بعد عملية اختطاف الجنود في سيناء والافراج عنهم يجب ان نتوقف كثيرا امام تلك العملية, حيث انها تهدف في المقام الاول إلي سحب الجيش المصري الي صراع مسلح داخل سيناء. يستنزف منه الكثير من المجهود والوقت والمعدات لمواجهة العناصر المسلحة. الواضح في الوقت الحالي ان هناك مؤامرة واضحة جدا ضد جيش مصر, لانه الوحيد المتماسك في المنطقة في الوقت الحالي,وهذه المؤامرة مركبة داخليا وخارجيا, وما يحدث في سيناء هي المؤامرة الداخلية, واهدافها عديدة من اجل السيطرة علي سيناء ومحاولات ابعاده عن الحياة السياسية, اما المؤامرة الخارجية فهو ما تسعي اليه الولاياتالمتحدة حاليا وتصريحات مسئوليها, والمطالبة بتغيير عقيدة الجيش المصري, ليتحول الي قوات مكافحة للارهاب ويتخلي عن عقيدته القتالية الحالية التي تحافظ علي امن وسلامة الوطن في وقت السلم. ربما تسعي الولاياتالمتحدة الي تلك الفكرة في الوقت الحالي بعد ان فشل اي مخطط لاستدراج جيش مصر في اقتتال داخلي مع الشعب, او محاولة خلخلة تنظيمه من الداخل, وقد بدأت بالفعل في اقتطاع مبلغ100 مليون دولار من من المساعدات العسكرية الامريكية للجيش, وتحويلها الي مكافحة الارهاب في سيناء, ومن هنا تبدأمحاولات تغيير العقيدة, حيث يتم تسليح القوات باسلحة لمكافحة الارهاب وليست قتالية بالدرجة الاولي, وايضا تدخل عمليات التدريب في هذا الاطار, وفي ظل الوجود الارهابي في سيناء فالوضع مناسب لتنفيذ ذلك المخطط. يجب ان نقيم الامور بشكل اكثر عمقا,فالولاياتالمتحدة علي استعداد للتحالف مع الشيطان من اجل تحقيق مصالحها, فقد تحالفت من قبل مع تنظيم القاعدة خلال مواجهته الاتحاد السوفيتي, وهي من دعمت الثورة الايرانية واعادت اية الله خوميني الي طهران, وهي من زينت لصدام حسين احتلال الكويت, فلا يمكن ان نستبعد علاقاتها بقادة التنظيمات الارهابية الموجودة علي ارض سيناء لتحقيق مصالحها ضد جيش مصر. ان وجود الجيش المصري متماسكا قويا, يقف عائقا مصالح غربية كثيرة في المنطقة, والواضح ان الرابط واحد داخليا وخارجيا, ولكن الجيش وقادته يعون جيدا تلك المحاولات لذا فانهم لا يلتفتون لعمليات الاثارة من اجل الانزلاق الي مستنقع الدمار. لمزيد من مقالات جميل عفيفى