حملات الشحن لا تتوقف في ظل اعنف أزمة سياسية تشهدها مصر, الحملات تمارسها كل الاطراف بهدف واحد هو اعادة برمجة العقول بما يحقق اهدافها السياسية.. الخبراء يؤكدون ان التلاعب بالعقول هو المتهم الاول في كل اعمال العنف والقتل والتدمير التي شهدتها البلاد. يحلل الدكتور علاء الشامي الاخصائي النفسي وأستاذ التنمية البشرية اختلاف كل مواطن عن الآخر من حيث التفكير في الحدث الذي يواجهه وهذا الاختلاف يرجع لعدة أسباب والسبب الرئيسي البرمجة الراسخة وهي مكتسبة من7 مصادر مختلفة هي أولا: الوالدان وهي أول برمجة تم اكتسابها من الاب والام من قيم ومبادئ ومعتقدات دينية واجتماعية وأخلافية وحتي نظرة الغضب والراحة وردود أفعالهما والمثل العليا والسلوكيات. ثانيا: المحيط العائلي الذي يشكل جزءا أخر في العقل سواء الأخوة والأخوات والجد والجدة والعم والعمة والخال والخالة يشكلوا فكره وهنا يربط العقل المعلومات الاولي بالمعلومات التي يتلقاها من المحيط العائلي مما تبرمج به من قبل وبذلك أصبحت البرمجة أقوي من ذي قبل. ثالثا: المحيط الاجتماعي سواء كان الجيران أو رفقاء المدرسة وهنا يستمر العقل يربط المعلومات التي يتلقاها من أي مصدر خارجي علي اساس البرمجة المختزلة في العقل اللاواعي وبذلك تزداد البرمجة قوة. رابعا: المدرسة ويشمل أسلوب المدرسين والمسئولين بها من كلمات وتعبيرات وأخلاق وسلوكيات وفعل وبسبب تأثير المدرسة في برمجة العقل التعليمية كان من السهل أن يأخذ بعض هذه السلوكيات سواء كانت سلبية أو ايجابية ونضيفها علي البرمجة السابقة وأصبحت راسخة بقوة في العقل الباطن. خامسا: الأصدقاء هذا المصدر من أخطر مصادر البرمجة داخل العقل ويعتبر أول إنجاز شخصي في حياته لإن الاختيار كان من انفسنا بدون أي تأثير من الوالدين وايضا بالشعور بالاستقلال والتقبل الاجتماعي فمن الممكن التعلم سلوكيات سلبية من الاصدقاء مثل التدخين أو الهروب من المدرسة أو تخريب ممتلكات الدولة أو عادات سيئة من شتي الأنواع التي نشاهدها في الفترة الراهنة ثم أثر ذلك علي البرمجة الاساسية. سادسا: وسائل الإعلام, حيث معظم الشباب والاطفال يشاهدون التلفاز لفترات طويلة قد تصل الي05 ساعة في الاسبوع الواحد لذلك فهو يتأثر بأحداثه سواء كان سلبيا أو ايجابيا فلو شاهد أحداث عنف وتخريب وقتل واشعال النيران في مؤسسات الدولة من الممكن أن يتأثر به وفي ذلك مثال قال الدكتور واين داير أن الطفل العادي قبل أن يصل الي الثانية عشرة من عمره قد شاهد مايعادل21 ألف جريمة قتل في البرامج التليفزيونية والأفلام مما أدي إلي أن كل طفل من21 طفلا تحت سن21 سنة يمتلك مسدسا ونري الآن موجة الفضائيات والتركيز علي الاخبار السلبية من كل جانب سواء كان هذا الاعلام يتبع الجانب المعارض أو الجانب المؤيد حيث يقوم الاعلام بشحن كل طرف ضد الآخر.. كل هذا يختزن في عقول الانسان ويؤثر في أخلاق شبابنا بعمق. والسابع والأخير لبرمجتنا هي: أنفسنا بعد كل هذه البرمجة السابقة التي تبرمجنا بها من العالم الخارجي وبعد أن أصبحت لدينا قيم ومعتقدات ومبادئ راسخة أصبحت لدينا القدرة علي اضافة سلوكيات جديدة من الممكن أن تكون سلبية أو إيجابية. ونخرج من ذلك كله بأن ما نشاهده الآن من سلوكيات يرجع إلي الأسباب السبعة السابق ذكرها فالانسان يولد صفحة بيضاء وتشكله المصادر التي ذكرناها فلو كانت هذه المصادر زرعت في الإنسان أفكارا ايجابية والتي منها حب الوطن والانتماء والدفاع عنه والعمل من أجل نهضته ورفعته لرأينا سلوكيات ايجابية تجاه الوطن الغالي والعكس فإذا تربينا علي الكراهية والأنانية وحب الزعامة وتفضيل المصلحة الشخصية علي المصلحة العامه هذا مانشاهده الآن في الواقع الراهن. وتفسر الدكتورة أسماء صوان الأستاذة بقسم الدراسات النفسية بجامعة عين شمس الشحن والتأثير علي العقول لا يتم بين الأسوياءإلا بالاقناع بالأدلة أما العقول التي يتم شحنها والسيطرة عليها هي شخصيات مرضية ضعيفة اعتمادية ترجع للتربية وعدم تحمل المسئولية وسهل تطويعها والتأثير علي تفكيرها منذ طفولتها مثل الجماعات الارهابية التي تستقطب الشباب لعمل الارهاب وهؤلاء الشباب الضعاف وفقا لنظرية فرويد يرجعهم لتأثير الهو منبع الغرائز والذي لايخضع لقواعد ومعايير المجتمع أما إذا قمنا بتفسير شخصيتهم خاصة البلطجي من علم النفس الجنائي كما يقول الدكتور أحمد فائق أستاذ علم النفس العام: مريض نفسي انحرف عن معايير وقواعد المجتمع وخضع لمعايير الهوي فالبلطجي اتجه لطريق الانحراف النفسي وفضله وسلك سلوك الإجرام والتخريب والبلطجة والتدمير والاعتداء علي الآخرين بينما فضل المريض النفسي طريق المرض النفسي عن الانحراف النفسي وهذا هو الفرق ما بين المجرم والمريض النفس الفصامي. كما أن البلطجة ليست وليدة الساعة أو الموقف وانما هي ترجع الي الطفولة فهي وليدة التنشئة والعوامل النفسية والاقتصادية وبالتالي يكون سهلا التأثير علي فكرهم وشحن عقولهم بالافكار السلبية المدمرة للمجتمع بينما هناك أشخاص آخرون يتم شحن عقولهم بالأموال وغالبا هم أولاد الشوارع سواء صبية أو شبابا أو رجالا اعتادوا الاحتياج الي المال مقابل ارتكاب أي سلوك ولو إجرامي وهؤلاء الموجودون بالعشوائيات وأسفل الكباري وغالبا مايكونوا من متعاطي المخدرات التي لها تأثير كبير علي عقولهم وفكرهم ومن هنا نجد أن أي الطرفين يقوم باستقطاب هؤلاء الشباب والصبية لتنفيذ أهدافهم وأغراضهم بصرف النظر عن الصالح العام وحماية الوطن. أما بالنسبة للشباب الأسوياء المثقفين والمتعلمين بالجامعات فهم ينقسمون لقسمين منهم من يحتكم لما يراه من سوء أحوال البلاد وتدهورها لانتشار البطالة والعنوسة وارتفاع الأسعار والأزمات المتلاحقة الاقتصادية وبالتالي تدهور الصالح العام يجعلهم مشحونين ويشحنون من يرونه بهذه الأدلة الناطقة أمامهم والقسم الاخر شباب ملتحون وغير ملتحين وقد يكونون خارج جماعة الإخوان وانما ملتزمون بالشرعية حيث إنهم يرون أن الرئيس جاء بطريقة شرعية ولابد من اعطائه الفرصة الكاملة لإثبات نجاحه أو فشله وكل منهما له اسبابه ومقتنع بها تماما ويؤيدها ويستقطب من يراهم لاقناعهم بها وفي النهاية المستفيد ليست مصر وانما هم البلطجية الذين ليس لديهم أي حب أو انتماء للوطن وانما يحملون كل مشاعر الكراهية والحقد للمجتمع بجميع أفراده وللوطن.