أعلن رئيس الوزراء الباكستانى السابق نواز شريف وشقيقه شهباز فوز حزبهما «الرابطة الإسلامية جناح نواز» فى الانتخابات التشريعية التى جرت فى باكستان أمس. وذلك عقب إحراز الحزب تقدما ملحوظا على خصمين رئيسيين لمجتمعين فى لاهور، ثانى أكبر مدن البلاد «يجب أن نشكر الله الذى منح "الرابطة الإسلامية جناح نواز" فرصة لخدمتكم و خدمة باكستان ، كما دعا نواز كافة الاحزاب إلى الجلوس على طاولة الحوار مؤكدا «لو كان الأمر يتعلق بى وحدى لما تحدثت إليهم، لكنى أقوم بذلك من أجلكم ومن أجل الأجيال المقبلة. ووسط أجواء الفرح والاحتفال بالفوز صاحت الحشود المؤيدة لشريف قائلة «يحيى رئيس الوزراء نواز شريف» مغنيين «الأسد» وذلك فى إشارة إلى لقبه كما لوحوا بالأعلام. ويتزامن هذا الإعلان مع ظهور مؤشرات أولية على أن حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز سيبرز كأكبر حزب فى تلك الإنتخابات دون تأكد حصوله على أغلبية قاطعة. كما توقعت وسائل الإعلام بفوز حزب شريف ب «100» مقعد من أصل 272 على أن يسعى بعد ذلك إلى تشكيل إئتلاف لتأمين غالبية فى الجمعية الوطنية. ومن جانبها، أقرت حركة الإنصاف بزعامة بطل الكريكت السابق عمران خان بهزيمتها مساء أمس فى الانتخابات التشريعية، حيث أكد أسد عمر، مسئول كبير فى الحركة ذاتها لشبكة تليفزيون جيو الباكستانية «لقد برزوا كأول حزب أود أن أهنأهم» وذلك فى إشارة منه إلى فوز «حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز » فى تلك الإنتخابات , مؤكدا فى الوقت ذاته تمكن حزب الإنصاف من تشكيل الحكومة فى إقليم «خيبر بختون خوا». وكان شريف ، رئيس حكومة إقليم البنجاب المنتهية ولايتها ذكر سابقا أنه سيكون رئيس الوزراء الجديد للمرة الثالثة فى تاريخ الحزب. وفى وقت سابق، أظهرت نتائج فرز الأصوات فى الانتخابات العامة الباكستانية فوز كل من رئيس الوزراء السابق نواز شريف ونجم الكريكت السابق عمران خان بمقعدين فى البرلمان الجديد، وذلك وفقا للنتائج الجزئية وغير الرسمية التى أعلنتها قنوات التليفزيون الباكستانى . وصرح صديق الفاروق، المتحدث باسم حزب الرابطة الإسلامية الذى يتزعمه شريف بأن “نواز شريف فاز بمقعد عن الدائرة الانتخابية فى سارجودها”. وتولى شريف رئاسة الوزراء عام 1990ولكنه أقيل من منصبه عام 1993 بسبب تهم فساد، ثم تولى هذا المنصب مرة أخرى فى الفترة ما بين 1997 و 1999 عندما انقلب عليه الجيش. ومن جهته، تغلب نجم الكريكيت الباكستانى السابق عمران خان على منافسه أحمد غلام بيلور، المسئول البارز فى حزب عوامى الوطنى فى الانتخابات العامة عقب فوزه بمقعد فى الجمعية الوطنية عن مدينة بيشاور الواقعة شمال غرب البلاد . وذكرت شبكة تليفزيون دنيا نقلا عن نتائج الانتخابات البرلمانية التى أجريت أمس أن عمران خان حصد أكثر من 66 ألف صوت مما جعل بيلور يعترف بالخسارة على شاشة قناة “إيه آر واى “ التلفزيونية . ويتزعم خان الآن حزب حركة الإنصاف اليمينى الوسطى الذى يتطلع إلى إحداث تغيير فى السياسة الداخلية. وبدأت عملية فرز الأصوات فى باكستان مساء أمس عقب الانتهاء من عملية اقتراع تاريخية لتعزيز الديموقراطية تميزت بمشاركة قوية من الناخبين الذين تحدوا تهديدات حركة طالبان وأعمال عنف أسفرت عن سقوط 32 قتيلا وأكثر من 200 مصاب فى أنحاء مختلفة من البلاد. وأغلقت صناديق الاقتراع أبوابها فى ال 6 من مساء أمس أى بعد ساعة من الوقت المحدد، وذلك بعد أن مددت اللجنة الانتخابية مهلة التصويت بسبب الإقبال الكبير والتاخير فى فتح بعض صناديق الاقتراع. ومن جانبه، أعرب مير هزار خان كهوسو، رئيس الحكومة الباكستانية المؤقتة، فى أعقاب الانتهاء من عملية الاقتراع أمس عن شكره للمواطنين على خروجهم بأعداد ضخمة وممارسة حقهم فى التصويت، مؤكدا أن إتمام العملية الانتخابية بدد مخاوف أولئك النقاد الذين كانوا يتشككون فى إمكانية إجراء الانتخابات العامة فى البلاد. وهنأ كهوسو، فى بيان أمس، جميع الأحزاب السياسية والمرشحين للمشاركة فى الانتخابات كى يتسنى إعطاء أبناء الشعب الاختيار للتعبير عن رأيهم. كما أعرب كهوسو عن تقديره للجهود التى بذلتها مفوضية الانتخابات ، ووكالات الأمن والسلطات الاتحادية والإقليمية ووسائل الإعلام والمجتمع المدنى لدورهم وتعاونهم مع الحكومة المؤقتة لتحقيق هدفها المتمثل فى إجراء الانتخابات العامة بطريقة حرة ونزيهة ومنظمة، معربا عن ثقته فى أن يتم الانتهاء بسلاسة من المرحلة المقبلة لفرز الأصوات. وأكد رئيس الوزراء مجددا عزم الحكومة المؤقتة على تسليم السلطة لممثلى الشعب الباكستانى دون أى تأخير كما هو منصوص عليه فى الدستور. وماتزال عملية فرز الأصوات جارية فى جميع أنحاء البلاد عقب انتهاء فترة التصويت التى استمرت 10ساعات. ووسط تهديدات طالبان بإفساد الانتخابات، تم نشر تعزيزات أمنية مكثفة بلغت أكثر من 600 ألف عنصر أمنى لحماية مكاتب التصويت التى بلغ عددها 70 ألفا وسط التهديدات المتواصلة التى تواجهها العملية الانتخابية. لكن بعد ساعات على بدء عمليات التصويت قتل 22 شخصا على الأقل وأصيب 69 آخرون فى إقليمى كراتشى بجنوب باكستان وبيشاور شمال غرب باكستان فى هجومين استخدمت فيهما القنابل. وفى كراتشي، لقى 18 شخصا على الأقل حتفهم وأصيب 50 آخرون فى انفجارين متعاقبين وقعا بمنطقتين مختلفتين فى مدينة كراتشى جنوبى باكستان. وذكرت قناة «دون» المحلية أن الانفجار الأول وقع فى منطقة قائد آبادبالقرب من مركز اقتراع واستهدف مرشحا لحزب عوامى الوطنى أثناء استقلاله لسيارته. وقالت الشرطة إن المرشح أمان الله محسود لم يصب بسوء وقالت الشرطة إن أحد حراسه الشخصيين قتل فى الهجوم. وتسبب الانفجار فى تحطيم النوافذ الزجاجية لعدة مبان وتدمير 8 محال تجارية. كما وردت أنباء عن وقوع انفجار ثان بمنطقة أخرى فى المدينة لم تتأكد بعد تفاصيله. وفى بلوشستان، لقى 4 مصرعهم فى تبادل لإطلاق النار بين مويدى اثنين من المرشحين. وفى بيشاور، أصيب 19أشخاص على الأقل فى انفجار قنبلة. وتسببت الانفجارات فى حدوث تدافع وتعطيل عملية الاقتراع التى بدأت فى الثامنة صباحا بتوقيت باكستان. وفى وزيرستان، ذكر شهود عيان أنه تم منع النساء من الإدلاء بأصواتهن فى الانتخابات، وقام شيوخ القبائل بتحذير النساء عبر استخدام مكبرات الصوت فى المساجد من الخروج للإدلاء بأصواتهن. وفى هذه الأثناء، أغلقت باكستان حدودها مع إيران عند معبر تافتان بإقليم بلوشستان لمدة 3 أيام .كما أغلق المعبران الرئيسيان للحدود مع أفغانستان وهما شامان وطورخم.