يهل علينا شهر الخيرات وكل منا يسعي لينال بركاته وخيراته, وذلك لا يكون إلا بعمل الصالحات والبعد عن المنكرات. ونري الأعمال الفنية التي تقدم في رمضان ومنها ما يخجل ذوو النفوس السليمة من عرضه ومشاهدته في غير رمضان فما بالك في شهر العبادة والعمل الصالح. وبالطبع هناك من الأعمال الفنية الطيبة والتي يسر ذوو الطبائع المستقيمة تقديمها ومشاهدتها, وكل تلك الأعمال الفنية الصالح منها والفاسد وراءه عدد كبير من العاملين في الأداء التمثيلي والإنتاج والتصوير والإخراج والملابس والديكورات والعرض والتقديم وغيره وكل فرد أسهم بجهد في هذا العمل أو ذاك له أجر, أو عليه وزر في أثناء العمل,وكذلك بعد الانتهاء منه عند عرضه علي المشاهد. وفي رمضان يكون له الأجر المضاعف أو عليه الوزر المضاعف فإذا كان عملا صالحا كان له أجره وأجر كل من شاهده واستفاد منه أو عمل به أو قلده وإذا كان عملا فاسدا كان عليه وزره ووزر كل من شاهده وكل من عمل به أو قلده. فالدال علي الخير كفاعله في الإسلام, وقد قال رسول الله, صلي الله عليه وسلم: من دعا إلي هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلي ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئارواه مسلم. واسأل نفسك عن عملك هذا هل هو عمل طيب تقدمه لله ترجو به رفعة وقربي إلي الله وتظن أن الله سيتقبله منك؟! وتذكر قول رسول الله, صلي الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه ماذا عمل فيه وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه. لقد نبهنا الله في محكم آياته أن نقتدي برسوله: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا (21) الأحزاب ورسولنا كان يحث الناس قبل رمضان علي العمل الصالح ويتفرغ للعبادة والصدقة ومعاونة الناس علي البر والتقوي في رمضان, فهل كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ؟! د. إلهام محمد شاهين مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر