في مشهد متباين وفي أجواء لا تخلو من الصراع القانوني بين دفاع مبارك ودفاع الشهداء والمصابين, دخلت محاكمة الرئيس المخلوع الي المربع المهم, ولا تختلف الصورة خارج المحكمة عن داخل القاعة المحتجون يحملون دمى تتدلى من حبل المشنقة تمثل مبارك ونجليه والعادلى امام الاكاديمية فهناك العشرات من أسر الشهداء يجددون مطلبهم بالاعدام الفوري للمخلوع قصاصا لدماء الشهداء وهم يرفعون لافتة رمزية لمبارك وحول عنقه حبل المشنقة. وفي الجهة المقابلة ظهرت مجموعة من المؤيدين للمخلوع بعضهم يرتدون سترات بيضاء مكتوب عليها نرفض إهانة زعيم الأمة. لكن اللافت للنظر أن الساحة الخارجية لمقر الاكاديمية شهدت حالة من الهدوء التام مع سيطرة الأمن بشكل مكثف, وانتشار رجال الأمن المركزي والقوات المسلحة الذين حرصوا علي الفصل بقوة بين أسر الشهداء ومؤيدي المتهمين, الأمر الذي حال دون حدوث أي مشاحنات أو احتكاكات بين الجانبين. وقد وصل السابق حسني مبارك إلي أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة حيث مقر محاكمته ونجليه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي ومساعديه الستة والذين يواجهون تهما تتعلق بقتل المتظاهرين والتربح وإهدار المال العام واستغلال النفوذ. وهبطت الطائرة التي تقل الرئيس السابق إلي الأكاديمية في تمام التاسعة صباحا وهبطت في مهبط الطائرات, ثم تم نقله من الطائرة إلي قاعة المحاكمة بواسطة سيارة اسعاف مؤمنة بسيارة مدرعات. في السياق ذاته, وصل جميع المتهمين الآخرين من محبسهم بسجن مزرعة طرة إلي قاعة المحكمة استعدادا لبدء جلسة المحاكمة. وفي ظل دوي الهتافات المحدودة خارج القاعة تجمع العشرات من أسر الشهداء أمام مقر الاكاديمية مرددين القصاص القصاص.. الإعدام للقاتل, يا مبارك يا خسيس دم المصري مش رخيص, يا مبارك يا وضيع دم الشهداء مش هيضيع, فيما حمل أحدهم ميزانا يرمز لميزان العدل وحبلا ملفوفا كالمشنقة للتعبير عن أن الحكم العادل في قضية قتل المتظاهرين هو الإعدام. كما طالب المتظاهرون بتطهير وزارة الداخلية وإحالة جميع اللواءات والعمداء إلي التقاعد والمحاكمة السريعة والناجزة للملازم أول محمود الشناوي الذي أطلق عليه لقب قناص العيون. في المقابل.. تجمع عدد من مؤيدي الرئيس السابق للتعبير عن دعمهم الكامل له في القضية, مؤكدين براءته من جميع التهم الموجهة إليه. في السياق ذاته, انتشر رجال الأمن المركزي بكثافة أمام مبني الأكاديمية للحيلولة دون وقوع أي اشتباكات أمام مقر المحاكمة. وقد ارتدي بعض مؤيدي مبارك سترات مكتوب عليها نرفض إهانة زعيم الأمة وأخري مكتوب عليها إهانة الرئيس مبارك إهانة لكل الشرفاء. إلا أنه في نهاية اليوم وقعت بعض الاحتكاكات المحدودة بين أسر الشهداء ومؤيدي مبارك أمام مقر أكاديمية الشرطة. وكان مؤيدو الرئيس السابق قد قاموا أثناء انصرافهم من أمام مقر الأكاديمية مستقلين حافلة برفع صور لمبارك وهو ما استفز مشاعر أسر الشهداء ودفعهم إلي الاحتكاك بهم, والتراشق اللفظي معهم, إلا أن رجال الأمن المركزي نجحوا سريعا في الفصل بين الجانبين واخراج حافلة مؤيدي الرئيس السابق من أمام ساحة الأكاديمية بسلام. وعاد أسر الشهداء مرة اخري إلي مكان تجمعهم علي يمين البوابة رقم(8) بمقر أكاديمية الشرطة, مرددين العديد من الهتافات التي تطالب بإعدام الرئيس السابق واخري منددة بالمجلس العسكري واتهموه بحماية الرئيس السابق ورموز نظامه حتي الآن, علي حد تعبيرهم. وبعد ظهر أمس ارتفعت أعداد المتظاهرين من أسر الشهداء المتجمعين خارج مقر المحاكمة, مؤكدين مطالبهم بالاعدام, وفيما بين هذا وذاك كان البعض يطالب بتسليم السلطة من المجلس العسكري الي إدارة مدنية بشكل فوري.