كنت دائما أطالب بأن تكون للسودان الصدارة في علاقات مصر الخارجية, لأنني أعتقد ان الجريمة الكبري في حق الشعبين المصري والسوداني هي هذا الزمن الكئيب الذي فرق بينهما. مازلت اعتقد حتي الآن ان مصر والسودان وطن واحد وكنا نتغني معا بوادي النيل ولم نكن نعلم ما تخفيه الأيام لنا من قصص وحكايات وهو يعيش الآن أسوأ حالاته..إذا كنا لا نتصور مصر دون السودان او السودان دون مصر فكيف نتصورهما معا بدون النيل..ولهذا يجب ان يتم التنسيق علي كل المستويات بين البلدين لمواجهة ما يحدث الأن للنيل وهو تهديد مباشر لمصر والسودان.ان المسافة بين سد النهضة في الأراضي الإثيوبية وحدود السودان لا تزيد علي40 كيلو مترا وإذا انهار هذا السد فسوف يغرق مدينة الخرطوم وترتفع المياه فيها الي عشرة امتار وسوف يهدد السد العالي وربما وصلت المأساة الي دلتا مصر.ان الموقف الآن يتطلب وقفة حاسمة من البلدين. ان السودان يعاني ظروفا داخلية صعبة ومصر تعاني ظروفا وانقسامات داخلية اصعب ولكن لا شيء يعادل في الأهمية والخطورة مياه النيل..يجب ان تكون المفاوضات مع اثيوبيا بوفد مصري سوداني واحد وان تكون المطالب واحدة واول هذه المطالب ان يعود السد الإثيوبي الي التصورات الأولي في الارتفاع وهو45 مترا وفي التخزين وهو14 مليار متر مكعب من المياه وان تكشف اثيوبيا عن جميع التفاصيل الخاصة ببناء السد ومقاومة الزلازل والتربة وسنوات تخزين المياه.ان هذه المطالب حق مشروع لمصر والسودان وإذا رفضت اثيوبيا هذه الشروط فهناك مؤسسات دولية وقانون دولي يمكن الرجوع اليه..إذا تعاملت اثيوبيا مع دولتي المصب بروح التعاون فسوف تجد تأييدا كبيرا لمشروع السد بشرط ان تتنازل عن العنجهية الغريبة التي اصابت المسئولين فيها لأن السد لن يقام علي حقوق مصر والسودان والقضية ليست تهديدا او وعيدا او إعلان حرب ولكن العالم لم يعد غابة كبيرة فمازالت هناك اتفاقيات وقوانين واعراف دولية تحكم العلاقات بين الشعوب. ان نهر النيل يعبر في عشر دول وهو حق لها وليس من حق اثيوبيا وحدها. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة