استيقظت مصر صباح أمس علي خبر سار انتظرته ستة أيام.. عاد الجنود السبعة الذين كانوا مختطفين في سيناء دون إراقة نقطة دماء واحدة, أو صفقات مع الخاطفين. وأكد مصدر عسكري أن القوات المسلحة تمكنت من تنفيذ خطة خداع استراتيجي محكمة, استهدفت إرباك الخاطفين, واستعادة الجنود, من خلال قيادة عمليات عسكرية في نطاقات مختلفة تماما عن أماكن وجود الجنود, كما قامت بعمليات ميدانية في رفح والشيخ زويد وصلاح الدين للتمويه وإبعاد الأنظار عن العملية الأساسية التي كانت تتم في وسط سيناء. وأوضح المصدر العسكري أن مشايخ القبائل رفضوا بالتنسيق مع المخابرات الحربية استقبال الخاطفين في أي مكان بسيناء, الأمر الذي دفعهم إلي التوجه لمنطقة الوسط الصحراوية المكشوفة لطائرات المراقبة الجوية وعمليات الاستطلاع, مما أدي إلي انكشافهم. وأضاف أن الخاطفين تركوا الجنود السبعة في صحراء وسط سيناء, وفروا هاربين, بعد ملاحقات مستمرة من القوات المسلحة لهم. وأشار إلي أن القوات المسلحة أغلقت جميع المنافذ الموجودة وسط سيناء, التي كان الخاطفون موجودين بها, وضيقت الخناق عليهم, بعد محاصرة استمرت يوما كاملا, حيث لاذ الجناة بالفرار, وتركوا المجندين خوفا من بطش القوات بهم. وحرص الرئيس محمد مرسي علي استقبال الجنود السبعة بمطار ألماظة العسكري, فور عودتهم إلي القاهرة, ورافق الرئيس الدكتور هشام قنديل, رئيس مجلس الوزراء, والفريق أول عبدالفتاح السيسي, القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي, والفريق صدقي صبحي, رئيس أركان حرب القوات المسلحة, ومحمد إبراهيم, وزير الداخلية, واللواء رأفت شحاتة, مدير المخابرات, واللواء أحمد وصفي, قائد الجيش الثاني الميداني, وعدد من القادة. وقال الرئيس: إننا مصرون علي تحقيق الأمن والاستقرار في سيناء, مؤكدا أنه لا تراجع عن محاسبة ومعاقبة المجرمين وتنفيذ القانون. وأشار إلي أن ما حدث يجعلنا نصر علي إحداث تنمية حقيقية في سيناء, وحل مشكلاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية, مشددا علي أن الدولة لن تتأخر عن حماية أبناء سيناء, وطالب كل من يحمل السلاح في سيناء بتسليمه. وأكد إيهاب فهمي, المتحدث باسم رئاسة الجمهورية, أن تحرير الجنود جاء دون أي مساومة أو تنازلات أو صفقة أو وعود مع أي طرف, مشددا علي أن قرار الدولة منذ اللحظة الأولي كان يتمثل في ضرورة سرعة تحرير المختطفين, وبذل كل الجهود من أجل ضمان سلامتهم. وقال في مؤتمر صحفي مشترك بين الرئاسة والشرطة والجيش بمقر رئاسة الجمهورية لإعلان تفاصيل عملية اختطاف الجنود السبعة وإطلاق سراحهم إن رئاسة الجمهورية قامت بتشكيل لجنة ثلاثية علي أعلي مستوي, من القوات المسلحة, والشرطة, وجهاز المخابرات العامة, حيث وضع هؤلاء الأبطال خريطة طريق كاملة لإدارة الأزمة تمثل رؤية واضحة تبنتها جميع المؤسسات كل في موقعه. ووجه مجلس الوزراء في اجتماعه أمس برئاسة الدكتور هشام قنديل التهنئة إلي شعب مصر العظيم, والقيادة السياسية, والقوات المسلحة, ووزارة الداخلية, علي ما تكللت به الجهود المتواصلة علي مدي الأيام الماضية من تحرير للجنود السبعة الذين كانوا مختطفين في سيناء, وعودتهم سالمين. وأوضح الدكتور قنديل أن ضبط النفس, والحسابات الدقيقة, والتحرك في كل الاتجاهات أكدت كفاءة إدارة الأزمة, مشيرا إلي أن التنسيق بين الأجهزة كان نموذجيا, كما اتسمت قياداتها بالحكمة, وحسن التخطيط, والحس الوطني. وقال اللواء سيد شفيق, مدير الإدارة العامة للمباحث بوزارة الداخلية: لن نترك سيناء للإرهابيين, والقوات مازالت مستمرة في تمشيط الجبال والتلال الرملية, ولم نخضع لأي شخص يحاول زعزعة الأمن. وشدد اللواء سميح بشادي, مدير أمن شمال سيناء, علي أنه لم يتم تقديم أي تنازلات للخاطفين, وقال: إن الأجهزة الأمنية مستمرة في تطهير سيناء من جميع البؤر الإجرامية. وأضاف أنه لا تهاون علي الإطلاق مع كل من تسول له نفسه العبث بأرض مصر. ولفت إلي أنه من حق كل مواطن في شمال سيناء أن ينعم بالأمن والأمان, مؤكدا أنه تتم ملاحقة الجناة ملاحقة عنيفة للقضاء علي جميع البؤر الإجرامية, ونزع الأسلحة التي يمتلكها الأفراد بالمناطق الجبلية. وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد أحمد محمد علي: إن أحد الأسباب المهمة التي أدت إلي نجاح عملية تحرير الجنود أن المخابرات الحربية نفذت خطة محكمة من الخداع الاستراتيجي والسيطرة الإعلامية, بحيث تعمدت إذاعة أنباء متضاربة حول سير العمليات الأمنية في سيناء, لإحداث ارتباك معلوماتي متعمد حتي يتم التمويه علي الخاطفين وتضليلهم. أقسام الشرطة تستأنف عملها استأنفت أقسام الشرطة بمحافظة شمال سيناء عملها بعد الإفراج عن الجنود المختطفين. وكانت عدة أقسام قد علقت عملها تضامنا مع الجنود المختطفين. فتح ميناء رفح البري فور إعلان عودة الجنود الذين كانوا مختطفين تمت إعادة فتح ميناء رفح البري أمام حركة العبور بين مصر وقطاع غزة بعد إغلاقه لمدة خمسة أيام, حيث أنهي الجنود المعتصمون إضرابهم. وأعلن مصدر مسئول أنه يجري الاستعداد لاستقبال العابرين, واستئناف حركة العبور من الجانبين, طبقا لمواعيد العمل المعتادة. فهمي يشيد بالجيش والشرطة وتكامل مؤسسات الدولة كتب بهاء مباشر: تقدم الدكتور أحمد فهمي, رئيس مجلس الشوري, بالتحية للقيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة علي جهودهم في عملية تحرير الجنود, ووجه في بيان صحفي الشكر لأبناء قبائل سيناء علي تعاونهم, وقال: إن الطريقة التي تم بها تحرير الجنود نموذج للتكامل بين مؤسسات الدولة لكونها تمت بنجاح دون قطرة دماء واحدة. من جانبه, أكد الدكتور طارق السهري, وكيل المجلس, أن عودة الجنود المختطفين مؤشر يتطلب سرعة التوجه إلي سيناء لإحداث تنمية حقيقية بها, وحل جميع المشكلات الأمنية التي يعانيها أهالي سيناء. ودعا وزارة الأوقاف إلي سرعة التدخل لنشر معالم الدين الإسلامي السمحاء, وإجراء الحوار المباشر والجاد مع أصحاب الأفكار المتطرفة. تحديد هوية العناصر الإرهابية أكد اللواء هاني عبداللطيف, المتحدث باسم وزارة الداخلية, أن الأجهزة الأمنية نجحت بالفعل في تحديد هوية العناصر الإرهابية التي ارتكبت جريمة اختطاف الجنود, وسيتم التعامل معها ومتابعتها, في إطار استراتيجية الدولة للتعامل مع الخارجين علي القانون.