في زيارتها الأخيرة لمصر, كانت الممثل الأعلي للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون, تعبر عن حالة تعتري بعض قوي السلطة في مصر لا تتلاءم مع معني ثورة03 يونيو, والخروج الأكبر في62 يوليو لتفويض السيسي. وأعني بتلك الحالة, أن هناك من يلتف علي الإرادة الشعبية ويخترع ويهندس مسارات للعملية السياسية في البلاد, تخدم المخطط الأمريكي والأوروبي إزاء بلدنا من جديد, والذي أصنفه بكل إرتياح في خانة المؤامرة الدولية لهدم الدولة المصرية, وتصعيد وفرض الإخوان علي المجتمع مرة أخري باعتبارهم حجر الزاوية في تنفيذ متطلبات تحقيق الشرق الأوسط الكبير, والضمان الكامل لأمن إسرائيل.. ومن غير جماعة الإخوان يمكن الاعتماد عليه في إنجاز تلك المأمورية, وهم الذين تحوم اتهامات حولهم بالجاسوسية والتآمر لصالح الأمريكيين والأتراك وحماس وقطر, وعلي رأسهم رئيس الجمهورية المعزول؟.. علي أية حال.. فإن قدوم آشتون( حتي لو دعاها من دعاها), لا يحمل سوي معني ترفضه ثورة03 يونيو, وكتلة المصريين الكبري التي عبرت عن نفسها في تفويض القائد العام للجيش, لأن آشتون بدت كخولي زراعة جاء ليتفقد الأنفار في الغيط, ويقوم بتقييم الحالة السياسية في البلاد, وهذا وضع لا يلائم أبدا روح الزمن الجديد في مصر, ويبدو أن المشكلة تكمن في أن جزءا من السلطة صار ينتمي إلي أحزاب جبهة الإنقاذ, بمعني أننا خلعنا الإخوان الذين لا يمثلون الشعب, وجاء البعض لنا بجبهة الإنقاذ التي لا تمثل الشعب هي الأخري, وبالتالي صار ملايين المصريين الذين قادوا التغيير يراقبون مندهشين من يدعو ممثلة الاتحاد الأوروبي, دون أن يسأل أحدا, وجاءت تلك السيدة لتمارس وصاية عجيبة علي البلد وناسها وتجتمع بالرئيس المعزول وتتباحث معه لمدة ساعتين, وكثير من التصرفات الأخري المثيرة للتساؤل, وربما كان استئذان قاضي التحقيق في القضية التي تم حبس مرسي في إطارها ليوافق علي زيارة آشتون للمعزول, هو العنصر الوحيد في زيارة المفوضة الأوروبية الذي يؤكد أننا مازلنا دولة لها قانون وليست وكالة من دون بواب. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع