حافظ ميدان التحرير أمس علي زخمه, وامتلأ بعشرات الآلاف من المتظاهرين المشاركين في مليونية الإصرار التي دعت إليها عدد من القوي المعارضة للمطالبة بتنحي الرئيس محمد مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. واحتشد جميع المتظاهرين أمام المنصة الرئيسية في ميدان التحرير, مرددين هتافات من بينها يسقط حكم المرشد, وإرحل, وثورة ثورة حتي النصر. ولوحظ انتظام المحال التجارية المتاخمة لميدان التحرير, في ممارسة أنشطتها بشكل طبيعي, دون تعرضها لأي مضايقات أو أعمال شغب, وتزامن ذلك مع غياب اللجان الشعبية التي تقوم بالتحقق من هوية مرتادي الميدان في مختلف الشوارع المؤدية إلي الميدان, باستثناء لجنة شعبية موجودة علي مشارف الميدان من ناحية شارع طلعت حرب, والذي تم إغلاقه بالأسلاك الشائكة, لحماية المعتصمين بالميدان منذ قرابة أسبوع. وواصل مجمع التحرير, أمس, فتح أبوابه أمام الجمهور بعد أن تم إغلاقه أمس من جانب المعتصمين في ميدان التحرير. وانتظم العمل بالمجمع منذ الصباح وإن كان عدد مرتاديه قليل مقارنة بأيام العمل العادية, وسط تواجد مكثف لأفراد أمن المجمع أمام الباب الرئيسي, بينما يواصل عدد من المعتصمين التمركز في محيط المجمع الذي كتبت عليه لافتة مفتوح بأمر الثوار. كما انتظم العمل في محطة مترو السادات, ودخول وخروج مرتادي المحطة بشكل طبيعي, دون وجود أي إجراءات استثنائية. وجابت مسيرة تضم المئات من المتظاهرين الشوارع المؤدية إلي ميدان التحرير, للمطالبة برحيل مرسي. وحمل المتظاهرون- الذين تتراوح أعمار غالبيتهم بين14 و24 عاما أعلام مصر وبطاقات حمراء ولافتات مكتوب عليها: لن نستسلم, الشعب يريد إسقاط النظام, بينما ردد المشاركون في المسيرة هتافات تطالب مرسي بالرحيل عن السلطة. وحاول المتظاهرون حث المواطنين في البنايات السكنية المطلة علي الشوارع التي جابتها المسيرة علي النزول إلي الشارع, ومشاركتهم في المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. وشوهدت سيارات وهي تجوب الشوارع المتاخمة لميدان التحرير, وهي تطلق آلات التنبيه ومعلق عليها أعلام مصر وبطاقات حمراء لمطالبة الرئيس مرسي بالتنحي. كما لوحظ تجول بعض المتظاهرين علي دراجات بخارية وهم يطلقون الألعاب النارية في جميع أرجاء الميدان, في إشارة إلي قرب إسقاط النظام. وصباح أمس انتهز عمال النظافة الفرصة لإزالة الشوائب العالقة بالميدان, والناتجة عن مظاهرات أمس الأول, وفي الوقت نفسه وقعت بعض الاشتباكات بين بعض الباعة الجائلين, في مشهد أصبح يتكرر يوميا.