حرب خرائط.. توترات.. صراعات عرقية.. هكذا هو المشهد الحالي في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ أكثر من عام, حيث يشن متمردو حركة23 مارس المنشقة هجمات ضد القوات الحكومية الكنغولية. بعد هدوء استمر ستة اشهر, تأججت الاشتباكات من جديد بعد أن وصلت المحادثات بين الجانبين إلي طريق مسدود وسط مزاعم بدعم رواندي للمتمردين الكنغوليين للتمرد علي الحكومة الكنغولية والجيش بسبب العداء العرقي بين رواندا والكونغو. وتجددت المعارك بين الطرفين الأسبوع الماضي وشملت هجمات بقذائف الهاون والدبابات وراجمات الصواريخ أودت بحياة العشرات من الجنود والمتمردين. واستؤنفت المعارك بعد هدنة دامت أشهر بين الطرفين المتناحرين في منطقة موتاهو علي مسافة عشرة كم شمال غوما وتبادل الطرفان التهم بإثارة الأعمال العدائية. وتتهم رواندا المجاورة منذ أعوام بزعزعة الاستقرار في هذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية. وفي الأشهر الأخيرة, أكد خبراء في الأممالمتحدة أن كيغالي, رغم نفيها, تدعم بشكل مباشر متمردي حركة23 مارس التي تقاتل الجيش الكونغولي منذ مايو..2012 فثمة صراع عرقي قائم أصلا بين رواندا والكونغو بسبب النزاعات العرقية التي وقعت بعد أزمة المهاجرين من رواندا إلي الكونغو منذ المذابح العرقية التي حدثت في عام.1994 فلم يكن غريبا أو مفاجئا أن يشهد الكونغو فصلا جديدا من فصول الأزمات التي تتعرض لها بين الحين والآخر, وذلك علي خلفية المعارك التي اندلعت بمحاذاة الحدود الرواندية بين حركة التمرد المسلحة المعروفة ب المؤتمر الوطني للدفاع عن الشعب والقوات الحكومية والميليشيات الموالية لها. وتزامنت تلك الاشتباكات مع زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلي دول منطقة البحيرات العظمي ومنها الكونغو ورواندا. واندلعت المواجهات في الوقت الذي بدأ انتشار كتيبة جديدة من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة مؤلفة من ثلاثة آلاف جندي تنزاني ومالاوي وجنوب أفريقي ومهمتهم نزع أسلحة المجموعات المسلحة في الشرق وبينهم متمردي23 مارس. واعتبر بان كي مون أن لرواندا دورا أساسيا تؤديه لضمان السلام في شرق الكونغو. ودعا بان كي مون جميع الجماعات المسلحة في الكونغو لتسليم سلاحها ومن بينها مجموعة23 مارس من أجل تحقيق السلام والاستقرار. فالوضع الراهن ينذر بأن الكونغو علي شفا الانزلاق في حرب عرقية جديدة. فإن لم تنجح المفاوضات بين الأطراف المتنازعة فإن المنطقة سوف تسير دون رجعة باتجاه أزمة كبري. ولن يقتصر النزاع بعد ذلك علي المناطق الشرقية للكونغو الديمقراطية فقط بل سيمتد لجيرانها في الشرق, ليشمل رواندا وأوغندا وبوروندي.