فيما يعد أكبر حملة للشرطة علي ما يبدو منذ الاحتجاجات وأعمال الشغب في منتصف يونيو الماضي التي جري خلالها إغلاق ميدان تقسيم بحواجز, استخدمت الشرطة التركية الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق آلاف المتظاهرين في ميدان تقسيم بمدينة اسطنبول وذلك لمنعهم من الدخول إلي منتزه جيزي بارك, الذي كان مركزا للاحتجاجات ضد حكومة رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان خلال يونيو الماضي. وذكر شهود عيان أن آلاف المتظاهرين اصطدموا أمس الأول بعناصر من شرطة مكافحة الشغب التركية كانوا يقطعون الطريق إلي ساحة تقسيم, وذلك عندما حاول المتظاهرون الدخول إلي متنزه جيزي بارك الذي أغلق مؤخرا بعد سيطرة قوات الأمن علي المنطقة وهم يحملون أوراقا في يدهم تحوي نص حكم المحكمة الإدارية السادسة بإلغاء مشروع الحكومة لتطوير المتنزه والإبقاء عليه كما هو دون تغيير. وأجبر المتظاهرون علي التفرق في الشوارع المجاورة قبل أن يتجهوا إلي جادة الاستقلال المخصصة للمشاة وكل الشوارع الفرعية الأخري, وبعدها اشتبكت شرطة مكافحة الشغب أيضا مع محتجين في الشوراع الجانبية. وفي الوقت ذاته, انتشرت عناصر الأمن المزودون بدروع واقنعة واقية من الغاز بعد ذلك حول الساحة ومنعوا لعدة ساعات عودة المحتجين الذي ظلوا بعيدين بسبب إطلاق قنابل مسيلة للدموع من وقت لآخر أمس الأول, ولكن في حوالي منتصف ليل أمس تراجعت الشرطة وفتحت الساحة والشوارع المحيطة بها. وفي غضون ذلك, ذكرت وسائل الإعلام التركية أن الشرطة اعتقلت عشرات الأشخاص, الذين ذكر حسين عوني موتلو, محافظ اسطنبول أن بينهم رجلين متهمين بمهاجمة متظاهرين بالسلاح الأبيض. وأوضح عوني أن السلطات التركية لم تسمح بمظاهرة التي جرت أمس الأول, مشيرا إلي أن دستورنا يسمح بتنظيم مظاهرات دون إخطار لكن القانون يقضي بالتقدم للسلطات للحصول علي تصريح. وأضاف لا يمكن أن أخالف القانون. لذلك لن نسمح بهذه التجمعات. وقال شهود إن الشرطة احتجزت عددا من المحتجين لكن كثيرين ما زالوا في الشوارع الجانبية في حي تقسيم وبينهم شبان ونساء وبعضهم يضع كمامات واقية من الغاز. وأضافوا أن مجموعة من الأشخاص مجهولي الهوية حاملين في أيديهم أسلحة بيضاء وعصي هاجمت متظاهرين في محيط شوارع منطقة بي أوغلو القريبة من ميدان تقسيم باسطنبول شمال غرب البلاد, كما شوهد أحد أعضاء المجموعة المعتدية في أحد مقاطع الفيديو التي صورها ناشطون يحمل في يده سكينا كبيرا يهاجم به المحتجين ويركل إحدي السيدات بعنف. من جانبها, دعت جمعية تضامن تقسيم أمس إلي التظاهر من أجل منع مشروع يتعلق بحديقة جيزي التي أثار الإعلان عن إزالتها الحركة الاحتجاجية في31 مايو الماضي. وفي غضون ذلك,تجمع بعض المحتجين في ميدان كيزيلاي بوسط العاصمة التركية أنقرة للاحتفال بقرار الدائرة السادسة التي أصدرت حكمها في قضية جيزي بارك منذ أيام بعد أن رفضت المحكمة الطعن الذي تقدمت به وزارة الثقافة التركية, القائمة علي المشروع.