خيم الظلام علي معظم أنحاء الجمهورية بعد تعرض الشبكة الكهربائية الموحدة لأزمة كبيرة في أول اختبار حقيقي لها أمام ارتفاع درجات الحرارة نتيجة لانخفاض ضغوط الغاز. ونفاد معظم احتياطيات الوقود البديل لتشغيل محطات الإنتاج, مما أدي إلي قطع الكهرباء عن عدد كبير من مدن وقري الجمهورية. وأكد تقرير للمركز القومي للتحكم في الطاقة خروج نحو4 آلاف و800 ميجاوات, وتعرض مناطق عديدة لانقطاعات التيار بسبب خروج بعض وحدات التوليد من الخدمة لانخفاض ضغط الغاز, وعدم توافر الوقود البترولي البديل, وأن الحمل الأقصي للاستهلاك بلغ أمس25 ألف ميجاوات, وأنه يمكن تغطيتها بالكامل لو تم توفير الوقود, حيث إن القدرات المتاحة في الشبكة الكهربائية تفوق هذا الاستهلاك حيث تصل إلي26 ألفا و500 ميجاوات. وأكد مصدر مسئول بقطاع الكهرباء أن القادم أسوأ لعدم وفاء قطاع البترول بالتزاماته والكميات المحددة التي تقرر توفيرها لمحطات الكهرباء, أو توفير الوقود البديل, مؤكدا استمرار الأزمة لحين توفير الوقود المطلوب لتشغيل المحطات, ورفع معدلات ضغوط الغاز الطبيعي للمعدل المقرر لتغذية محطات التوليد التي تعتمد علي محطات التوليد بنسبة76% من الوقود البترولي المستخدم بالمحطات مشيرا إلي أن الحل في التخفيف. وقالت مصادر في الورديات الليلية لتشغيل وحدات إنتاج الطاقة: إن8 محطات تعرضت علي مدي ليلة أمس الأول إلي نقص شديد في الوقود من بينها مجمع إنتاج الكهرباء بالكريمات, ومحطات6 أكتوبر, وغرب وجنوب القاهرة, والشباب بالإسماعيلية, وسيدي كرير بالساحل الشمالي والتبين. كما خاطبت محافظة القاهرة شركتي توزيع الكهرباء بمراعاة عدم قطع التيار الكهربائي عن لجان المراقبة والاستراحات خلال فترة الامتحانات, لضمان سير أعمال الامتحانات. واضطر مركز التحكم الإقليمي بنجع حمادي إلي قطع الكهرباء عما يقرب من90% من قري ومراكز المنيا, تجنبا لسقوط الشبكة, بسبب تعطل بعض وحدات توليد الكهرباء بمحطة الكريمات ببني سويف, نتيجة نقص توريد المواد الخام البترولية. مما أدي إلي خسائر فادحة بمزارع تربية الدواجن, وثلاجات حفظ الأغذية. كما غرقت محافظة السويس في الظلام هي الأخري, وعاني المواطنون من انقطاع التيار الكهربائي4 مرات متتالية, لفترة زادت علي10 ساعات. كما انقطعت الكهرباء عن10 أطفال حديثي الولادة في حضانات مستشفي سيدي سالم المركزي بكفر الشيخ, وسادت حالة من الذعر الشديد بين أهالي الأطفال حديثي الولادة الموجودين فيها خوفا علي حياتهم, كما توقفت أجهزة الغسيل الكلوي بالمستشفي, وأدي انقطاع الكهرباء إلي إحراق عشرات الأجهزة الطبية. كما تسبب انقطاع التيار الكهربائي مساء أمس الأول بمركز المنيا, في حالة من عدم الرضا بين المدرسين القائمين علي كنترولات الشهادتين الإعدادية والثانوية, حيث تسبب انقطاع التيار الكهربائي في توقف تصحيح أوراق إجابات الصفين الأول والثاني الثانوي. كما انقطع التيار الكهربائي عن نحو38 قرية بمحافظة الغربية ظهر الثلاثاء, مما أثار استياء الأهالي الذين اتصلوا بشركة الكهرباء للاستفسار عن أسباب انقطاع التيار, فأكد لهم المسئولون أنه إجراء طبيعي لتخفيف الأحمال. وفي الشرقية, اضطر الطلاب لمذاكرة دروسهم علي أضواء الشموع ومصابيح الجاز, وطالب أحد الأهالي مسئولي الكهرباء بالانتظار إلي ما بعد انتهاء الامتحانات لترشيد الاستهلاك, أو الاكتفاء بقطع التيار خلال ساعات النهار رحمة بأبنائهم.
