في إطار خطة وزارة الصحة لنشر الخدمة الصحية في ستينيات القرن الماضي تم إنشاء ما يسمي بالمستشفيات القروية بهدف تخفيف العبء عن المستشفيات العامة والمركزية, ثم تم تعديل المسمي إلي مستشفيات التكامل الصحي خلال فترة تسعينيات القرن الماضي مع تجهيز هذه المستشفيات وتطويره بالأجهزة اللازمة لكي تؤدي الخدمات الوقائية والرعاية الأساسية بمعرفة أطباء ممارسين, وذلك بالإضافة إلي تخصصات علاجية محدودة مثل الباطنة الأطفال النساء الجراحة, هذا ماأكده د. أحمد عبدالحميد وكيل وزارة الصحة بأسيوط. ويضيف عبدالحميد أنه تم تجهيز وتزويد هذه المستشفيات بقسم داخلي يتراوح ما بين20 إلي50 سريرا, وكان نصيب محافظة أسيوط من هذه المستشفيات31 مستشفي تكامليا توجد معظمها بعواصم الوحدات المحلية القروية. ويشاركه الرأي د. اسامة حجازي مدير الصحة الأساسية قائلا: تمثلت هذه المعايير في عدم توافر نفس الخدمة بأي مستشفي مركزي أو نوعي علي مسافة15 كم, كذلك توجد كثافة سكانية عالية أكثر من مائة ألف نسمة, مع توافر الكوادر الفنية لتشغيل هذه المستشفيات( باطنة أطفال جراحة نساء وتوليد تخدير). ويضيف حجازي: كذلك اشترطت وزارة الصحة في هذه المستشفيات توافر التجهيزات اللازمة للتشغيل وألا تقل نسبة الاشغال عن40%, وبعد دراسة الوضع بمحافظة أسيوط لم تنطبق هذه المعايير الجديدة علي أي منها فتم تحويلها إلي مراكز صحة أسرة, وكان ذلك في عام2008 بقرار من محافظ أسيوط, الأهرام انتقلت لواحد من هذه المستشفيات بقرية المعابدة مركز أبنوب, لتجد مأساة حقيقية, حيث احتلت الماعز الفناء, ورغم أن المستشفي مساحته كبيرة ومزود بأجهزة إلا انه يسكنه الاشباح بعدما هرب منه الأطباء لانعدام الأمن, رغم انه من المفترض أن يخدم المعابرة وتوابعها والذين يزيدون علي60 ألف نسمة في الوقت الذي لا يجد أغلب السكان ثمن أجهزة السفر للذهاب إلي أبنوب. وفي المستشفي التف الموظفون حول مندوب الأهرام وبدأ الحديث حول المآسي, يقول محمد, كان قديما المستشفي تكامليا وتم تحويله لمركز طب الأسرة ومع ذلك لا يؤدي إلا خدمة واحدة وهي التطعيمات وحتي غرفة الولادة التي تكلفت علي الدولة نصف مليون جنيه مغلقة منذ13 عاما حتي أكلها الصدأ, وباقي الأجهزة لا تعمل وعفا عليها الزمن والعيادات الخارجية مغلقة.