عندما تدق الساعة الثالثة عصر اليوم بتوقيت القاهرة ومابوتو العاصمة الموزمبيقية, ترنو أبصار كل الجماهير المصرية نحو إستاد ماتشافا بمدينة ماتولا, لمتابعة مباراة موزمبيق أو الثعابين السامة مع مصر في إطار التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال2014 بالبرازيل, بالمجموعة السابعة. المباراة تعد أهم 90 دقيقة للكرة المصرية, حيث إن الفوز وحده يعني أن الجولة الأخيرة مع غينيا ستكون تحصيل حاصل انتظارا للجولة الأخيرة والحاسمة من خلال المنتخب الذي يحدده الفيفا للعب مع مصر مباراتي ذهاب وعودة, من خلالهما يتحدد المتأهل للبرازيل. نعم أهم90 دقيقة إذا أراد لاعبو مصر ومن خلفهم الجهاز الفني بقيادة الأمريكي بوب برادلي, الوصول إلي أرض الأحلام في البرازيل, عن طريق الجولة الأخيرة في التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل2014, التي سيحددها الاتحاد الدولي بعد انتهاء التصفيات من خلال تباري المنتخبات عن المجموعات العشر فيما بينها من خلال مباراتي ذهاب وعودة من أجل تحديد المنتخبات الخمسة المتأهلة رسميا عن القارة السمراء. إذا أراد اللاعبون الفوز, فلن يثنيهم عنه أحد, حتي ملعب ماتشافا الذي كان بمثابة الصدمة للاعبين عندما رأوه لأول مرة أمس الأول, وأصابتهم الدهشة, وكان مثار تعليقات النجوم وسخريتهم, ولولا تدخل الجهاز الفني سريعا لاستمرت هذه الدهشة وقتا طويلا, خاصة أن هذا الملعب بعيد عن العمران, ومدخله غريب للغاية, وكأنه مدخل غابة من القرون الوسطي, علاوة علي أن كل شيء فيه في غاية العجب, بداية من مدرجاته الحجرية المتسخة, والتي يبدو أنه لا جمهور جلس عليها منذ بضع سنوات, كما أن غرف خلع الملابس موجودة فوق المدرجات وتدلف إليها من قبو بجوار الملعب. يأتي ذلك في ظل وجود ملعب من النجيل الطبيعي بالمدينة, لكن منتخب موزمبيق اختار هذا الملعب منذ البداية, لأنه كان يمتلك سقفا مرتفعا من الطموحات, وأن هذا الملعب كفيل بمساعدته مع المنتخبات الزائرة, وجاءت غينيا لتهدم الكرة الموزمبيقية بسداسية وأغرب منها في الجولة الرابعة الماضية, والتي كان من نتائجها رحيل المدير الفني الألماني إيجلر خجلا, حتي إنه لم يعد مع البعثة من كوناكري واستقل طائرته إلي ألمانيا رأسا, ليتولي المهمة مساعده الوطني. كل هذه الظروف أصبحت طبيعية أمام منتخب مصر, فكل اللاعبين تعودوا اللعب في أجواء أصعب, وملاعب أسوأ, لكن من يملك طموحا فعليه أن يضع فوق عينيه غمامة سوداء لا تري إلا النجاح فقط, والنجاح ليس له إلا طريق واحد اليوم, هو الفوز, ولا مجال لتأجيل الفرحة3 أشهر أخري, وتحديدا إلي6 سبتمبر موعد مباراة مصر مع غينيا, علاوة علي أن عدم تحقيق الفوز اليوم يعني وجود احتمالات أخري للمنافس المباشر وهو غينيا. التشكيل واضح من خلال المعطيات الأخيرة, فربما يلجأ برادلي إلي نفس الطريقة التي خاض بها مباراة زيمبابوي في الجولة الماضية مع استبعاد اللعب بليبرو, وذلك لسبب مهم, هو إجادة محمد أبوتريكة ومحمد صلاح التمرير السريع نحو منطقة الجزاء, لأن ملاعب النجيل الصناعي, برغم أنها مصدر تعب للاعبين, إلا أنها مزاج للاعبين المهاريين, وربما يعضد برادلي الفكرة ويلعب برأس حربة ليضع كل ثقله الهجومي منذ البداية, علاوة علي وجود عناصر أخري في وسط الملعب يمكنها القيام بهذا الدور الهجومي, مثل أحمد تمساح وأحمد حمودي وأحمد عيد عبدالملك وأحمد المحمدي, مع وجود أحمد شديد وأحمد فتحي في الناحيتين اليسري واليمني, وفي القلب أحمد حجازي ووائل جمعة, وفي حراسة المرمي شريف إكرامي. في المقابل فإن المنتخب الموزمبيقي لن يستسلم لنظيره المصري, وسيسعي جاهدا لتحقيق نتيجة إيجابية, خاصة أن مديرهم الفني الجديد يأمل في إثبات جدارته في هذا المكان, وكذلك اللاعبون الذين يطمحون إلي وضع الألماني إيجلر في موقف المدرب السيئ.