يواجه المزارعون والمربون للماشية بقري مصر أزمة حقيقية, بعد الارتفاع الجنوني في سعر العلف الحيواني وخاصة ان ذلك يتزامن مع خلو الأرض من المحاصيل والزراعات ويسميها الفلاحون الجوعة الصيفية حيث قفز سعر الكيلو من نخالة الردة إلي05.2 قرش, الأمر الذي أصاب أسواق الماشية بالركود, وجعل أسعارها تتدني بصورة غير مسبوقة, مما ينذر بإحجام الفلاحين عن تربية الماشية, ويستلزم البحث عن أعلاف غير تقليدية وأهمها الشعير المستنبت. الله يكون في عون مربي الماشية الأيام دي.. أسعار العلف خربت بيوتهم بهذه الكلمات بدأ مسعد المنسي خليل(73 سنة مزارع), موضحا أن شكارة الردة وزن04 كيلو والتي كانت تباع ب05 جنيها تضاعف ثمنها إلي001 جنيه, وهي لا تكاد تكفي لتغذية رأس الماشية لمدة أسبوع واحد, أي أن الفلاح يحتاج إلي004 جنيه شهريا لعلف الحيوان, ناهيك عن سعر التبن, وسعر قيراط الدراوة البلدي يبلغ07 جنيها ويحتاج الحيوان إلي التغذية بالمحاصيل الخضراء إلي جانب العلف. ويشير المنسي إلي ثبات سعر توريد كيلو اللبن من المزارعين إلي التجار بالقري عند05.4 جنيه, دون زيادة تتناسب مع الزيادة التي طرأت علي سعر العلف, مما يعني خسارة المربين, الأمر الذي دفع معظم الفلاحين إلي محاولة بيع ماشيتهم بالأسواق لتجنب الخسارة, لكن للأسف هناك ركود كبير في حركة البيع, وخسف بأثمان الماشية, موضحا أن الجاموسة حديثة الولادة ومعها عجلها الصغير عمر02 يوما كانت تباع ب02 ألف جنيه, أما حاليا فلا يكاد يصل سعرها إلي41 ألف جنيه. ويوضح موسي محمد تاجر أعلاف أن الفترة الحالية التي تعقب حصاد القمح, وخلو الأرض من المحاصيل والزراعات, حيث تخلو الحقول من الذرة أو البرسيم اللذين يشكلان نسبة كبيرة من تغذية الحيوانات تساعد علي تقليل نسبة العلف من نخالة الردة أو سرس الأرز التي تقدم للماشية ليلا, ويكشف عن أن تراجع الكميات المتبقية من أرز الموسم الماضي جعل أيضا معظم المضارب البلدية تتوقف عن العمل لحين ظهور محصول الموسم الجديد الذي تجري زراعته الآن, وهو الأمر الذي ضاعف الطلب علي النخالة وجعل أسعارها ترتفع, بينما ارتفع سعر الكيلو من سرس الأرز إلي021 قرشا. ويؤكد أن معاناة أصحاب المزارع أو عجول التسمين تكون أشد وطأة من مربي الجاموس والأبقار الحلابة, حيث يحتاج العجل إلي كمية محددة من العليقة والبروتين, بما يمكنه من زيادة وزنه والنمو, وفي حال تقليل كمية العلف لترشيد المصروفات ينخفض وزن العجول. أما المهندس ممدوح يوسف عيسي, مدير مطحن سايمون بدمنهور, التابع لشركة مطاحن وسط وغرب الدلتا فيوضح أن ارتفاع أثمان توريد القمح هذا العام إلي004 جنيه للإردب الواحد, أسهم أيضا في ارتفاع سعر النخالة. ويكشف عن أن المطاحن قديما كانت تأخذ عمولة521 جنيها مقابل طحن الطن من القمح, لكن مع تطبيق منظومة الخبز الجديدة التي أقرها وزير التموين, وتضمنت تحرير سعر القمح, أصبحت المطاحن تحصل طن القمح بسعر0822 جنيها وتتحمل تكلفة الطحن, وفوارغ التعبئة, وتكلفة نقل الدقيق إلي المخابز, ورسوم النقابات وغيرها, مقابل حصولها علي نخالة الردة المتبقية من أعمال الطحن, وتتم تسوية الحساب مع هيئة السلع التموينية. ويوضح أن الدقيق استخراج28% ينتج عنه21 كيلو ردة لكل001 كيلو من القمح, وتقوم المطاحن ببيع النخالة إلي أصحاب التراخيص, أو صغار المربين بموجب معاينات من الطب البيطري تثبت تربيتهم للماشية بسعر0091 جنيه للطن. من جانبه يري هشام وجيه( طبيب بيطري) أهمية التوسع في استخدام الأعلاف غير التقليدية, التي من أهمها وأحدثها الشعير المستنبت الذي تطبقه دول أوروبية منذ51 عاما, لتوفير علف أخضر للحيوانات خلال فترات تساقط الجليد بالشتاء, ويعد بمثابة علف أخضر للإنتاج الحيواني بديل عن زراعات البرسيم خلال فترات خلو الأرض من المحاصيل, كما أن تكلفة المشروع محدودة جدا, ويمكن للوحدات الصغيرة إنتاج052 كيلو من الشعير المستنبت تكفي لتغذية من7 إلي01 رءوس للماشية مما يجعله حلا ثوريا وفعالا.