في إطار الغموض الذي يكتنف الموقف الأمريكي إزاء تطورات المشهد المصري, أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون أن الرئيس باراك أوباما أمر بمراجعة المعونات الأمريكية إلي الحكومة المصرية. وأوضح البنتاجون في بيان رسمي أنه بالنظر الي أحداث الأسبوع الماضي أمر الرئيس الإدارات والوكالات الحكومية المختصة بمراجعة مساعداتنا الي الحكومة المصرية. إلا أن البيان لم يشر صراحة إلي إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسي الأسبوع الماضي, ولكنه أكد في الوقت نفسه أن الولاياتالمتحدة لا تزال ملتزمة بالعلاقات العسكرية مع مصر. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أنه ليس هناك أي تغيير حاليا في خطة تسليم طائرات إف 16 للجيش المصري. وأشارت مصادر مطلعة بالبنتاجون إلي أنه من المقرر تسليم4 طائرات من طراز إف 16 للقاهرة في أغسطس المقبل كما هو مخطط لها من قبل, علي أن تتسلم مصر8 طائرات إضافية من نفس الطراز في ديسمبر القادم. وبسؤاله حول طائرات الاف 16, أوضح جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض أن وجهة نظرنا هي أننا يجب الا نتعجل في تغيير برامج مساعداتنا. إلا أنه سرعان ما أصدر البنتاجون في وقت لاحق بيانا يؤكد أن أوباما أمر بإجراء مراجعة للمساعدات الأمريكية لمصر. وردا علي سؤال هل تؤدي المراجعة التي أمر بها اوباما إلي تأجيل تسليم طائرات إف 16, قال احد المسئولين الأمريكيين إن تسليم مصر مقاتلات إف 16 لا يزال مقررا كما كان مخططا له. وأشار مصدر عسكري أمريكي مسئول إلي أنه من المحتمل تسليم الطائرات في أغسطس المقبل, وهي جزء من حزمة مساعدات سنوية. وتقوم علي صناعة هذه الطائرات شركة لوكهيد مارتن كورب. وتعتبر مصر أول دولة عربية تشتري طائرات إف 16 الامر الذي يعتبر علي نطاق واسع رمزا للعلاقات السياسية والأمنية مع واشنطن. كما أن الإنتاج المشترك الأمريكي المصري للدبابة ام..1 إيه1 أبرامز جزء رئيسي من المساعدات الأمريكية. وتزامنت هذه التطورات مع تقديم أربعة مشرعين أمريكيين مشروعي قانون يقضي بمزيد من الشفافية والإفصاح عن برامج المساعدات الخارجية وسط مناقشات بشأن ما إذا كان يجب قطع معونات قيمتها1.5 مليار دولار تقدمها واشنطن لمصر سنويا. وفي هذه الأثناء, أكد المتحدث باسم البيت الأبيض أن بلاده علي اتصال مستمر مع المسئولين المصريين علي مختلف المستويات, كما تعمل واشنطن مع حلفائها في المنطقة علي تعزيز رسالتها بشأن مصر, والتأكيد علي الحاجة لإيقاف الاستقطاب السياسي والمضي قدما في طريق المصالحة. وأوضح أن وسائل المصالحة والعملية الديمقراطية تقتضي أن يعمل جميع الأطراف والجماعات والأحزاب معا. كما أشار إلي أن البيت الأبيض سيستغرق وقتا لتحديد ما إذا كان عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي انقلابا أم لا, ودعا الجيش الي ضبط النفس. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أنه يعلم أن أعضاء البرلمان البريطاني قلقون بسبب الأوضاع في مصر, مؤكدا مدي أهميتها وتأثيرها علي الأوضاع في الشرق الأوسط. وأضاف في بيان أمام البرلمان حول التطورات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن المملكة المتحدة لا تدعم أي تدخل عسكري في العملية السياسية الديمقراطية علي الرغم من اعترافنا بما رحبت به نسبة كبيرة من المصريين في الأيام الماضية. وفي أنقرة, تبرأ احمد داود اوغلو وزير الخارجية التركي في اتصال هاتفي مع نظيره المصري محمد كامل عمرو من التصريحات التي صدرت عن وزير شئون الاتحاد الاوروبي التركي اغمن باغش التي طالب فيها بتدخل مجلس الأمن الدولي لبحث الاوضاع في مصر, معتبرا انها لا تعكس الموقف الرسمي لحكومته لكنه في المقابل جدد تصميم حكومته علي اعتبار أن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري علي الشرعية. وفي طهران, دعا وزير الخارجية الإيراني علي صالحي جميع القوي والاطياف في مصر الي ضبط النفس والحيلولة دون وقوع احداث مؤسفة. وأكد أن الشعب المصري هو الذي يجب ان يحدد مصير بلاده, وان الجيش المصري جيش وطني.