شتان بين صوت جمال عبد الناصر وهو يعلن بصوت جهورى تأميم شركة قناة السويس شركة مساهمة مصرية ، وصوت حكومتنا التى لا تسمع سوى نفسها وصدى صوتها وهى تعقد مؤتمرا لمناقشة مشروعات ما تسميه تنمية إقليم قناة السويس رغم كل الاعتراضات والانتقادات التى أبدتها شخصيات وطنية معروفة بجهادها الطويل من أجل هذا الوطن ومنهم الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد التى خاضت معارك طويلة من أجل التراث المصري والثقافة المصرية والهوية الوطنية وما زالت وهى تصف مشروع تنمية قناة السويس بالصفقة الملغومة التى تثير التساؤلات ومعها المستشار طارق البشرى الذي كان له مقال فى منتهى الخطورة نشرته جريدة الشروق يوم الأحد الماضى تحت عنوان " ماذا يعنى مشروع تنمية اقليم قناة السويس " والذي صدمنا فيه بقراءته الدقيقة لبنود هذا المشروع الذي يجعل الإقليم دولة داخل الدولة أو بمعنى أدق استقلال للإقليم عن جسد الدولة ،فهو يفصل شرق التفريعة وخليج السويس والعين السخنة ووادى التكنولوجيا بالإسماعيلية وسيناء عن الجسد المصري جغرافيا وقانونيا ومجتمعيا ، فالهيئة المشرفة على المشروع لا تتبع إلا رئيس الجمهورية ولها اختصاصات الوزراء وليست مسئولة أمام السلطة التشريعية ولرئيس الجمهورية وحده الاختصاصات المطلقة فيما يخص هذا الاقليم الذي ستكون له قوانينه الخاصة فى تسجيل الشركات العاملة وتراخيص انشاء المدارس والمستشفيات وطبقا لقانون انشا الهيئة يتم إعفاء الشركات التابعة للإقليم من الجمارك وضريبة المبيعات وصافى عائد الهيئة والكارثة الكبرى أن قانون إنشاء الهيئة لم يناقش شروط اختيار ولا جنسية الشركات التى ستقوم بالاستثمار فى الإقليم مما يعنى أن أى شركة إسرائيلية بإمكانها العمل فى عقر دارنا ..ولذا فإن القوات المسلحة وضعت ثلاث شروط للمشروع هى استبعاد أى مشروعات مزمع إقامتها 5كم عن الضفة الشرقية للقناة لكونها منطقة عمليات عسكرية ولوقوعها فى سيناء وألا يقل رأس المال المصري فى أى مشروع عن 60 % من إجمالى رأس المال الكلى للمشروع وألا يقل عدد أعضاء مجلس الادارة المصرية فى أى شركة تعمل فى الإقليم عن 50 % وتحديد جنسيات الشركات وعدم السماح لأى شركة إسرائيلية وإن كانت القوات المسلحة بصفة عامة غير مرحبة بهذا المشروع فى الوقت الحالى خصوصا وأنه يعرقل التحركات الاستراتيجية ونقل وحدات وتشكيلات الجيش عبر قناة السويس ليس فقط مشروع اقليم قناة السويس هو ما يثير الريبة والقلق على مستقبل سيناء بل هناك مشروع قناة طابا العريش التى طرح فكرتها اللواء سيد الجابرى مؤكدا أنها ستؤدى إلى تنمية سيناء وربط الشمال والوسط والجنوب فى شبه جزيرة سيناء وأنها ستكون بديلا اكثر عمقا لقناة السويس . إلا أن الاعتراضات التى ابداها بعض أهالى سيناء ينبغي ان توضع فى الاعتبار ومنها ان هذه القناة ستشتت القبائل وتقطع الصلة فيما بينهم وتهدد مصير الاف الابيار كما ينبغي دراسة طرق تامينها ودراسة فكرة تنفيذها استراتيجيا خصوصا وان هناك حديث عن ان فكرة القناة بريطانية الاصل ترجع الى القرن الماضي كان الغرض منها اقتطاع جزء من الحدود المصريى لتسكين الى فلسطين بتوسيع حدود غزة ونحن نعلم ان هذا مشروع امريكي اسرائيلي كى تبقى اسرائيل دولة يهودية موحدة وتتخلص من صداع حق عودة اللاجئين . فى نهاية الأمر على حكومتنا الرشيدة إثبات حسن النوايا وطرح تلك المشروعات تحت مجهر دقيق يراعى المصالح المصرية والامن القومى . [email protected] لمزيد من مقالات سهير عبد الحميد