بسؤال بعض أطفال الروضة عن بعض المعلومات البسيطة المتعلقة بتاريخ مصر الفرعونية لم يجب أحد منهم, ممايدل علي تدني معلوماتهم التاريخية عن تلك الحقبة القديمة العظيمة من تاريخ مصر لعدم وجود أنشطة في رياض الأطفال تهتم بهذا التاريخ والدليل علي عدم وعي الأطفال المعاصرين بتاريخهم أجدادهم الفراعنة قيام البعض منهم بتخريب الآثار وسرقة الكثير منها وتخريب وحرق المتحف المصري في ثورة25 يناير وهو ما تؤكده د.حنان محمد صفوت أستاذ مناهج الطفل المساعد بقسم العلوم التربوية بكلية رياض الأطفال جامعة المنيا. فكثير من هؤلاء الشباب لم يتعلموا في طفولتهم أهمية الحرص علي تاريخ وطنهم وضرورة الانتماء إليه, وهو ماكان يفعله أجدادهم الفراعنة منذ آلاف السنين الذين اهتموا بتاريخ من سبقوهم ووضعو برامج يعلمونها لأبنائهم, والشاهد علي ذلك علماء الآثار الذين عثروا علي كراسات تلاميذ مكتوب فيها بخطوطهم الفرعونية التي تدل علي صغر أعمارهم موضوعات تحكي عن رحلاتهم وتاريخ أمتهم, ويؤكد العلماء أن تعليم الأطفال تاريخ بلادهم يتحقق بشكل أيسر عن طريق أدب الأطفال. فالطفل عندما يري أو يسمع الأدب في صوره المختلفة( قصة أومسرح أو شعر أو أغنية) ويتفاعل معها ويتجاوب مع معنيها وأخيلتها وانفعالاتها فإنه يتقمص لاشعوريا الشخصية التي تعجبه أو المعاني التي تشملها ويسلك مسلكها ويصبح متوحدا معها, فتتعمق هويته الثقافية ويرتبط بتاريخ بلاده ويتعرف علي قضايا وطنه ويرتبط برموزها, وعن طريق الأدب تتحقق المواطنة والهوية للأطفال- والشباب علي حد سواء- ومن خلال الأدب يمكن مواجهة الآثار السلبية للعولمة ومن أهمها طمس هوية وتاريخ المواطنين, كما أن الأدب بجميع فروعه ينمي قدرة الأطفال علي صنع القرار وإصدار الأحكام, ولهذا اهتمت العديد من الدول بتدريس التاريخ عن طريق أدبائهم, ومن أهم هذه الدول أمريكا التي بدأت في تعليم أطفالها تاريخ أوطانهم في عمر3 سنوات كي يرتبطوا برموزهم الوطنية, وحتي يرتبطوا بها ويكونون صورا إيجابية عنها, وهومالا يحدث في مصر حتي الآن, فبرغم تأكيد المعايير القومية في مصر ووضع المفاهيم الاجتماعية بمافيها المفاهيم التاريخية لرياض الأطفال, إلا أنها تجاهلت الحديث عن تاريخ مصر الفرعوني رغم أهميته في ترسيخ مرحلتي التاريخ الأخري( وسطي وحديث) ولم تطبق كبرامج لتعليم الأطفال تاريخ وطنه القديم, فأدب الأطفال بوسائط تعبيره المختلفة من كتب ومجلات ومسرح وبرامج إذاعية وتلفزيونية, وفنونه من قصص وحكايات وأغاني وأناشيد, دور مهم في تنمية المفاهيم التاريخية عند الأطفال, كما أنه أقوي معلم لإكساب الأطفال الأخلاق والسلوك السوي بطريقة تحمل كثير من المتعة والتشويق والبعيدة كل البعد عن التلقين أو الملل, كما أنه يحقق الأهداف المنشودة من العملية التربوية المعرفية والوجدانية والمهارية. ولأننا لانستطيع قراءة الحاضر إلا بعد دراسة الماضي, ولأن التاريخ ذاكرة الأمة- كما تؤكد د. حنان- فعلينا دور كبير في تعليم أطفالنا تاريخ أمتهم عن طريق دراستهم لأدب الأطفال ليتعرفوا علي ذواتهم الأصيلة خاصة من خلال دراستهم للتاريخ الفرعوني, وعلي معلميهم أن يبثوا فيهم المفاهيم والقيم التاريخية حتي يشبوا مواطنون صالحون علي علم بتاريخ وطنهم محافظين عليها من الأعداء, ويمكن تحقيق ذلك بعقد دورات تدريبية للمعلمات توضح لهن كيفية تنمية مفاهيم الأدب المختلفة والمرتبطة بتاريخ هؤلاء الأطفال, مع أهمية إعداد دليل آخر للوالدين يوضح كيفية تنمية هذه المفاهيم التاريخية علي أرض الواقع طريق الرحلات والزيارات.