معركة دارت رحاها في مصر عام1250 م بين القوات الصليبية بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا والقوات المصرية بقيادة فخر الدين يوسف. وفارس الدين قطاي الجمدار وركن الدين بيبرس البندقداري والتي أسفرت عن هزيمة الصليبيين هزيمة كبري منعتهم من إرسال حملة صليبية جديدة إلي مصر وكانت بمثابة البداية التي أخذت بعدها الهزائم تتوالي عليهم حتي تم تحرير كامل الشام من الحكم الصليبي كان الموقف العسكري قبل المعركة أن فرض المسلمون سيطرتهم الكاملة علي القدس وذلك في أكتوبر عام1244 م مما كان له صدي قوي في أوروبا مما جعل ملوك أوروبا يدعو إلي قيام حمله صليبية كبيرة تمكنهم من استعادة بيت المقدس, وكان ملك فرنسا لويس التاسع من اكبر المتحمسين للحملة الجديدة والذي أدرك انه لابد من احتلال مصر حيث أنها تمثل العائق الرئيسي لاسترجاع بيت المقدس فهي مصدر القوي البشرية الرئيسي للمسلمين فكان من أهداف الحملة الصليبية السابعة, هزيمة مصر لإخراجها من الصراع والقضاء علي الدولة الأيوبية التي كانت تحكم مصر والشام واعادة احتلال بيت المقدس. وليتحقق ذلك جهز لويس التاسع الحملة بتأن في ثلاث سنوات وحاول إقناع المغول بالتحالف معهم ضد المسلمين حتي يتمكنوا من تطويق العالم الإسلامي بضربة واحدة. وفي أغسطس1248 م أبحر لويس التاسع من فرنسا بقياده أسطول يضم1800 سفينة محملة بنحو80 ألف مقاتل بعتادهم وسلاحهم وخيولهم, وتوقف في قبرص عده أيام ثم أتجه إلي مصر, وأرسل كتابا إلي السلطان الصالح أيوب يهدده ويتوعده ويطلب منه الاستسلام وكان السلطان الصالح أيوب مريضا مرض الموت, ولكنه رفض الاستسلام, فاحتل لويس مدينة دمياط في يونيه1249 م, ولقد وقعت أنباء سقوط دمياط في ايدي الصليبيين كالصاعقة علي الناس وأعلن النفير العام في البلاد فهرول عوام الناس أفواجا من كافة أنحاء مصر الي المنصورة لأجل الجهاد ضد الغزاة, وقامت حرب عصابات ضد لويس التاسع المتحصن خلف الأسوار والخنادق وراح المجاهدون يشنون هجمات علي معسكراته ويأسرون مقاتليه وينقلونهم إلي القاهرة. وتمكن فارس الدين أقطاي من تنظيم القوات المنسحبة وإعادة صفوفها وأدارت شجرة الدر الحاكم الفعلي للبلاد المعركة ووافقت علي خطة بيبرس باستدراج القوات الصليبية المهاجمة داخل مدينه المنصورة. كان من نتائج معركة المنصورة قتل عدد كبير من القوات الصليبية المهاجمة من فرسان المعبد وفنيت الفرقة الانجليزية تقريبا عن أخرها ووقع لويس التاسع وأمراؤه ونبلاؤه في الأسر بدار ابن لقمان في6 ابريل1250 م. واستنادا إلي المصادر فقد قتل في حمله لويس التاسع مابين10 ألاف و30 ألفا من الجنود الصليبين واسر باقي جنود الحملة الصليبية السابعة وتم السماح للويس التاسع بمغادره مصر بأمر من شجرة الدر بفدية قدرها400 ألف دينار تعويضا عن الأضرار التي ألحقها بمصر فدفع نصف المبلغ ووعد بدفع الباقي ولكنه لم يوف بوعده وتعهد بعدم العودة إلي مصر مره أخري.وبذلك يثبت التاريخ أن مصر ستظل الحامية للأمة الإسلامية فهي في رباط إلي يوم الدين. *أستاذ الروماتيزم- بكلية طب الأزهر