وسط أجواء الغضب والقلق السائدة منذ جري حادث اختطاف الجنود السبعة المصريين, وزادها ألما ظهور الفيديو الذي يستجدون فيه الإفراج عنهم. تبدو النقاط التالية المهمة مثل أضواء خاطفة وسط غموض الحدث: 1 إن الحادث ليس مألوفا وبالتالي فقد جاء مفاجئا للجميع, ومن الطبيعي أن يحتاج رد الفعل إلي وقت لاستيعاب أبعاد الحادث والأهم من ذلك مابعده مستقبلا. 2 إن الحادث لم يقع مع طرف عدو, وإنما مع جزء من أهل مصر حتي لو كانوا من عرب سيناء فهم فصيلة من المصريين وأرضهم منذ كان لمصر حدود جزء من أرض مصر, ولهذا من الطبيعي جدا أن يكون التفاوض هو الوسيلة الأولي لإنهاء الأزمة دون أن يكون ذلك علي حساب سلطة الدولة وسيادة القانون, فإذا فشل التفاوض أصبحت أمامنا كل الخيارات المختلفة. 3 ليس صعبا معرفة الذين إرتكبوا الجريمة فهي لا تختلف كثيرا عن خطف مقابل فدية مالية لكنها هنا فدية عينية بالإفراج عن24 من المحكوم عليهم بالإعدام والمؤبد في قضايا إرهابية في سيناء, والربط مع المطلوب الإفراج عنهم يقود بسهولة إلي الفاعلين والمسئولين. 4 إن هيبة الدولة تبدو اليوم موضع الاختبار. ومع أن هذه الهيبة إضمحلت داخليا نتيجة الفوضي التي سادت عقب الثورة والضربات الغاشمة المتتالية التي أسهمت الجماعة في توجيهها إلي جهاز الشرطة علي سبيل الانتقام مما أدي إلي إضعافه, فإن مايجري في سيناء يستنفر مشاعر التحدي التي تواجهها الدولة ودعمها في استعادة سلطتها وعدم خضوعها للابتزاز الذي تحاوله بعض التنظيمات لفرض مطالبها. 5 يجب أن يكون مفهوما أن العملية ليست سهلة, فطرفها كما قلت ليس عدوا يمكن بتره وإنما طرف عاش وسيعيش معنا وبيننا, وبالتالي فالحسابات دقيقة ليس فقط عما يمكن أن نقوم به اليوم وإنما الأهم ماذا عن اليوم التالي والذي بعده 6 لا بد أن نكون مؤمنين بقواتنا المسلحة وبأنها أحرص الجميع وأشدها رغبة في الثأر لكرامتها, وبالتالي علينا أن نترك لها المساحة الكافية لترتيب عملياتها دون أن نكون عنصرا ضاغطا عليها يفسد ولا يصلح, أو يصلح اليوم ويفسد المستقبل! [email protected] لمزيد من مقالات صلاح منتصر