التقطت عدسة الأهرام في الأيام الأولي شهر رمضان لأشهر كنفاني بقرية دهشور الشهير بعبده الكنفاني وهو يتفنن في صب دوائر عجين الكنافة علي سطح الفرن البلدي. وبلفات محسوبة يمسك العجين السائل في يده, ينسج خيوطا رفيعة دائرية علي صاج الفرن, حتي تصبح سلاسل من الفضة البيضاء اللينة, ويتحول العجين إلي سلاسل مسبوكة من الذهب في بريقها ولمعانها. الكنافة لديه ليست مرتبطة بشهر رمضان فقط ولكن مهنة يتكسب منها رزقه طوال العام, وفي رمضان يزداد الطلب بالطبع, لذا يقيم سرادقا لإعداد الكنافة قبل قدوم الشهر الكريم بأسبوع علي الأقل ويظل يعمل طوال24 ساعة كاملة ويقوم بتجهيز العجين كل ساعة. يعتبر نفسه محظوظا لأنه استقي المهنة وتعلم أصولها من أسرته فكانت له خلطته السرية وبصمته المميزة. وعن أدواته خلال شهر رمضان, قال: نعد العدة لهذا الغرض, حيث نبني فرنا خاصا لتسوية الكنافة ويستخدم مع الفرن إناء ذا ثقوب تكون صفا واحدا, ويستخدم حلة للعجين ومصفاة لتصفيته ومغرفة أو كبشة كبيرة لغرف العجين السائل من الحلة إلي الإناء المثقوب. ويؤكد في حزن شديد أن الكنافة الآلي أو الماكينات التي تنتج كميات أكبر أثرت بشكل كبير علي صنعته وبدخولها في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي أدت إلي تواري الكنفانية المهرة الذين يحفظون أسرار المهنة. ويوضح أن الكنافة نوعين بورما أو صحرة, أما عن الفرق بين الكنافة اليدوي والآلي قيقول: الكنافة اليدوية تكلفتها أعلي من الآلية من حيث كمية الدقيق والمدة الزمنية لتحضير العجين فضلا عن أجر الصانع الذي يزيد علي ثلاثين جنيها كل يوم ولهذا يتجه أغلب باعة وصناع الكنافة إلي الماكينات ذات التكاليف الأقل والربح الأعلي. والتطور هو سنة الحياة, ومع ذلك فالزبائن حاليا لا يفرقون بين النوعين بينما الزبائن في الماضي كانوا يفضلون الكنافة اليدوية لمذاقها الطيب وجودة صناعتها. تصوير: أيمن برايز