خمسون عاما بالتمام والكمال مضت علي إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية( الاتحاد الإفريقي حاليا).. أعوام من النضال ضد الاستعمار, والقهر والتهميش..الآباء المؤسسون للمنظمة أخذوا علي عاتقهم تحمل هذه المهمة أمثال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر, وكوامي نكروما احمد وسيكتوري. وها نحن الآن نحتفل بيوم إفريقيا بعد ان تخلصت الدول الإفريقية من الاستعمار الذي لم يهدم فقط الأسس الحضارية للمجتمع وإنما تسبب في تفكيك النسيج الاجتماعي ليستمر في نهب خيراتها وسلب أموالها. بهذه المناسبة تنطلق الاحتفالات في جميع انحاء القارة ابتداء من اليوم وحتي نهاية الشهر, وتشمل هذا العام مهرجانات وندوات ومباريات رياضية وعروض ازياء من مصر وإفريقيا بالإضافة إلي فرق باليه وفلكلور شعبي من غانا وكوت ديفوار, والسودان. ولأن شعار الاحتفالية وحدة ونهضة إفريقيا التقينا بعدد من السفراء الأفارقة بالقاهرة منهم السيد محمود دردير سفير إثيوبيا بالقاهرة الذي ترأس بلاده الاتحاد الإفريقي حاليا الي جانب كونها دولة المقر. واكد دردير أنه علي الرغم من المعاناة التي تكبدتها القارة والتضحيات التي بذلها أبناؤها إلا أنها لم تجد الحكم الذي يليق بشعوبها مشيرا إلي أن القارة بدأت تستعيد انفاسها لتخطو خطوات نحو الاستقرار رغم التحديات التي تتعرض لها من عدم استقرار وحروب اهلية. وقال: كلنا تفاؤل بإمكانية النهوض بقارتنا, خاصة أن هناك كثيرا من الشعوب خضعت للاندثار ثم استيقظت ونهضت وخير مثال علي ذلك اليابان وأنه لا غرابة من أن تستعيد إفريقيا مكانتها وتلحق بركب التقدم. وضرب مثالا علي ذلك بأن من بين ال10 دول الأكثر نموا في العالم5 دول إفريقية هي إثيوبيا وموزمبيق, وأنجولا, وغانا ورواندا. وأكد محمود لبرنج سفير الكاميرون بالقاهرة انه لابد أن يكون هناك رؤية موحدة للتنمية الاقتصادية في إفريقيا وان القارة لديها من الامكانات والموارد التي تجعلها قوة سياسية واقتصادية فاعلة. وقال انه يعول علي الشباب فالثروة البشرية هي الاستثمار الحقيقي الذي ينبغي التركيز عليه حتي نكون قوة فاعلة, وإن الوحدة والتنمية التي ننشدها لن تتحقق بالمساعدات المشروطة التي تفرضها علينا القوي الاستعمارية التقليدية, وعلينا آلا ننتظر كثيرا فالنيبال كان من المفترض ان تتبني مشاريع اقتصادية خاصة في مجال البنية التحتية إلا أنها لم تحقق شيئا لعدم وجود تمويل. ومن جانبه قال محمد حبيب سفير تشاد بالقاهرة إن حلم الوحدة الإفريقية بدأ لكنه سيتحقق تدريجيا فقط علينا أن نعمل من اجل تحقيق هذا الهدف مثلما فعل الآباء المؤسسون وحتي لا يشعرون أن جهودهم ضاعت سدي ودعا العقول الإفريقية المهاجرة للعودة إلي بلادها لتسهم في عملية التنمية بدلا من الاستعانة بالخارج. واعرب عن أمله في الوصول إلي حلم إقامة عملة موحدة بين دول القارة ليكون هناك نوع من التكامل الحقيقي الذي يليق بإمكانات إفريقيا وثرواتها.