خسائر السينما المصرية هذا العام مابعد الثورة لاتعد ولاتحصي.. والسبب بوضوح هو تغير نوعية وثقافة المشاهد وفشل مؤلفي المرحلة الماضية مرحلة الفساد السياسي في اكتشاف والتعامل مع جين الشجاعة والبطولة الذي أصاب الشعوب العربية بعد ثورات هذا العام. وسقطت افلام عصر الفساد والتي افرزت نوعية من الكتاب تفننوا في تغييب المشاهد بتقديم نموذج النصاب والمحتال واللص كمثل أعلي بالاضافة إلي النموذج الامريكي والذي عمل علي تسطيح الفكر ونشر الفوضي الثقافية وافقادنا الثقة في هويتنا وتاريخنا. عرض خلال عام2011وبالتحديد مابعد الثورة18فيلما سينمائيا.. لم تحقق تكلفتها مع ملاحظة ان الثورة قضت تماما علي فيلمين هما 365يوم سعادة لاحمد عز ودنيا سمير غانم اخراج سعيد الماروق وفاصل ونعود لكريم عبدالعزيز اخراج احمد نادر جلال.. وهما الفيلمان اللذان عرضا في نفس ايام الثورة حيث اغلقت السينما ابوابها تماما.. وبعد أن هدأت الاحداث بدأت محاولات فتح ابواب السينما من جديد فعرضت أفلام الفاجومي للمخرج عصام الشماع وصرخة نملة لسامح عبدالعزيز الذي احتوي علي مشاهد من الثورة في محاولة لجذب الجمهور... بعد ذلك بدأت حالة تفاؤل تسود الوسط الفني بعودة الجمهور لدور العرض خلال الإجازات فعرضت مجموعة من الأفلام منها المركب اخراج عثمان أبو لبن بطولة احمد حاتم وحاوي للمخرج ابراهيم البطوط و إذاعة حب لمنة شلبي واخراج أحمد سمير فرج وإي يو سي اخراج اكرم فريد بطولة محمد سلام عمرو عابد وملك قورة ومنة عرفة وسفاري اخراج مازن الجبلي بطولة حسام داغر ورامز أمير وسليمان عيد وبيبو وبشي اخراج مريم ابو عوف وبطولة آسر ياسين ومنة شلبي.. ولم تحقق هذه الافلام الارباح المتوقعة.. ثم كانت القوائم السوداء التي اثرت علي بعض الفنانين بسبب موقفهم الرافض للثورة والدعوات لمقاطعة أفلامهم مثل طلعت زكريا الذي فشل فيلمه الفيل في المنديل ولم يشاهده احد.. بينما حقق فيلم سامي أكسيد الكربون بطولة هاني رمزي وإخراج أكرم فريد نجاحا ملحوظا لكنه لم يستمر ايضا بسبب عودة المظاهرات لميدان التحرير وجاء عيد الفطر ليكون فرصة لانتعاش السينما المصرية فبينما حقق فيلم أنا بضيع يا وديع اخراج شريف عابدين نجاحا كانت مفاجأة فيلم شارع الهرم اخراج محمد شوري بطولة سعد الصغير بتحقيق إيرادات تجاوزت حاجز ال14مليون جنيه.. دنيا سمير غانم وتفاءل المنتجون بقدوم موسم عيد الاضحي وعرضت أفلام هيإكس لارج لأحمد حلمي ودنيا سمير غانم وإخراج شريف عرفة وحقق26مليون جنيه وسيما علي بابا لأحمد مكي وإخراج أحمد الجندي وحقق8 ملايين جنيه وأمن دولت بطولة حمادة هلال وشيرين عادل وإخراج أكرم فريد حققت إيرادات بلغت5 ملايين جنيه بينما فشلت أفلام كف القمر بطولة خالد صالح ووفاء عامر وإخراج خالد يوسف وتك تك بوم بطولة محمد سعد واخراج اشرف فايق بسبب تناولها موضوعات لا تناسب المرحلة الجديدة واخيرا عرض فيلم اسماء اخراج عمرو سلامة وبطولة هند صبري وماجد الكدواني.. بالاضافة لخسائر منتجي هذه الافلام وانسحاب العديد من رجال الاعمال هربا من الانفلات الامني وهكذا تأجلت معظم المشاريع الفنية بسبب تردي الأوضاع الأمنية وخوف المنتجين من الخسائر خلال2011, توقفات شبه كامل منذ نهاية يناير الماضي حيث اندلعت الثورة.