أغلب قاطني قريتي موسي والخضر نازحين من محافظات الصعيد الذين اتت بهم الحكومات السابقة بعد ان ضاقت بهم سبل العيش في محافظتهم لينالوا قسطا من الاهتمام الا انهم وجدوا انفسهم في وضع لا يرقي ببني الانسان.. شباب الخريجين القاطنون بالقرية رقم واحد التي اطلق عليها اسم جهنم من فرط حالة البؤس الذي يعشه ابناؤها داخل بقعة تابعة لجمهورية مصر العربية بالقرب من الحدود الليبية. المهندس يونس علي جمعة رئيس الجمعية الزراعية هو دليلنا في هذه الرحلة وتعتبر الجمعية الزراعية لمن لا يعرف هي الممثل الوحيد للدولة في هذه المنطقة. المسافة بين مدينة الفيوم وبداية هذه القري130 كيلو مترا في الشمال الغربي للمحافظة المنازل هناك مكونة من طابق واحد لايزيد ارتفاعها عن المترين وكأنها مقابر شيدت لاستقبال الموتي, واشار الحاج يونس الي سيدة تقود عربه كارو محملة بالجراكن وقال أن مياه الشرب عبارة عن خليط من مياه الصرف الزراعي القادم من الوادي المختلط بكافة الملوثات التي لا يمكن ان يتصورها العقل وكل ما فعلته الدولة انشاء محطة تحلية نقالي تعمل علي تنقية المياه بالترسيب من الرمال والزلط وتعمل يوما وتتعطل ألف يوم فلم نجد امامنا الا ان نسنخدم مياه المصرف لحياتنا اليومية ونشتري جركن مياه الشرب بجنيهين من التجار الذين يجلبونها بواسطة التوريسكل من مدينة اهناسيا التابعة لمحافظة بني سويف, اما الموتي فلا مقابر لهم بهذه القري ولا طبيب يمنح تصريحا بالدفن. اما الليل فيبدأ الحادية عشرة مساء بعد ان تنقطع بنا السبل للتواصل مع العالم الخارجي والكلام للحاج يونس فلا وسيلة مواصلات بعد هذا الوقت ولا قبل الثامنة صباحا.. اما الكهرباء فحكايتها حكاية حيث يقوم علي ادارة مرفق الكهرباء الجمعية الزراعية مقابل مبلغ وهو100 جنيه شهريا إتاوة تدفعها كل زسرة والمرفق هو وابور النور وهو اللقب الذي أخلقه ابناء القرية علي المحول الي جانب تحمل مصروفات الصيانة والزيت والسولار.. ويضيف يتم إضاءة القرية من السادسة مساء وحتي الحادية عشرة اما الشوارع فظلام دامس تعود عليه سكان هذه القري لتعطل( وابور النور) معظم ايام السنة او بسبب ازمة السولار التي تعاني منها المحافظة منذ فترة ليست قصيرة حيث نشتري احتياجاتنا من السولار ب45 جنيها للصفيحة من السوق السوداء. وعلي بعد أمتار شاهدنا سيدة تطلق صرخاتها وهي تحمل بين يديها رغيفين من الخبز لا يصلحا للاستخدام الادمي فينظر الينا الحاج يونس ويقول رغيف الخبز من الاشياء النادرة هنا فلا يوجد بالمنطقة مخبز رغم ان قيامنا بتجهيز مكان مناسب بكامل أدواته ومعداته بالجهود الذاتية وللآسف رفضت مديرية التموين منحنا الترخيص, مما يضطرنا الي شراء الخبز من مدينة اهناسيا ويصل سعر الرغيف المدعم آلي25 قرشا او نشتري الدقيق من السوق السوداء من بني سويف ب100 جنيه للجوال الذي يصل سعرة الي16 جنيها لكي نصنع منه خبزا بدانيا علي النار مباشرة ولانعرف عن التموين اي معلومات لا بطاقة تموينية ولا سلع مدعمة حتي اسطوانات البوتاجاز لا يعرفها الا القليل الذين اشتروا بوتاجاز سطح يدفعون50 جنيها سعر الاسطوانة من السوق السوداء التي تأتي مهربة من محافظة بني سويف وبعض قري يوسف الصديق. وقرية سيدنا موسي لا تعرف من التعليم سوي مدرسة صديقة للفتيات المتسربات وبالطبع كل القرية متسربات اما قرية سيدنا الخضر بها مدرسة للتعليم الاساسي تركها الاطفال بعد ان حولهم مدرسوها الي عمال نظافة للفصول وسعاة لاعداد الشاي والقهوة للمدرسين مستغلين عدم وجود رقابة من مسئولي التربية و التعليم فالمسافة بين ما يسمي بالادارة التعليمية بمركز يوسف الصديق وقري الأنبياء حوالي50 كيلو مترات لا توجد لها وسيلة مواصلات.