عن عائشة(رضي الله عنها)قالت:قلت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها قال:قولي:اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.رواه الترمذي في الدعوات ورواه ابن ماجه في الدعاء. في هذا الحديث- كما يقول الدكتور احمد عيسي المعصراوي أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الازهر- بيان لفضل الدعاء في ليلة القدر وأن الله سبحانه و تعالي يتقبل فيها دعاء الداعين,كما أن في هذا الحديث بيانا لأفضل ما ندعو به في هذه الليلة,حيث توجهت السيدة عائشة(رضي الله عنها)إلي سيدنا رسول الله(صلي الله عليه وسلم)بهذا السؤال وقالت له:أرأيت يعني أخبرني إن علمت أي ليلة,ليلة القدر ما أقول فيها أي ما الذي أدعوا به في هذه الليلة وأقوله,إنها تسأل عن أفضل شيء فأجابها سيدنا الرسول(صلي الله عليه وسلم)بقوله:قولي:اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني. واشار الي أن طلب العفو عظيم, يقول بعض الأئمة:إن أحسن ما يدعي به في تلك الليلة العفو والعافية, ويكون ذلك مع قيام هذه الليلة الكريمة,حيث يؤدي الإنسان فيها صلاة القيام ويكثر فيها من ذكر الله والاستغفار,وأهم ما ينبغي التنبيه إليه في هذه الليلة العظيمة هو الدعاء,وهذا الدعاء الذي ورد هو:اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني,وإن قيام هذه الليلة يغفر الذنوب كما ورد في قوله(صلي الله عليه وسلم):من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبفالعبادة فيها خير من ألف شهر وأفضل الدعاء أن يسأل العبد ربه سبحانه وتعالي العفو, وقال الإمام الصاوي في تفسيره:وأحسن ما يدعو به في تلك الليلة العفو والعافية,وينبغي لمن شق عليه طول القيام أن يتخير ما ورد في قراءته كثرة الثواب كآية الكرسي وأواخر سورة البقرة وسورة الإخلاص,ويكثر من الاستغفار والصدقة,وورد من صلي المغرب والعشاء في جماعة فقد أخذ بحظ وافر من ليلة القدر,لكن الذي يقيم الليلة ويتهجد ويقرأ كتاب الله ويذكره ويستغفره يكون قد أخذ بالحظ الأوفر,ذلك حين يكون صادق القلب مخلص النية مقبلا علي ربه طاهر الظاهر والباطن إنما يتقبل الله من المتقين,ولا شك أن ليلة القدر هي ليلة قبول الدعاء,وفي ليلة القدر تتنزل ملائكة الله سبحانه وتعالي وتغشي رحمته العباد ويتقبل الله دعاء من دعاه,فالسعيد من يطهر قلبه من الأحقاد ويخلص في الإقبال علي الله سبحانه وتعالي صلاة وتلاوة للقرآن,فيا لعظمة الذاكرين والعابدين والداعين والمستغفرين والمتقربين إلي الله في هذه الليلة المباركة إن ليلة القدر هي من نفحات الله تعالي التي ينفح بها عبادة المؤمنين,إن لربكم في أيام دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها,والتعرض للنفحات يكون بالتوبة الصادقة وبالرجوع إلي الله سبحانه وتعالي وبكثرة الذكر والدعاء وليلة القدر هي الليلة التي أنزل فيها القرآن وتنزلت فيها ملائكة الرحمن من كل أمر سلام هي حتي مطلع الفجر,وعلينا أن نعلم أن في ليلة نزول القرآن دعوة مؤكدة إلي إحيائها بالقرآن وبفهم معانيه وبتطبيق دعوته إلي الحق والخير والسلام,ومما لا شك فيه أن القرآن الكريم منهجه في بناء المجتمع الإسلامي الفاضل للقرآن الكريم دعوته وهدايته إلي أقوم السبل وأعظمها(إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)إن علينا أن نحافظ علي الدعاء في هذه الليلة المباركة.