أجريت في الإسكندرية مؤخرا أول عملية ولادة تحت الماء في أحد المراكز الطبية المتخصصة, والتي كانت آمنة وخرجت منها الأم والطفل بصحة جيدة. وللتعرف علي ماهية الولادة تحت الماء وهل تصلح لكل النساء أم لا ومدي امكانية تعميمها في مصر كان اللقاء مع د. أحمد الحلوجي أستاذ أمراض النساء والتوليد بكلية طب جامعة القاهرة الذي أوضح أنه إذا كانت الولادة هي نهاية فترة الحمل وخروج الجنين إلي الحياة, فإنه كلما كان الاستعداد البدني والنفسي لها جيدا كلما كانت هذه العملية سهلة وآمنة للأم والطفل معا سواء بالطرق المعروفة أو تحت الماء. ولكن في البداية يجب أن تدرك الحامل أن الولادة لها مقدمات قد تختلط في كثير من الأحيان علي البعض أولها ما يطلق عليه العلامة, و ليس بالضرورة ان تراها كل السيدات, وهي إفراز مخاطي سميك به دم, أما ثانيها فهو الطلق وهو نوعان.. الحقيقي حيث تشعر فيه السيدة بانقباضات لاإرادية في الرحم علي هيئة تقلصات ولاتؤثر به أي مسكنات, والهدف منها دفع الجنين إلي الخارج, ويأتي منتظما كل نصف ساعة ثم كل ربع ساعة ثم تقل المدة حتي تصل إلي كل خمس دقائق مع زيادة مدة كل طلقة وقوتها حتي ينزل الجنين وبعده المشيمة بإذن الله, والكاذب الذي تواجهه معظم السيدات في الشهر الأخير من الحمل ويكون في صورة انقباضات غير منتظمة وعلي فترات متباعدة ويختفي بالمسكنات, وهو يساعد الجنين علي النزول إلي الحوض واتخاذ الوضع الطبيعي, أما الثالث والأخير فهو انفجار كيس الماء ونزول السائل الأمينوسي. وعند الشعور بعلامات الولادة السابق ذكرها ينبغي- كما يؤكد طبيبنا- الإمتناع عن تناول أية مشروبات أو أطعمة لاحتمال إجراء ولادة قيصرية, وبالتالي اللجوء إلي التخدير الكلي, وكذلك محاولة عدم النوم والقيام بالحركة العادية في المنزل لأن ذلك يساعد علي تسهيل الولادة وفتح عنق الرحم( إلا في حالة انفجار كيس الماء يجب عدم الحركة والنوم في السرير فورا), ولاداعي للخوف فالغالبية العظمي من النساء يلدن بدون مشاكل. ولتوضيح كيفية إجراء الولادة تحت الماء يوضح د.الحلوجي أنها باختصار جلوس الحامل في حوض مخصص, وهو أكبر من حوض الاستحمام العادي, ويتم تعقيمه بشكل دائم ويستخدم فيه الماء الطبيعي النقي المعقم, وبدرجة حرارة تتراوح ما بين35و37درجة مئوية, أي في درجة الحرارة الطبيعية لجسم الإنسان, وهي مواصفات تتيح لها حرية الحركة واختيار الوضع الذي يناسبها أثناء عملية المخاض, ويمكنها أن تظل في الماء أثناء المخاض وحتي مرحلة الولادة, وتساعد عملية الولادة تحت الماء في تقليل فترة المخاض قبل الولادة, وبالتالي تشجع الأمهات علي الولادة الطبيعية والتي يطلق عليها الولادة اللطيفة, إلي جانب أن الحالة الصحية للمولود تكون جيدة للغاية لأنه يولد في هذه الحالة في بيئة مشابهة تماما لما تعود عليه في رحم الأم فيصبح أقل تعرضا للإلتهابات خاصة التهابات الجهاز التنفسي وللإصابات التي عادة ما يتعرض لها أثناء عملية الولادة العادية. لا تصلح للجميع وأخيرا يؤكد د. الحلوجي أن الولادة تحت الماء لا تناسب المصابات بارتفاع ضغط الدم أو في حالات الحمل التوأمي أو الولادة المقعدية أو تمزق أغشية الجنين المبكرة. وإذا كنت ترغبين بإجراء الولادة بهذه الطريقة فعليك أولا التأكد من وجود هذه الخدمة في المستشفي التي تودين الولادة بها.