تجددت الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والبوذيين في ميانمار مما أسفر عن إحراق مسجد وعدد من المنازل والمحال التجارية في لاشيو شمال شرق العاصمة يانجون, ودعت الحكومة إلي ضبط النفس كما فرضت حظرا للتجوال في المنطقة بعدما حاصر عدد من البوذيين مركز شرطة المدينة للمطالبة بتسليم معتقل مسلم أضرم النيران في امرأة بوذية. وقالت شرطة لاشيو إن ناي وين 48 عاما وهو مسلم من بلدة قريبة اعتقل بعد أن تردد أنه أشعل النار في امرأة بوذية تنتمي إليجماعة اثنية تدعي الشان اسمها آي آي وين 24 عاما في وقت سابق بعد مشادة بين الاثنين في محطة للوقود, مما استدعي نقل السيدة إلي المستشفي وهي تعاني من حالة حرجة. وقال متحدث باسم مركز الشرطة رفض عدم الكشف عن هويته إنه تم فرض حظر التجوال في محاولة للسيطرة علي الحشد الغاضب الذي شمل رهبانا بوذيين. وأضاف أن الحشد قام بتدمير مسجد ومدرسة دينية وبعض المنازل, دون سقوط قتلي أو مصابين. وذكر شهود عيان أن الشوارع خالية تماما وسط شائعات من هجمات لحشود البوذيين الغاضبين. وفي غضون ذلك, قال يي هتوت المتحدث باسم الرئاسة في بيان إن الوضع في لاشيو هاديء. ولم يقع ضحايا بسبب هذه الواقعة حتي الآن, وأن الجيش والشرطة يفرضان إجراءات أمنية مشددة. وأضاف أن المنظمات الدينية والاجتماعية تتعاون مع المؤسسات الإدارية لمنع مزيد من العنف. وفي الإطار ذاته, حملت مصادر من عرقية الشان التي تتخذ من الحدود بين تايلاند وميانمار مقرا لها- المتعصبين البوذيين مسئولية تجدد العنف الطائفي. وقالت مصادر محلية إن هناك أقل من ألفي مسلم يعيشون في لاشيو التي يقطنها نحو130 ألف شخص. وتتهم حركة969 البوذية المتشددة التي تأسست في فبراير الماضي علي يد راهب متطرف في ماندالاي يدعي ويراثو بالمسئولية الجزئية عن العنف الطائفي,حيث يقوم بتشجيع البوذيين علي عدم التعامل مع المحال التجارية التي يملكها المسلمون. يذكر أن قتالا اندلع العام الماضي بين بوذيين ومسلمي الروهينجيا علي خلفية ما تردد حول اغتصاب امرأة بوذية من قبل ثلاثة مسلمين,وهو ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن200 شخص وتشريد125 ألفا. وفي مارس الماضي سقط44 قتيلا علي الأقل أغلبهم من المسلمين في مدينة ميختيلا بوسط البلاد بعد أعمال عنف من حشود بوذية ثار غضبها بسبب قتل مسلمين لراهب بوذي وذلك عقب خلاف عنيف بين زوجين بوذيين وأصحاب متاجر من المسلمين. ويبرز تجدد الاضطرابات المشكلات التي تواجهها حكومة الرئيس ثين سين الإصلاحية بينما تسعي جاهدة لزيادة انفتاح البلاد وفي الوقت ذاته احتواء التوترات العرقية والدينية التي ظلت قائمة خلال الحكم العسكري للبلاد والذي دام50 عاما.