استمرارا للجهود المكثفة المبذولة لاحتواء تداعيات أزمة سد النهضة الإثيوبي, يجري محمد كامل عمرو وزير الخارجية مباحثات مهمة في أديس أبابا اليوم مع نظيره الإثيوبي, تستهدف إقناع إثيوبيا بتقديم مزيد من الدراسات والمعلومات حول السد, والتفاهم حول إمكان التوصل إلي اتفاق توقعه مصر والسودان وإثيوبيا وتلتزم به الأخيرة. وسيتوجه الوزير مساء اليوم إلي العاصمة السودانية الخرطوم للقاء الرئيس عمر البشير صباح غد, لبحث القضية نفسها وإطلاعه علي نتائج مشاوراته مع الجانب الإثيوبي. وأكدت مصادر دبلوماسية ل الأهرام أن هذه الزيارة استكشافية, وستتلوها زيارات أخري علي مستويات رفيعة بالدولة, لبحث تداعيات تقرير الخبراء بشأن إنشاء سد النهضة. ورجحت المصادر أن تسفر جهود وزير الخارجية عن نزع فتيل الأزمة, مما يفتح الباب أمام حوار تفاوضي ثلاثي بين حكومات مصر وإثيوبيا والسودان حول كيفية التعامل مع الآثار السلبية للسد, واستكمال الدراسات. وأوضحت المصادر أن وزير الخارجية لن يلتقي رئيس وزراء إثيوبيا هيليماريام ديسالين الموجود خارج بلاده حاليا. وكان وزير الخارجية قد توجه أمس علي متن طائرة خاصة إلي إثيوبيا, في زيارة رسمية لإجراء مشاورات دبلوماسية حول أزمة سد النهضة. وفي الوقت نفسه, أكدت وزارة الخارجية الإثيوبية مجددا أن بناء سد النهضة علي النيل الأزرق لن يتم تأجيله أو يتوقف تحت أي ظرف, وأن ما وصفته ب لغة التخويف سيعزز التزام الشعب الإثيوبي بهذا المشروع, مشيرة إلي أن أي مقترحات باللجوء إلي الحرب أو أنماط أخري من التخريب أمر غير مقبول, وليس له مكان في القرن الحادي والعشرين. وعبرت الوزارة عن تقديرها للتصريحات الإيجابية الصادرة من حكومة السودان حول منافع السد, وأعربت عن أملها في أن يتعلم الآخرون من الموقف القوي للسودان. ويتزامن ذلك مع تأكيد أنتوني كون سفير جنوب السودان بالقاهرة أن حكومة جوبا تقدمت بمبادرة للوساطة وتقريب وجهات النظر بين مصر والسودان من جانب, ودول حوض النيل الموقعة علي اتفاقية عنتيبي من جانب آخر حول النقاط الخلافية. وقد تسلم وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد بهاء الدين المبادرة, ووعد بعرضها علي الجهات المعنية بالملف, وأشار أنتوني كون إلي أن بلاده في انتظار الرأي الرسمي في عرض الوساطة. ومن جانب آخر, أكد كمال الدين حسن, سفير السودان في مصر, أن بلاده لن توقع علي اتفاقية عنتيبي, وأوضح أن السودان يريد أن يتأكد من عدم الإضرار به بسبب سد النهضة, وأنه علي الرغم من وجود إيجابيات للسد بالنسبة للسودان, فإن معامل الأمان وسلامة السد تعد من أبرز سلبياته.
