إستكمالا لمقالتي في الثلاثاء الماضي بعنوان" عقلاء المحروسة "، ومناشدتي للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ومتحمل المسئولية امام الله وحده سواء ظالما أو مظلوما بعد إراقة الدماء بميادين المحروسة، بعمل أستفتاء شعبي علي إستكمال مدته الرئاسية من أجل الإحتكام للصندوق الذي جاء به رئيسا شرعيا للبلاد ، والآن بعد نزول ملايين المصريين في 30 يونيو إعتراضا وتأييدا ومما يشبه استكمالا لثورتنا العظيمة والفريدة في التاريخ . أن هناك لازال أملا لنزع فتيل أنفجار القنبلة الموقوتة منزوعة تحكم الأمان من كل حشود الميادين معارضين ومؤيدين الذين يمسكون بعيدان النار دون مراعاة للمصلحة العليا للبلاد ، والكل متشبسا بموقفه بل وصل إلي معتقدته دون مواجهة للنفوس غائبة الصدق والضمير وصحيح الدين نتيجة خطب رنانة علي منصات تهييج القلوب وشاشات تغيب العقول، والنتيجة التي لا قدر الله تكون أبوابق حرب أهلية منتظرة علي سلطة زائلة ، وكرسي مذموم ، وتاريخ ملوثا بالدماء، وتعنت مرفوض بين طرفي نقيض ضد تلامس خيوط أمل للخروج من النفق المظلم ، وإنقسام البلاد بطولها وعرضها ومترقب خائف مفزوع . اقولها مخلصا للدكتور مرسي أنت وحدك الآن من بيده أمل الخروج وتجنب البلاد آتون نيران حرق الوطن المفدي، والذي أعلم يقينا كم تعشقه مثل كل المصريين، ولوقف القتال ودعوات الجهاد ومحاربة الآشقاء الأعداء ، تتصور ذلك أبناء الوطن الواحد أصبحوا أعداءا فيما بينهما ، ويكفر كلا منهما الآخر ويلعنه ، وبل يحرص علي قتله وفنائه من الوجود ، آرجوك تصرف بمسئولية ضميرية تراعي الله وحده دون غيره ، فالشعب المصري الذي جاء بك من غياهب سجون الظلم والأعتقال والقهر من نظام مستبد ظالم إلي كرسي حكم مصر أم الدنيا وتاج عروش الكرة الارضية وأقدم حضارة وأطيب شعب وخير أجناد الارض، والمذكورة في كتاب الله خمسة مرات والمتشرفه بتجلي الله علي آرضها وسمائها، ومخاطبة نبيه موسي، ووصية رسولنا الحبيب ومحبوب الله بأهلها خيرا ، والذي جاء بك بصندوق الانتخاب والشرعية، وحملك مسئوليته طوال عام كامل، ينتظر منك أن تتصرف إنقاذا من الخوف علي أمن الآوطان القومي ، وحقنا لدماء المصريين من الاقتتال فيما بينهما ، وسيلان دمائهم الذكية في شوارع المحروسة، بل وأناشدك بمخاطبة شعبك سريعا وإعلان أستعدادك بعد نزول هذه الملايين من المعارضين والمؤيدين، ونذر الحرب والإقتتال تلوح بالأفق ،بإجراء أستفتاءا شعبيا علي إستكمال مدتك علي كرسي الحكم حرصا علي صندوق الانتخاب والشرعية ، وحتي لا نتحول إلي نفق لعبة كراسي الحكم المضطربة، بعد ملئ الميادين المحتشدة بالملايين في جميع محافظات المحروسة ما بين مؤيد ومعارض لسياساتك وهم ليسوا قلة مثل الملايين الذين أنتخبوك . يا سيدي الرئيس هذا الأستفتاء الشعبي علي إستكمال رئاستك ليس تقليلا لك أو تجاوزا علي شرعيتك أو تعدي علي آصوات الناخبين وإرادتهم الحرة ، وإنما تصحيحا لها أو تاكيدا عليها ، ولكنه الحل الأفضل من الاجبار علي إجراء أنتخابات رئاسية مبكرة ، والوحيد تجاوبا لصوت العقل والحكمة لتجنب الدمار الذي يمكن أن يحل بالبلاد وحقنا للدماء،وإنصرافا للملايين المحتشدة بالميادين للاحتشاد أمام صناديق الانتخابات وآلية الديمقراطية والتحضر بعد ثورة سلمية ، وبديلا منقذا من صناديق حمل أكفان المصريين ، وما يؤكد شرعيتك في حالة النجاح و ذكرك بحسن سيرة التاريخ الباقية في حالة الخسارة عظيمة الشكل والمضمون ، وأيضا تجنب البلاد ويلات حربا آهلية لم تحدث مطلقا في تاريخ المحروسة ولن تحدث بعناية الله وحده . وإذا نجحت يا دكتور مرسي بعد أعترافك في خطابك الأخير بوجود أخطاء فعليك العمل سريعا علي آسترضاء شعبك معارضين قبل مؤيدين، وأن تكون رئيسا لكل المصريين بجد ، والأستغناء عن عضوية الجماعة طوال فترة حكمك البلاد ، وعمل الاصلاحات الواجبة بتشكيل حكومة آئتلافية تعتمد علي الكفاءات فقط وليس لها إي إنتماءات حزبية، وأن تكون حكما عادلا بين السلطات دون التعدي أو تغلل سلطة علي أخري ، وتعيين نائب عام جديد من خلال مجلس القضاء الأعلى ، وتشكيل لجنة توافقية لتعديل المواد الخلافية فى الدستور ويستفتي علي نتائجها شعبيا ، ومجلس استشارى حقيقى للرئاسة من أصحاب الخبرات وليس الولاءات ولتكن هذه المطالب بداية لمشاركة حقيقية من الجميع فى حكم البلاد ولنتحمل جميعاً مسئوليتنا أمام الوطن. وإذا لم يأت الأستفتاء الشعبى بالموافقة على وجودك فى الحكم فلتتنحي عن السلطة وإستكمال فترة رئاستك ، وتكون جنبت البلاد آتون حرب لا تذر وإقتتال يهدد الأمن القومي ، وسيكتب لك التاريخ أنك رجلا وطنيا ، وتبدأ مرحلة إنتقاليةلأنتخابات رئاسية أخرى برعاية الجيش المصرى الذى طالما كان الدرع الواقي لهذه البلاد رغم تعرضه من انتقادات أثناء الفترة الماضية .. فهل ينتهي حمام الدم المنتظر ، وكابوس الإنقسام البغيض ، والكره والتعصب الأعمي، وتغيب العقل والشعور بالخوف، وفقدان الامل والحلم،وآحزان فراق الأحباء، وتوقف عجلة أنتاج الوطن، وتخوين فرقاء الأمس القريب ، وصناع آمال خالص الأمة من صانعي الفساد وتغيب الامة المصرية العظيمة ، وأسمع قربيا ما ينهي هذه المهزلة الوطنية ، واحتقان الجسد الواحد ، وشعرة الصح من الخطا، فقد تعب شعبنا من الجوع لغياب العدالة الاجتماعية ، والخوف من قلة الأمن والأمان ، والتعب من متابعة النكبات والآحزان، وآرهقه الفقر من قلة العمل والإنتاج وندرة الآرزاق، وسيطرة الفزع من عبث الشائعات، وإعياءه العقل من تشبث من يري أنه الصواب وغيره الخطا ، وأنتظاره أحلامه بعودة البلاد لمكانتها ونهضتها الحقيقية وآستقرارها الماضي .. آرجوك سيدي الرئيس المنتخب شعبيا والمحسوب علي التيار الإسلامي العظيم أن لا تتآخر أو تتمهل فلا توجد للآوطان رفاهية الأنتظار المر ، أو تتسمع لاصوات المكابرة والعنت فتضيع الفرص السانحة والمنقذة للبلاد ، والحافظة للدماء المقدسة قبل قدسية الكعبة المشرفة ، وحماك الله يامصر وحفظ شعبك العظيم . [email protected] لمزيد من مقالات محمد مصطفى حافظ