رغم ان العلاج علي نفقة الدولة هو الملاذ الوحيد للمرضي الفقراء ومحدودي الدخل إلا ان ذلك الباب أصبح مهددا بالاغلاق وأصبح المريض يعاني أشد المعاناة قبل ان يفوز بالقرار وربما يلاقي وجه ربه الكريم قبل ان يحدث ذلك, فالمستشفيات ترسل التقارير, والله اعلم متي تأتي وهكذا يضيع دم المريض مابين المستشفيات والمجالس الطبية, وكان أمل المرضي في الثورة ان يستشعروا بتحسن الخدمة إلا أنه للاسف الشديد ازداد الوضع سوءا وأنهيارا. وعلي الجانب الاخري أكد الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن تكاليف العلاج علي نفقة الدولة انخفضت خلال العام الماضي بنسبة 48.7% لتصل إلي نحو ملياري جنيه مقابل3,9 مليار جنيه خلال العام السابق. وعدد المرضي انخفض إلي1,2 مليون مريض مقابل2,2 مليون مريض بنسبة تراجع بلغت45.5%, كما انخفض عدد المرضي الذين يتم علاجهم علي نفقة الدولة بالخارج بنسبة37.9% ليبلغ149 مريضا بتكلفة 20.8 مليون جنيه بنسبة1% من إجمالي تكاليف بالخارج والداخل خلال عام2010مقابل240 مريضا بتكلفة 27.9مليون جنيه خلال.2009وقد أكد الإحصاء أن أعداد الأطباء خلال العام الماضي ارتفع بنسبة3,1% ليصل عددهم إلي105آلاف و102طبيب مقابل102ألف و18طبيبا خلال العام السابق عليه كما أن عدد المؤمن عليهم صحيا قد زاد بنسبة1,1% ليصل إلي54,5 مليون فرد خلال العام02010 2011 مقابل45 مليون فرد في العام السابق عليه2009 .2010فساد!! وقد انتقدت الدكتورة ابتسام الجعفراوي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في دراسة أعدتها نظام العلاج علي نفقة الدولة مؤكدة أنه يشوبه الكثير من أوجه الفساد في توزيع مخصصاته وأنه من يملك النفوذ هو الأكثر قدرة علي الاستفادة منه. وقد اتهمت الدراسة المؤسسات التشريعية والرقابية بالإسهام في تكريس عدم العدالة في توزيع هذه المخصصات. كما أكدت الدكتورة ابتسام الجعفراوي أن هناك حاجة لزيادة الإنفاق علي الصحة لمواجهة تزايد حالات الإصابة ببعض الأمراض لمواجهة تزايد حالات الإصابة ببعض الأمراض لمواجهة تزايد حالات الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة كفيروس الكبد الوبائي والأمراض السرطانية وهي أمراض تحتاج إلي نفقات عالية مع العلاج. وكشفت الدكتورة ابتسام عن أن27,2% من الأسر الفقيرة تلجأ إلي المستشفيات العامة والجامعية لتلقي العلاج فيما تلجأ25% من الأسر إلي العلاج في المستشفيات والمستوصفات الخيرية والأهلية ويلجأ2,9% من الأسر الفقيرة للعلاج الخاص. رحلات عذاب وكانت لتحقيقات الأهرام جولة في المجالس الطبية المتخصصة حيث يكتظ المكان بالمئات من أهالي المرضي القادمين من العاصمة والمحافظات المختلفة للحصول علي قرارات العلاج علي نفقة الدولة. ويقول محمد عطية من حلوان تعاني ابنتي جيهان من مرض شلل الأطفال وضمور وقصر بالطرف الأيسر السفلي واعوجاج بالقدم اليسري وقد تقدمت للمجالس الطبية المتخصصة للعرض علي القومسيون الطبي للحصول علي سيارة مجهزة وقد قامت المجالس الطبية برفض القومسيون مرتين حيث ذهبت ابنتي للمرور لاستخراج رخصة فقام قومسيون المرور بطلب سيارة مجهزة طبيا فماذا نفعل ولمن سنذهب حتي نحصل علي سيارة مجهزة طبيا لابنتي المعوقة. ويقول عاطف محمود أصيبت زوجتي بسرطان في الغدد الليمفاوية وقد داومت علي إصدار قرار بالعلاج علي نفقة الدولة لكن بعدما طلب الطبيب حقنة مابثيرا بتكلفة21 ألف جنيه أصدر المجلس قرار علاج بقيمة3 آلاف جنيه وأنا أحاول منذ أسبوع للحصول علي قرار بقيمة6 آلاف جنيه وذلك للجرعة الأخيرة بمعهد ناصر.. ولكن المجلس يرفض هذه القيمة بحجة أن هذا العلاج غير موجود في بروتوكول العلاج المحدد بالمجالس الطبية المتخصصة. ويقول محمد عبد الهادي من المنوفية: أصيبت والدتي بسرطان الثدي منذ9 أشهر ومن ذلك الحين وهي تعالج كيماويا بمستشفي شبين الكوم بقرار علاج علي نفقة الدولة. الخطوط العلاجية سألنا الدكتور محمد أسامة الهادي مدير المجالس الطبية المتخصصة عن الأمراض التي تشملها قرارات العلاج علي نفقة الدولة فأجاب أن كل الأمراض يتحملها العلاج علي نفقة الدولة من أمراض الكبد, الكلي, العناية المركزة, الأمراض الصدرية المزمنة, الفشل الكلوي, الضغط, السكر, الطواريء, الأمراض العصبية النفسية, الأورام السرطانية وأمراض الدم غير سرطانية والجراحات التكميلية للحروق فقط. وتصدر المجالس الطبية المتخصصة يوميا ما بين4 5 آلاف قرار للعلاج علي نفقة الدولة بقيمة200 مليون جنيه شهريا. كما تبلغ ميزانية المجالس الطبية المتخصصة2,5 مليار جنيه. ويؤكد الدكتور محمد الهادي أن اللجنة الطبية الفنية هي التي تحدد الخطوط العلاجية بمعني أنها تحدد الدواء بالمادة الفعالة بتكلفة محددة, فالطبيب مثلا يحدد لمريض السرطان دواء ذا خط علاجي أحدث أي أعلي من التكلفة لذا فاللجنة الطبية الفنية ترفض هذا الدواء طالما له بديل محدد كخط علاجي محدد ذا تكلفة أقل... فالمهم هنا هو المادة الفعالة أو الاسم العلمي في الدواء وليس الاسم التجاري... كل هذه معايير تحددها اللجنة الفنية الطبية فنحن نلتزم بالاسم الفعال أو الاسم العلمي وليس الاسم التجاري للدواء حتي نغطي أكبر عدد ممكن من المرضي علي مستوي الجمهورية. ويؤكد الدكتور أسامة أنه تم زيادة عدد الحالات التي تعالج بالإنترفيرون لتصل إلي ألفي حالة شهريا بعد أن كانت ألف حالة فقط لتخفيف الأعباء عن كاهل مرضي فيروس سي, والقضاء علي قوائم الانتظار الخاصة بعلاج الانترفيرون بالاضافة إلي الحالات الأخري التي يتم استكمال علاجها بهذا العقار. وحول تطوير العلاج المجاني يوضح الدكتور محمد أسامة أنه تم تشكيل لجنة لدراسة أفضل السبل في تطوير العلاج المجاني ومتابعته وعمل التحول التدريجي عن العلاج علي نفقة الدولة ودعم العلاج المجاني من خلاله حيث ستتم إضافة أمراض معينة للعلاج مجانا كما ستتم إضافة شرائح لأمراض أكثر للعلاج علي نفقة الدولة مثل خشونة المفاصل, أمراض العمود الفقري, أمراض العيون مثل الجلوكوما وبعض الأمراض النفسية والعصبية. وحول رفض المجالس الطبية المتخصصة القومسيون الطبي لبعض المعوقين أكد الدكتور محمد أسامة أن وجود شهادة تأهيل مهني مع المعوق لا تمثل للمجالس الطبية شيئا.. حيث يخضع الحصول علي سيارة مجهزة طبيا للعديد من المعايير التي تحددها اللجنة الطبية من درجة الإعاقة ونوعها ونوع التجهيزات الطبية الموجودة في السيارة حتي توفر قيادة آمنة علي الطريق.. فرأي اللجنة هو رأي طبي بحت. ويؤكد الدكتور محمد أسامة الهادي مدير المجالس الطبية المتخصصة أن قرارات العلاج علي نفقة الدولة لا تشمل المرضي في المستشفيات الخاصة لمراض الفشل الكلوي الذين يستكملون العلاج قبل عام2010 حيث يتم إصدار القرارات للمرضي في المستشفيات الحكومية والجامعية ومستشفيات القوات المسلحة. وتيسيرا علي مرضي الأقاليم فإنه تم إقامة مجلس طبي بكل مديرية ويكفي أن يتم إرسال تقرير للمريض بعد توقيعه من اللجنة الثلاثية ويرسل عن طريق شبكة الإنترنت بالمستشفي أو عن طريق مندوب في المستشفيات التي ليس بها شبكة انترنت مشيرا إلي أن خدمة الإنترنت تغطي125مستشفي علي مستوي الجمهورية... وإذا لم تتوافر الخدمة في المستشفي يتم إرسال التقرير للمجالس الطبية المتخصصة عن طريق شبكة الإنترنت في مديرية الصحة, ويتم اعتماد العلاج علي نفقة الدولة من تاريخ كتابة تقرير المستشفي وإرساله.