بعد أكثر من عام سيطر خلالها الجيش الحر علي بلدة القصير الإستراتيجية بريف حمص علي الحدود مع لبنان, أعلن الجيش السوري إستعادته للبلدة وجميع المناطق المحيطة بها, متعهدا في الوقت ذاته بسحق المعارضة المسلحة في أنحاء البلاد, يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الجيش الحر أنه انسحب بعد ارتكاب الجيش النظامي مدعوما بعناصر حزب الله مذبحة مروعة راح ضحيتها المئات من أبناء البلدة, وأكد في الوقت نفسه استمرار الثورة, بينما يعقد مسئولون من الولاياتالمتحدة وروسيا مع الاخضر الابراهيمي مبعوث الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية اجتماعا في جنيف تمهيدا للمؤتمر الدولي المقترح لايجاد تسوية للازمة السورية المستمرة منذ اكثر من عامين. وقال الجيش في بيان أمس صادر عن القيادة العامة للجيش إن استعادة السيطرة علي بلدة القصير من أيدي مقاتلي المعارضة توضح أن قوات الرئيس بشار الأسد ستسيطر من جديد في نهاية الأمر علي البلاد بأكملها. وكانت القوات السورية مدعومة بعناصر حزب الله قد أعلنت سيطرتها علي بلدة القصير في ضربة استراتيجية لمقاتلي المعارضة. وقال بيان لمقاتلي المعارضة السورية إنهم انسحبوا ليلا من البلدة بعد مذبحة ارتكبها الجيش ومقاتلو حزب الله أسفرت عن مقتل المئات. وظلت القصير في ايدي مقاتلي المعارضة منذ اكثر من عام وكشفت لقطات تلفزيونية من داخل البلدة عن دمار واسع النطاق وتحول المباني الي انقاض وشوارع خلت من السكان. وحاربت قوات الاسد بشراسة لاستعادة السيطرة علي القصير وتشديد قبضتها علي ممر يعبر محافظة حمص في وسط البلاد ويربط بين العاصمة دمشق والمناطق الساحلية علي البحر المتوسط التي يتركز فيها العلويون الذي ينتمي اليهم الاسد. وعرضت قناة الميادين التليفزيونية لقطات لجنود يضعون الاعلام السورية مع صور للاسد علي أكوام من الانقاض في الشوارع. كما عرض تليفزيون المنار التابع لحزب الله لقطة لرجل يتسلق برج الساعة الذي يتوسط الساحة الرئيسية في البلدة وقد علته آثار المعركة ليرفع علم سوريا بينما كانت الدبابات والقوات السورية تتحرك في الشوارع. وقال العميد يحيي سليمان لقناة الميادين ومقرها بيروت ان من يسيطر علي القصير يسيطر علي وسط البلاد ومن يسيطر علي وسط البلاد يسيطر علي سوريا كلها. كما نقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن مصدر مسئول قوله أن الجيش نفذ عمليات خاطفة ونوعية تمكن فيها من إعادة الأمن والأمان لمدينة القصير بعد أن قضي علي أعداد كبيرة من الإرهابيين واستسلام أعداد أخري ودمر أوكارهم بما فيها من أسلحة وذخيرة والعديد من الأنفاق والمتاريس التي كانوا يتحصنون بها. وقال فيه مصدر أمني له صلة بالقوات السورية ان الجيش سيطر علي معظم أنحاء القصير لكنه مازال يداهم المناطق الشمالية التي تمركزت فيها قوات المعارضة خلال الايام القليلة الماضية, بينما قال مقاتل من حزب الله ان المعارضة إنسحبت الي قرية الضبعة القريبة التي تسيطر قوات المعارضة علي اجزاء منها والبويضة الشرقية شمال القصير, في حين انسحب بعض المقاتلين في اتجاه بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان, وهي ذات غالبية سنية متعاطفة عموما مع المعارضة السورية. وقال قائد من المعارضة ان قرار الانسحاب اتخذ بعد يوم من القصف الصاروخي من جانب الجيش السوري وحزب الله سوي بالارض ما بقي من القصير. وأضاف ظل مخرج مفتوح من الشمال واتخذ المقاتلون قرار الانسحاب من هناك. وفي الضاحية الجنوبية معقل حزب الله بجنوب العاصمة بيروت احتفل السكان واطلقوا الالعاب النارية بعد تردد انباء السيطرة علي القصير. ومن جانبه, قال أحد افراد قوات الدفاع الوطني الموالية للاسد انه بعد سقوط القصير قد يتحول تركيز الجيش الي محافظة ادلب الشمالية التي ظلت بدرجة كبيرة في ايدي مقاتلي المعارضة طوال عام. في هذه الأثناء, ذكرت الشبكة السورية لحقوق الانسان أن القصير تعاني بشدة من نقص في المواد الغذائية والتموينية بسبب تطويق المدينة من قبل قوات النظام وعناصر حزب الله. وبسقوط القصير, لم يبق بين ايدي مقاتلي المعارضة في ريف حمص الجنوبي الا قرية البويضة الشرقية الصغيرة. ويري خبراء ان سقوط القصير قد يسهل سيطرة قوات النظام علي مدينة حمص حيث لا يزال مقاتلو المعارضة موجودين في احياء عديدة. كما يسيطر المعارضون ايضا علي مدينتي الرستن وتلبيسة اللتين تعتبران معقلين مهمين لهم في الريف الشمالي لحمص. وتربط حمص بين دمشق والساحل السوري غربا, وتعتبر السيطرة عليها بالكامل امرا مهما للنظام لتامين امتداد جغرافي طويل له يسهل عمليات التنقل والامدادات.