كل المؤشرات تقول ان هناك خريطة جديدة للعالم العربي يجري الآن إعدادها وان هناك اطرافا كثيرة تشارك في رسم هذه الخريطة.. اول هذه المؤشرات القذائف المتبادلة بين السنة والشيعة والتي تحولت من مواقف الدول الي مواقف الأشخاص والتيارات والقوي الدينية..المصريون خائفون من الغزو الشيعي لقاهرة المعز حتي ان احد رموز التيار الإسلامي السلفي اعلن ان الشيعة اكثر خطرا علينا من اليهود.. وعلي جانب آخر طالب رمز سلفي أخر بفتح ابواب التطوع بين شباب اهل السنة للذهاب الي العراق وسوريا ولبنان وإيران لمحاربة الشيعة..في جانب أخر من الصورة يعلن الشيخ حسن نصر الله ان حزب الله يحارب الأن مع الرئيس بشار الأسد وينطلق صاروخان الي مقارات حزب الله في بيروت انتقاما من نصر الله..يحدث هذا والدول العربية غارقة في برامج الفضائيات والمعارك بين القوي السياسية المتناحرة..لا احد يعلم تفاصيل الخريطة التي يجري إعدادها والتمهيد لها وهل تبدأ بحروب بين الدول او الجماعات الدينية او الإثنين معا..لقد اكتشفت أمريكا أن افضل وسيلة لتدمير إيران هي إعلان الحرب بين السنة والشيعة وكلهم مسلمون وما يحدث في سوريا الأن يسير في هذا الإتجاه..ولأن مصر خارج سياق الأحداث فإن كل الترتيبات الخاصة بمستقبل سوريا تجري خارج إطار الدول العربية ان اللاعبين الأساسيين في الأزمة السورية الأن هم إيران وتركيا وروسيا والصين وامريكا ولا يوجد طرف عربي واحد صاحب دور وسط هذه الخريطة..ان ما يهمنا الأن الا تصبح سيناء جزءا من الخريطة الجديدة ونحن نشاهد كل يوم جماعات الإسلام السلفي الجهادي تختطف الجنود المصريين أوتقتلهم علي تراب وطنهم..في سيناء الأن خليط من الدول العربية والإسلامية وكلهم يرفع راية الإسلام ابتداء بالقاعدة وانتهاء بالجهاديين السلفيين..فهل نترك سيناء لتصبح جزءا من الخريطة الجديدة او ان تتحول الي ولاية إسلامية للقاعدة او ندخل في حرب مع الشيعة من خلال جماعات دينية مسلحة لا احد يعلم من يمنحها المال والسلاح.. يجب ان نكون علي وعي بما يجري حولنا لأن النيران لن تترك احدا وجيش مصر من اهم اهداف هذه المؤامرة. لمزيد من مقالات فاروق جويدة