القدس تكاد تضيع نتيجة صراعاتنا وتناحرنا وتمزقنا وفقا لخطط موضوعة حيث تقوم إسرائيل بعمل أساسات وأنفاق عميقة تحت المسجد الأقصي مباشرة حتي إذا ما جاء زلزال ظهر المشهد طبيعا ويتم استخدام المال السياسي علي أوسع نطاق.. وهم يخططون لأن تكون الخطوة الأولي هي التمكين للمسجد الأقصي والخطوة الثانية تقسيمه, كما حدث في الحرم الإبراهيمي بالخليل والمرحلة الثالثة الهدم لا سمح الله وأقامه الهيكل المزعوم, وحتي نمنع هذه السياسة لابد من تغيير التعامل بالكامل وأن تكون لدينا سياسات جديدة بتعامل جديد يتناسب وخطورة المرحلة فالقدس خط احمر يجب نقف جميعا في خندق واحد للتصدي لهذا المخطط الشيطاني.. نقاومه اعلامية وسياسيا تجنبا لحرب دينية في المنطقة لا تبقي ولاتذر حيث يؤكد محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشئون فلسطين بأننا نمر بأكبر وأخطر لحظات حرجة في تاريخ القدس ككل وتاريخ المسجد الأقصي تحديدا ونحن نرصد في جامعة الدول العربية ما تقوم به إسرائيل كدولة من سياسة تهويد القدس ينفذها أجهزة أمن ومجموعات من المستوطنين ورجال الأحزاب المتطرفة حيث تعلن الحكومة الاسرائيلية المتطرفة دائما أنها تستهدف المسجد الأقصي واستهدافه بدأ بكثير من الخطوات ليس في الأنفاق والحفريات والبحث غير المجدي فحسب والذي لم يجدوا فيه شيئا والذي استمر لأكثر من150 عاما, ولا بمنع الصلاة عن المسلمين والمسحيين ولا العدوان علي المساجد والكنائس, بل هناك خطط تهويدية للقدس بشكل عام والمسجد الأقصي وأعتقد بأن هناك مليارات تضخ لتهويد القدس فضلا عن تغيير أسماء الشوراع ورفع شعارات يهودية علي أسوار القدس مثل( شمعدان ونجمة داود) بالإضافة إلي محاولات طمس أي هوية إسلامية علي مدينة القدس, وتضليل العالم مثل إقامة ماراثون رياضي أو عمل مؤتمر طبي كبير يدعون فيه أطباء من مختلف أنحاء العالم, والأكثر من ذلك يضعوا صور المسجد الأقصي كملصقات بحيث تبدو وكأنها مؤسسات يهودية, كما منعوا أي فلسطيني يعمل كمرشد سياحي حتي لا يتحدث مع السياح ويكشف تزويرهم وتدليسهم عن التاريخ اليهودي غير الصحيح, أضف إلي ذلك أنهم أقاموا سلسلة من الكنائس حول المسجد الاقصي والآن يريدون أن يقيموا كنيسة غير كنيسة الخراب والتي بنيت عام2010. وكلنا نعلم بأن إسرائيل لديها خطة لتهويد القدس نهايتها في(2020) وهي خطة لإخراج أكبر عدد من المقدسيين من داخل القدس وإدخال عدد كبير من المستوطنين, ويتم إخراجهم عن طريق ما يسمي بغلاف القدس وهو جدار فصل عنصري بحيث يخرج ما يقرب(100) ألف مقدسي من داخل المدينة في عام(2020), بالإضافة لوجود كاميرات وضعت بالمدينة والمسجد الأقصي حيث تم وضع(50) ألف كاميرا لمراقبة سكان المدينة, والآن هناك مخطط واضح لتهجير المواطنين من داخل القدس فمثلا إذا خرج مواطن من مدينة القدس وتزوج من خارج المدينة يتم شطبه من المدينة, والاحتلال الاسرائيلي يعامل الفلسطيني كأنه مواطن مقيم لديه غقامة مؤقتة تثبت وجودة داخل مدينة القدس وليس مواطنا يعامل كأهل البلد, وإذا سافر للخارج وجلس فترة للدراسة أو العمل فيتم شطبه من المدينة, أيضا هناك بعض الأسر في مدينة القدس لديها سكن خارج المدينة وإذا عرفت سلطات الاحتلال بأن هذه الأسر لديها سكن آخر تشطبهم من داخل مدينة القدس بل الاخطر من ذلك في قضايا لم الشمل فإذا تزوج مواطن مقدسي من أخري غير مقدسية فلا تستطيع أن تدخل المدينة علي الإطلاق, فهناك أكثر من أربعة وعشرين ألف مبعد عن مدينة القدس ولهم أملاك في المدينة ومع ذلك تسجل بأنها أملاك غائب وتسطو عليها قوات الاحتلال, وقد نري بأن السلطة لها نصيب في ارث فلسطيني غائب مع أخوته الموجودين في القدس حتي يقوموا بتطفيش المواطنين. وأود أن أوكد بأن الأراضي الفلسطينية في مدينة القدس تحديدا بما فيها القدسالغربية70% بنيت بأيد فلسطينية عربية أي أننا نتحدث علي مدينة كاملة شرقها وغربها عربي فلسطيني, والآن قوات الاحتلال يعتبرون بأن القدس بجمعيها يهودية وبالتالي تغيير معالمها وتغيير أسماء شوارعها وذاكراتها ومحيها علي اساس انها العاصمة الموحدة لإسرائيل, فهذا الكلام خرق للقرارات الدولية فنهاك العديد من القرارات التي لا تمكن إسرائيل من القدسالغربيةالمحتلة في عام(1948), وقد وضعت قوات الاحتلال أموال كثيرة تجاوزت(17 مليار دولار)ونحن كأمة عربية وإسلامية فشلنا في توفير الحد الأدني لحماية أهل القدس وتمكينهم من الصمود مع العلم بأنهم صمدوا بغير دعم عربي, وكل ما وصل إليهم يقدر بخمس القيمة التي صرح بها منذ انعقاد مؤتمر قمة القاهرة عام(2000) والذي أقام صندوقين لفلسطينوالقدس بالإضافة إلي قمة المؤتمر الإسلامي والتي تقدر ب(500) مليون دولار, وغيرها من مؤتمرات القمة وحتي الان, في الوقت التي تتدفق أموال من أمريكا وأوربا والمنظمات, وهناك مليونير أمريكي يتبرع سنويا بمليار دولار لمشاريع في مدينة القدس وغيرة, في المقابل نحن لم نواجه أشخاص مثله مع العلم بأننا لدينا إمكانيات فلو كل مسلم وعربي دفع دولار في السنة, ولو كل حاج ذهب إلي مكةالمكرمة وتذكر القدس الشريف أولي القبلتين وتبرع بدولار ولكننا لدينا نوع من التغيب لقضية القدس مع أن القدس يتعرض لاكبر هجمة في تاريخه, وهذا يتطلب صمودا من الفلسطينيين وأن يتلقوا الدعم الكامل السياسي بالدرجة الأولي, وأن لا تكست دولة عربية أو إسلامية علي ذلك بكل الوسائل الدبلوماسية وأن نفهمهم بأنهم يفتحون حربا دينية هذه الحرب ليست في صالحهم علي الإطلاق وستنشر الفوضي ونحن لا نريد الفوضي ولا نريد حربا دينية ولكننا نريد حلا سياسيا. يشير د.محمد الكحلاوي الأمين العام لاتحاد الأثريين العرب إلي أن القدس فضلا عن أنها تراث إنساني فهو بالنسبة لنا تراث مقدس, لكنها أصبحت تراثا مهددا بالخطر بل إنها دخلت بالفعل في مرحلة الخطر ولابد من أن نقف علي المخاطر الحقيقية التي تتعرض لها القدس منذ الاحتلال الصهيوني التي تتواكب مع الأحداث المتلاحمة والمتلاحقة علي مقدساتنا في القدس, ولابد أن نزيل اللبس لدي القارئ العربي بشكل عام خصوصا حول الخلط الكبير ما بين قبة الصخرة والمسجد الأقصي وكلاهما بالنسبة لنا له قدسيته وهو من التراث الإسلامي والعربي والإنساني وذلك لأن اختزال الحرم المقدسي والمسجد الأقصي في قبة الصخرة أمر غريب بل وممنهج بخاصة بعد أن فاجأنا الكيان الصهيوني بعمل ماكيتات توضح عدم وجود المسجد الأقصي وأن الهيكل المزعوم قد حل محله, ونفهم من هذا أن هناك مشروعا إسرائيليا صهيونيا يعمل علي تغيير ملامح المسجد وإزالته بحبث يحل محله هذا الكيان المزعوم باسم الهيكل. ولا يوجد بلد في التاريخ تم الحفر فيه والتنقيب علي مدي ثلاثة قرون مثل القدس فالحفر يتم في هذه المنطقة من القرن الثامن عشر وكان يتم علي استحياء إلي أن وصل إلي الدورة إذ تم الحفر فيه بصورة علنية مع احتلال القدس عام67, أما في الثلاثة قرون الماضية فكان الحفر يتم في الخفاء, وتكمن الكارثة في تغيير الهوية العربية والإسلامية للقدس من خلال أعمال حفرية استمرت لمدة ثلاثة قرون متصلة تبحث وتنقب بشكل غير طبيعي دون هوادة أو تراجع, فاليهود يتعاملون مع القدس من خلال روايات ومزاعم دينية تحت مزاعم علم الآثار التوراتي وهذا علم مزعوم لا وجود له فلا يوجد في الإسلام علم الآثار القرآني ولكن يوجد علم الآثار الذي يدخل ضمن نطاق العلوم التاريخية من خلال طرق علمية عديدة منها التحليل سواء كان تحليلا فنيا أو معمليا. لكن للأسف العالم الغربي والأوروبي أراد أن يغزو القدس غزوا ثقافيا دينيا صليبيا من نوع آخر بعد أن أتوها محاربين ودحروا فأرادوا أن يأتوها مرة أخري عن طرق الغزو الثقافي الديني وهو عن طريق عملية تزييف ثقافي وتاريخي منها ما يسمي علم الآثار التوراتي عن الهيكل حسب ما جاء التلمود والتوراة, وبدلا من أن تقوم إسرائيل بهدمه بالقوة وتحدث مشاحنات وصراعات وقلائل علي مستوي العالم فإنها تقوم بهدمه بمنهجية بأن قامت بحفر الأساسات من تحته بحيث إذا حدث أي زلزال صناعي فإنه يؤدي إلي هدم المسجد بخاصة أن أرضية المسجد الأقصي كادت تكون معلقة نتيجة الحفريات التي قاموا بها علي مر السنوات الماضية بالإضافة إلي استخدامهم موادا كيماوية حديثة لتفتيت الصخور, وهي لا تصدر أي أصوات حتي لا يلاحظها المصلون في أثناء أدائهم للصلاة وتؤدي إلي تفتيت الصخور. ويشير د. محمد بركات البيلي أستاذ التاريخ الإسلامي بأن بيت المقدس أو القدس الشريف كما يطيب لنا أن نسميه هو بالنسبة لأهل الأديان الثلاثة مكان مقدس خاصة بالنسبة للمسلمين فهو أولي القبلتين وثالث الحرمين الذي تشد إليه رحال المسلمين مصداقا لقول الرسول الكريم( صلي الله عليه وسلم)( لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصي ومسجدي هذا) فضلا عن هذا فإن المسجد الأقصي هو بداية رحلة المعراج حيث إن الأكثرية من الرواة ذكروا بأن معراج الرسول( صلي الله عليه وسلم) كان من بيت المقدس من عند الصخرة التي شيد عليها قبة الصخر حيث يروي أن الرسول( صلي الله عليه وسلم) ربط عنان البراق في هذه الصخرة الشريفة, أيضا مكانة بيت المقدس عند المسيحيين لاشك فيها ويكفي أن كنيسة القيامة موجودة في بيت المقدس وتعتبر من الأماكن المقدسة عند الإخوة المسيحيين, ولكن العدو الصهيوني عزم أن يفتك بمكانة المسجد الأقصي وبيت المقدس ويهضم حقوق المسلمين والمسيحيين فيها مع أن كثيرا من اليهود أنفسهم ينكرون عليهم هذه المكانة المزعومة التي لبيت المقدس في الطقوس والعقيدة اليهودية فهيكل سليمان المزعوم في رأي كثير من اليهود خارج بيت المقدس وليس داخله, ومع ذلك لم ينازع المسلمون والمسيحيون العرب مواطنيهم اليهود من أهل البلاد وليسوا هؤلاء الذين نزحوا إلي فلسطين من شتي بقاع الارض دون أن تربطهم بها صلة حقيقة إلا مزاعمهم التي يزعمونها. وما تخطط له إسرائيل من تهويد للقدس ويتحتم علينا أن نهتم بتوثيق وتأكيد عروبة بيت المقدس وخصوصيتها لدي المسلمين والمسحيين