الوضع في سيناء لم يعد مضطربا فقط.. بل بات ينذر بمخاطر عديدة.. فالعناصر الجهادية به حولت المنطقة ج الي بؤرة إرهابية غابت الإرادة السياسية عن مواجهتها طيلة العام الماضي.. لكن القوات المسلحة اختارت الحسم السريع بهذه المنطقة القلقه.. منذ30 يونيو وعزل الرئيس مرسي وهذه البؤرة لاتهدأ حيث تمارس ارهابها اليومي بالاعتداء علي كمائن وأقسم الشرطة, بأسلحة ثقيلة.. بل امتد العدوان أيضا الي خط الغاز المار إلي الأردن. الخبراء الاستراتيجيون اعتبروا ان موافقة إسرائيل علي تعليق العمل بالملحق الأمني لاتفاقية السلام كان ضروريا لأن إسرائيل نفسها تعتبر أن الارهاب في سيناء سيلحقها حتما.. ولذلك فقد رحبت علي الفور بإرسال قوات عسكرية مصرية إضافية الي سيناء وساعة الحسم قد حانت. وأكد اللواء محمد مجاهد الزيات نائب مدير المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ان الإجراءات الأمنية الأخيرة في سيناء كانت نتيجة مباحثات سابقة بين مصر وإسرائيل لإتاحة الفرصة للجيش المصري لإعادة انتشار بعض قواته في منطقة ج,ب. وبصورة تتجاوز الملاحق الأمنية المحددة في معاهدة السلام وقال مجاهد ان المعابر الإسرائيلية أكدت أنه تم الدفع بما يقرب من30 دبابة تابعة للجيش المصري إلي منطقة سيناء, بالإضافة الي تكثيف الحضور العسكري بما يتجاوز الملاحق الأمنية للمعاهدة. وأضاف أن الموقف الإسرائيلي لم يأت مجاملة لمصر علي الاطلاق لأن إسرائيل تري تصاعدا مستمرا وخطيرا للنشاط المتطرف في شبه جزيرة سيناء بما يمثل تهديدا للأمن الإسرائيلي أيضا. من جانبه أكد اللواء محمد الغباري الخبير الاستراتيجي أن الوضع خطير للغاية في سيناء بسبب تراكمات سابقة وأعمال عنف وإرهاب يتصاعد يوما بعد يوم. وقال الغباري أن الأعمال الارهابية المتكررة في سيناء باتت تهدد أمن إسرائيل هي الأخري من هنا يصبح واجبا تعديل الملحق الأمني لمعاهدة السلام بين البلدين. وقال الغباري إن اجراءات التأمين الأخيرة في سيناء تأتي تطبيقا لمفاهيم حديثة للقوات المسلحة لتحديد حجم العناصر الإرهابية بدقة متناهية لتنفيذ المهمة بوضوح تمهيدا للضربة الرئيسية المقبلة لإنهاء الوضع المضطرب في سيناء.