أكدت د.هدي أبو شادي المدير التنفيذي لمركز الدراسات النووية بجامعة القاهرة أن مصر بحاجة لإنشاء3 مفاعلات نووية علي الأقل كبداية لإقامة تنمية صناعية ومجتمعية, وأشارت إلي أن العالم يتجه اليوم إلي إلي تطبيق تقنيات جديدة في صناعة المفاعلات تعتمد علي الطاقة المدمجة ومن المتوقع أن تظهر عالميا بحلول عام2035 وستسهم في إنتاج كم هائل من الطاقة ولن تحتاج هذه المفاعلات إلي يورانيوم مخصب, كما أن اليورانيوم متوافر لدينا بكثرة في سيناء ولن نستورده وعلينا اتخاذ كافة التدابير والاحتياطات للانتقال إلي عصر جديد في الطاقة تماشيا مع الدول المتقدمة. إضافة لذلك فمن الممكن الاستفادة من مفاعلات الطاقة النووية لتحلية مياه البحار, وهناك دراسات وبحوث متقدمة في هذا الفرع من التكنولوجيا النووية, وأهميتها تزيد في ظل مخاوف الفقر المائي ونضوب المياه. وأشارت د. هدي علي هامش ندوتها التي أقيمت مؤخرا بنوادي علوم الأهرام إلي أن تبني المشروع النووي ضرورة ملحة وليس رفاهية في ظل تناقص مواردنا من الوقود الإحفوري وحاجتنا لبدائل للطاقة لتحقيق التنمية الصناعية, كما أن المصادر المتجددة للطاقة مهمة ويمكن الاستفادة منها في إنارة الطرق وتوفير الطاقة للمنازل والريف لكن لايمكن الاعتماد عليها لإقامة صناعات كبري. وأوضحت أن نسبة استهلاكنا الكلية للطاقة تنقسم إلي25% في الصناعات25% للمواصلات50% للمنازل مما يؤكد غياب السياسات الرشيدة والثقافة المجتمعية للإدارة المثلي للطاقة. وعرضت عدة طرق للترشيد منها استخدام خلايا الطاقة الشمسية لإنارة الطرق وتعميم استخدام اللمبات الموفره, وشراء الأجهزة المنزلية الموفرة للطاقة وتنظيف جهاز التكييف مرة كل شهر مما يقلل من الاستهلاك بشكل كبير. وأوضحت د. هدي أن المياه والطاقة هي دوافع الحروب للسنوات القادمة وأن25% من العالم يفتقر للكهرباء وفق إحصائية الوكالة الدولية للطاقة وأن العالم الثالث تخلف بسبب افتقاره للكهرباء وما يترتب عليها من تأخر في النمو والتعليم والصناعات وغيرها. وأنه إذا سرنا بنفس معدل الاستهلاك فإن احتياجنا للطاقة في عام2030 سيصل الي40 ضعفا لاستخدامنا الحالي خاصة وأن80% من الكهرباء تأتي من الوقود الأحفوري الذي ينتج عنه مشاكل بيئية بسبب الاستخراج والحرق والتعدين والنفايات, ومن المرجح أن معظم أنواع الوقود الأحفوري المتبقية سيتم حرقها خلال العقود القليلة القادمة مما يشكل خطورة بالغة تجعلنا كدول نامية في حاجة لإيجاد بدائل أخري للطاقة. وعن المخاوف من وقوع حوادث كارثية مثلما حدث مؤخرا في اليابان أكدت د.هدي أن حادث فوكوشيما استثنائي لاجتماع3 كوارث طبيعية في وقت واحد وسوء تقدير من العلماء, إضافة إلي كون مفاعل مبني طبقا لتكنولوجيات الجيل الأول في صناعة المفاعلات النووية وأن كل هذه الأمور بالرغم من حدتها لايجب أن تحول بيننا وبين التقدم العلمي والبحثي في مجال الطاقة النووية خاصة وأن الأجيال الجديدة من المفاعلات أكثر أمانا ومعدة لتجنب الكوارث الطبيعية إضافة إلي الغارات العسكرية. وحول مخاطر الأشعة المؤينة فإنه طبقا لعلم الاحتمالات فإن فرص التعرض لمضاعفات الأشعة أعلي بكثير عبر المجال الطبي من خلال أجهزة الأشعة وللأسف فإن هناك غيابا لثقافة التعامل الآمن مع أجهزة الأشعة في مصر سواء علي مستوي القطاع الطبي من أطباء وممرضين وفنيين وعمال نظافة أو حتي المرضي ومن المهم نشر ثقافة التعامل الآمن مع الأشعة النووية لتجنب مضاعفاتها والتي قد تصل إلي الإصابة بالسرطان, فالمعرفة أسهل الطرق لتجنب مخاطر الأشعة النووية وهو ما يسعي مركز أبحاث الطاقة النووية عمله بتدريب ونشر ثقافة الاستخدام الآمن للطاقة النووية إضافة لبحوث الطاقة النووية.