أمل أمام أبو تشت في الاحتفاظ بحقها من التمثيل والحصول علي مقاعد في هذا البرلمان الجديد, إلا بالتكاتف والحشد خلف أبنائها من المرشحين علي رءوس القوائم والمقاعد الفردية, فإن لم يتحقق ذلك الأمل في منافسة القوائم فليتحقق في المنافسة علي المقاعد الفردية. لم تكن هذه الكلمات الحماسية التي قالها عادل أبو الليل, سوي حالة من الاستغاثة بأن يثور أبناء وناخبو أبو تشت للحفاظ علي مقاعدهم المستحقة واللائقة بعدد أصواتها والبالغة210 آلاف صوت, ذلك بعد أن أحتلت الرموز القبلية والسياسية بمراكز دشنا والوقف ونجع حمادي وفرشوط رءوس غالبية قوائم الأحزاب السياسية الرئيسية المتنافسة علي المقاعد الثمانية للدائرة الشمالية بمحافظة قنا والتي تضم خمسة مراكز هي دشنا والوقف ونجع حمادي وأبو تشت, فالترتيب الذي صارت عليه القوائم قد يحرم أبو تشت من مقاعدها الثلاثة التي طالما أحتفظت بها في التقسيمات السابقة للدوائر. لم تصل حالة القلق والخوف من أن تفقد أبو تشت حقها في مقاعد البرلمان والتمثيل النيابي في البرلمان مثل حالة الخوف التي تعيشها في انتخابات المرحلة الثالثة لبرلمان الثورة وتحديدا بعد أن أحتلت شخصيات ورموز سياسية وقبلية من أبناء مراكز نجع حمادي والوقف ودشنا رءوس أقوي القوائم الحزبية المؤهلة للحصول علي المقاعد الثمانية المخصصة للقوائم في الدائرة الشمالية وهي الوفد والحرية والعدالة والنور والكتلة والإصلاح والتنمية والحرية والاتحاد بواقع مقعد لكل قائمة, غالبا سيحصل عليه المرشح علي رأس هذه القائمة, في حين جاء ترتيب المرشحين الذين ينتمون إلي مركز أبو تشت متأخرا مابين الثاني والثالث والرابع باستثناء قوائم أحزاب السلام الديمقراطي التي يحتل رأسها المرشح عادل أبو القاسم أبو الليل وهي للأسف قائمة حزب لم يحقق حتي الآن نسبة النصف في المائة التي علي أساسها يستحق الحزب التمثيل النيابي وهو مايصعب مهمة الحصول علي المقعد, وأما قائمة الحرية والعدالة وبرغم أن الذي يتربع علي قمتها عبد الناصر تغيان محمود من قرية السلامات إحدي قري المركز, فإن أهالي أبو تشت يعتقدون أن مرشح الحرية والعدالة هو مرشح لانتماء سياسي وليس مرشحا لقبيلة أو مركز. وتأتي نهلة المحرزي والتي تعتلي قائمة حزب العدل وتعد أول إمرأة في مصر تعتلي قائمة حزب سياسي في هذه الانتخابات, إلا أنها في النهاية إمرأة وسط دائرة ذكورية صعبة التضاريس الانتخابية والقبلية قد لاتمكنها من الحصول علي أي مقاعد. في هذا السياق ونظرا لهذا الشعور السائد بأن أبو تشت باتت مهددة بفقد مقاعدها, بدأت دعوات كثيرة ومتلاحقة أطلقها عدد من رموز قبائل أبو تشت تحذر من هذه الخسارة المتوقعة التي لاقت قبولا هائلا بضرورة حشد الطاقة التصويتية للفوز بمقعد الفئات فردي علي الأقل نظرا لضعف المرشح علي مقعد العمال في مواجهة منافسيه الغول وقنديل بنجع حمادي واللذان يحظيان بتأييد قبيلتي العرب والهوارة لكليهما, فحسب اعتقاد هذه القبائل ورموزها أن التركيز علي الاتفاق والحشد لتأييد مرشحهم ابن قبيلة الوشيشات الدكتور محمد رفعت حسين محمود عبد العال نظرا لتصدره دورة المنافسة والأقرب لدخول مرحلة الاعادة. وترجح التوقعات الاتفاق مع منافسيه الأقوياء خالد خلف الله أحد أهم رموز قبائل الهوارة بنجع حمادي وعلي الشيشني مرشح الحرية والعدالة علي المقعد الفردي وأحمد ضبيع ابن قرية العسيرات بمركز فرشوط, ربما يكون هو الأمل الوحيد والباقي لأبو تشت للحفاظ علي مكانتها البرلمانية المهددة التي من المتوقع أن يستحوذ عليها مرشحو رءوس قوائم الوفد والحرية والعدالة والكتلة والإصلاح والتنمية والحرية والنور والاتحادي وغالبيتهم من خارج مركز أبو تشت.